[FONT="Tahoma"][/FONT
تنهدت لغتي من جديد وتنفست اروقة حروفي الصعداء
تغييرت ألوان النوافذ
واصبحت حركاتها وهي تداعب الرياح أشبة براقصة باليه
وخرج من جسد باب غرفتي ازيزه المزعج
وإرتمت في أحضان غرفتي ورود من نوع آخر لم تألفه عيني
لم يعد على جدران غرفتي وسقفها الضباب الذي كان يتراكم كقطرات
من لهيب الزفرات التي تصاعدت من أنفاسي الحارقة
وقد هطل من أسطحه كالرذاذ حتى لا تبتلّ أرضية غرفتي وتبقى آثاره عالقة
رذاذاحارا ليتبخر قبل أن يصل
باتت عيوني ترى الأشياء بألوانها وكأن الربيع الذي عشت أيامه سابقا
كان يلبس ثوب الخريف فلا أرى إلا إصفراره
حتى خفقات القلب أصبح لها نغمة مرهفة وكأن الوريد
الذي كان يغذّيه قبل أن يستفيق من غيبوبته ليس من سلالة الموسيقى
ولا يحمل جذورها 00 وآهات الصدر
رحلت وفتحت ضلوعه الأبواب مشرعه
لتعود ضحكة العصافير تبني أعشاشها وفتح رحم الحياة
من جديد ليولد الأمل
عادت خيوط الشمس تستحمّ بأنهار جسدي كلّ صباح وعيون الورد تقبّل
خدودي وتروي نظراتي بقطرات العسل قبل أن تخطفها شفاه النحل
تلمست أكتافي حينما كانت
تحمل العبْ الثقيل
لم اجد عليها سوى بضع فراشات
تلبس حلل العروس وتغنّي وتدبك وتزعرد كأنها عرفت أن ثوب الحزن
أحرقته الفرحة وأكلته أنياب النسيان
ويا لتهليل الليل وقمره وأنا أدنو من بساطه ليلبسني عبائته
ويفرش وسادة من نوره وإرتجل يغنّى وجناحات العتمة تصفّق له
والسماء غرقت بدموع السحاب تعبيرا
لعودة الصفاء 00 وفتحت الأرض شفاهها لتستقبل الخير القادم
فجمال ماتركه الماضي بأحشائي
ألوان الغرام وأطيافه
وفي صيوان العيون ميثاق الحبّ ورقيّه00 وفي ساحة الصدر حيث الهوى
يتوطّن ببساطه الأخضر ومروج الخدود تحمل زهرات الحياة
وعلى الشفاه حروف العشق التي لا
تعترف بالفشل ولا تستسلم وقد أشهر سلاح التحدّي
فتح فؤادي بوابة جديده
فقد يستقبل يوما ياسمينه سقيت جذورها من رابية الجمال وإكتست
بألوان قوس قزح00 وضمّتها ذراعات الربيع بين أحضانه
لن أتحسر على أيام ماتت من عمري
ولن أفقد أمل ما زال الحبّ ينثر بذوره في عيون الأرض
ورحلة السباق بدأت وركبت نظراتي خيولها لتبحث عن سحابة جديدة
تمطر سمائها وتغرق ثراها
برحيق إستمدّ عبقه من رابية الياسمين
غريبة ديرة الغرام فهي لا تعشق الوحدة وتقتلها رائحة
الغدر 00 ويدميها نفاق المصالح
ديرة الغرام نبات زرعه الحبّ في أروقة القلوب
وتغذى بمحلول يسري يالعروق وترتوي منه الأوردة
لا يرى ولكنّ المغروم يلمسه بنظراته
بحركات صدره برعشة أطرافه بطرطقة صلوعه تعبّر عنه صبايا
العيون وهي تصدر شعاعا أشبه بالنور
فيصب بالقلوب ويتحلل باللحم والعظم
لا بد من أن نسلك طريقا جديدة مزروعه بالأماني
تكسوها عيون البصيرة تربطها خيوط العواصف
مع نسيج الفكر والتعقل لنتجاوز نكبة جديدة تغزو القلب
فنعود من جديد لنرمم حياتنا
تعلّمت من كتاب الأيام وخبرة الحياة
أننا نعيش حالة اليتم إذا فرغت حياتنا من جمار العشق ودلال
الغرام وتعلّمت أن فراغ العيون من نكهة حوّاء الأنثى والمرأة
يعني ضياع وطن السعادة
طالما تغنّيت بزلال أنثاي وكم طربت
على ترانيم كانت تتصاعد من دلال مشيتها وكم غازلتها في مخيلتي
كانت بطلة حلمي ويقضتي
كنت ارى في عيونها دوران الكرة الأرضية وعلى سفوح خدودها مروج الجنّة
وفي شفاهها منابت العسل وفي مشيتها رقصة الحسون
وكان لظفيرة شعرها حركات تشبه جناحات
شمس الصباح وهي ترفرف بين اوراق الياسمين
كانت إذا تكلّمت سكنت عظامي لتستمع بلغتها
وهي تنثر حروفا لها طعم ورائحة
تغذي أوتار وشرايين أعماقي وكأنني أحتسي من لغتها مشروب
الحياة 00 هكذا كانت 00 وهكذا كنت 00
وعندما هربت منّا السعادة 00 وقطنت دروبنا الغربة 00 تشردت
أيامنا قليلا ووهنت مشتنا 00
ولكن أرض الأمل فرشت لحاضرنا ثوبا جديدا 00 ومدّت لكلينا يد الثقة
وسحبت كلّ
واحد منّا الى الوطن الذي يليق به 00وكم حزنت لموطن من أحببتها
كم هي بائسة
ومع أن من حولي يراها شجرة الصبّار
إلا أنا فلا زلت أراها شجرة الياسمين
أعذروني هي رقصات قلم بين يدي متيم
مواقع النشر (المفضلة)