تطور الحب و تطورت الدنيا كلها ,, فالأطفال لم يعودوا يقنعون بسيارة صغيرة ,, و المرأة لم تعد تقنع بغاز ( 3 عيون ) ,, و الصبيّة لم تعد تقنع بصبغ شعرها بالحناء ,, و الشاب لم يعد يقنع بوضع الزيت على شعره أو الحلاقة بموس الحلاقة !

الدنيا تغيرت ,, الغرب وصل للقمر و داس على تراب المريخ ,, و نحن بكل تواضع الأبطال ما زلنا ( ندفش ) سياراتنا المتكلّسة لتصعد إلى " جبل المريخ " ,, المعادلات بالدنيا أصبحت نمطية فأناس يزرعون على القمر شجر الأناناس و المنجا و أناس ما زالوا متفاجئين بما يحدث !

في الماضي كان الاتصال الوحيد بين الحبيب و الحبيبة يحدث عبر أثير علبتي ( اللبن ) المربوطتين بخيط صوف و هو جالس على ( برندة بيتهم ) و هي مختبئة وراء جدار البيت الأخير ,, لتسمع من العاشق الولهان معلقة حب تبدأ " فما الحب إلا للحبيب الأول " بينما هي يتحول الحب لديها إلى عرف تقليدي يبدأ " إجاني عريس و أهلي موافقين يا بتلحق يا ما بتلحق " !!!

ونتطرق الآن لقضية تطور الحب عبر الموبايلات و معها خدمات البريد الصوتي ( إس إم إس ) ,, بالفعل المسجات أصبحت تقليداً للحب فقد انتهى زمن الورقة و القلم و جاء زمن الأصابع و الزر فبلحظات تُكتب أطول رسالة حب و بإمكانك الاحتفاظ بها و ارسالها لاحقا ً الى 16 ألف فتاة ,, بينما اعتماد الرسائل الورقية كممسك على خيانة الطرف الآخر قد أصبحت وسيلة فاشلة !!

لكن ماذا تغير مع هذا التطور ,, أصبحنا نشعر أنه بارد معبّأ بالثلاجة ,, وجبات سريعة ,, أصبحنا لا نشم عطر الحبيبة على رسالتها و لا حتى نرى آثار دموعها العالقة على السطور !! ,,,,,,, أصبحنا الكترونيين فقط تماماً كعصر الرجل الآلي ,,,,, عصر الموبايلات و ال ( إس إم إس ) .