هنا الخبر
أكثر من 70 ألفاً زاروا ما نشر أمس على الموقع الالكتروني .. وطاقم مستشفى راشد يتحدثون لـ (اليوم):
«فرج بن مبارك» يودع دبي ويطوي رحلة 40 عاماً من الضياع
فرج يودع زملاءه في مستشفى راشد وطاقم العمل
علي الزكري - دبي
عمت فرحة كبيرة أمس (الأربعاء) مستشفى راشد في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة بعد انتشار خبر انفراج أزمة التائه فرج وعودته إلى وطنه وابنتيه وأحبابه في دارين بالمنطقة الشرقية حيث سيمنح وثائق مؤقتة وتذاكر سفر تمكنه من العودة بمساعدة القنصليه السعودية هناك.
ففي المستشفى استقبل المرضى والأطباء والممرضون نبأ الإتصال الذي تم بين فرج وابنته الذي كان أغلبهم شهوداً عليه بفرح كبير. حباً في فرج ولأن الله تعالى استجاب لدعائه بأن يرى ابنتيه ويعود إلى وطنه. ومازاد استبشارهم بعد أن تكاثرت الإتصالات التي تسأل عن فرج من أناس رأوا صوره في جريدة «اليوم» وعرفوه واتصلوا بالمستشفى يؤكدون معرفتهم له ويسألون عنه ويحاولون التحدث إليه. وأشارت صحيفة (الإمارات اليوم) الإماراتية نقلاً عن (اليوم) إلى كثرة الإتصالات التي انهالت على المستشفى من أصدقاء فرج وابنته خديجة واهتمام المسؤولين السعوديين هناك به، كما نقلت التفاعل الكبير الذي حصل بعد نشر (اليوم) القضية.
فرحة
وحول ردود الأفعال والفرحة التي عمت المستشفى قال أحمد جابر «أحد رجال الأمن العاملين بالمستشفى وتربطه علاقة قوية مع فرج»: فرج رجل طيب إلى أبعد الحدود وبشوش بشكل غير معقول ويتمتع بذاكرة قوية وتمكن خلال فترة وجيزة من إقامة علاقة طيبة مع الجميع هنا ولم نسمع عنه كلمة سيئة ولم تصلنا كرجال أمن أي شكوى ضده من قبل المرضى أو الممرضين. كما أنه كان دائماً مبتسماً ويفشي السلام وإذا مررت بجواره مسرعاً دون أن تلتفت له يبادرك هو بالسلام.
اهتمام
بدرية محمد وفاطمة محمود وميسون جاسم اخصائيات اجتماعيات في المستشفى وكن مشرفات على حالة فرج. لم يصدقن أن أهل فرج تواصلوا معه. وبدت فرحتهن بهذا الخبر أكبر من أن توصف فقد كن يحملن همه ويسعين إلى جمعه بأهله.
بدرية محمد تحدثت لـ ( اليوم) عن حكاية فرج بقولها: بداية تعاملنا مع ملف فرج منذ أن وصل إلى المستشفى واشتد اهتمامنا به عندما أوضح الطبيب تماثله للشفاء وأمر بإخراجه من المستشفى. لقد كان الأمر مقلقاً لنا إذ أنه ليس لفرج أي مكان يخرج إليه. وإذا أخرجناه فسيعود للكوخ الذي كان يعيش فيه وسط الصحراء وهذا أمر يتنافى مع أخلاقيات الطب وطاقم المستشفى ولا يتفق مع قيمنا كعرب وكخليجيين وكمسلمين. تكفلت إدارة المستشفى بكافة المصاريف المترتبة على علاجه وإقامته في المستشفى وقررنا الاحتفاظ به وعدم تركه يغادر. وظللنا نفكر بكيفية حل مشكلته، وبعد نشر ( اليوم ) قصته تفاعل الكثير وأهمهم المسؤولون في القنصلية السعودية و بعدها حضر نائب القنصل العام لشئون الرعايا منيف العنزي ومعه حل لمشكلة فرج.
سعادة
فرج كان سعيداً ويتجول في الممرات. كيف لا وقد تحدث إلى ابنته؟ كيف لا وهو على بعد أيام من العودة إلى أهله ووطنه؟ كيف لا وهو الذي جاءه فرج الله سبحانه وتعالى بعدما ظن أنه قد انتهى ولا أمل في رؤيته أهله ووطنه؟ استقبلنا كعادته بشوشاً فرحاً وهو يتلقى التهاني من كل معارفه. هناك في العنبر تحدث إليه نائب القنصل والتقطوا له صوراً شخصية لاستخراج الجواز وأبلغه بأنه سيغادر إلى المملكة الاسبوع المقبل. تهلل وجهه فرحاً وصار لسانه يلهج بالثناء والحمد لله والشكر للقنصلية ولجريدة (اليوم) وللمستشفى ولكل من ساعده في هذا الأمر. وقبل أن نغادره أصر على دعوتنا للعشاء على حاسبه مؤكداً انه سيطلب (ذبيحة) من المطعم ولما أخبروه بأنه لا يمكن استقبال الذبائح داخل المستشفى وعدنا بوليمة كبيرة في دارين.
شفاء
الأطــــــباء والممرضـــــون المشرفـــون على حالة فرج أكدوا أنه تماثل للشفاء تماماً وأن سبب بقائه في المشتشفى هو أنه لا يوجد مكان يخرج إليه. وسيسلمون القنصلية تقريراً شاملاً عن حالته عند خروجه، وقالوا: لو كان فيه أي مرض او أي عدوى لما وضعناه في عنبر عام ولكان مقيماً في الحجر الصحي.
وشكر محمد عبدالله أحمد رئيس قسم علاقات العملاء بمستشفى راشد جريدة (اليوم) على جهودها التي أثمرت - بفضل الله تعالى ثم بجهودها - رؤية فرج أهله وتحقيق أمنيته في العودة إلى وطنه، مؤكداً إن المستشفى سيظل يقدم كافة الرعاية لفرج لحين مغادرته إلى أهله معززاً مكرماً مشدداً على أن ما قام به طاقم المستشفى لا يتعدى الواجب الأخلاقي والانساني الذي تفرضه قيم أهل الإمارات وأخلاقيات مستشفى راشد وتحتمه تعاليم شريعتنا الإسلامية السمحة وتقرها أعرافنا العربية الخليجية.
تفاعل
من جهة أخرى تابعت القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام الإماراتية قضية فرج باهتمام بالغ بعد نشر (اليوم) أحداثها وتفاصيلها. كما بلغ عدد زوار موضوع أمس فقط أكثر من 70 ألف زار وقد تخلل التعليقات الشكر للجريدة والثناء على متابعتها الصحفية والجانب الانساني التي حظي به الموضوع. كما عبر الكثير عن فرحتهم بإنفراج أزمة فرج . كما تفاعلت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان مع قضية فرج التي نشرتها (اليوم) وتناقلتها صحف إماراتية ومواقع الكترونية وطلبت التدخل في الموضوع والمشاركة في مساعدة فرج.
جريدة اليوم
مواقع النشر (المفضلة)