[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
ها نحن نراهم في كل غدوة وروحة،، يلهثون وراء سراب الدنيا الزائف يجمعون المال ، وينشدون الجاه ويطلبون المجد... ومع هذا لانراهم إلا مهمومين مغمومين يزفرون الآهات ويستنشقون الغصص.
وفي المقابل قوم علموا أن الفلاح في إصلاح هذا القلب الصغير ، فوجدوا الفرق وذاقوا الطعم .
وتذكر .. كم من شقي ماعلم أنه شقي ، وكم من واقف يحسب أنه يسير ، وكم من راكض يسعى خلف سراب ، (( وانظر من أي القلوب قلبك في قول ابن القيم رحمه الله )):
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير ، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ، لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا ، وتحكم فيه بما يريد ، وتمكن منه غاية التمكن ..
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان ، وأوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهواء ، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ، ومجالات ومطامع .. فالحرب دول وسجال .
وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ، ومنهم من هو تارة وتارة ..
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان ، قد استنار بنور الإيمان ، وانقشغت عنه حجب الشهوات ، وأقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق ، ولذلك الإشراق إيقاد ، لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حجبت بالنجوم ، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رُجم فاحترق ،
وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن ، وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء ، والسماء متعبد الملائكة ، ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات ، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شئ إلا خطفه ... [/align]
مواقع النشر (المفضلة)