--------------------------------------------------------------------------------
يشعر الكثير منا بحالات اكتئاب من وقت لآخر. فحدوث حالة وفاة في العائلة، فشل في الزواج، فقدان وظيفة، حالة مرض خطير، وأزمات الحياة،،، كلها قد تسبب الحزن، الوحدة لفترة. حدوث حالة من الحزن كردة فعل لحدث حزين، أو حالة من الوجوم لبعض الوقت بدون سبب محدد، ثم يتبعه تحسن و استعادة القوى و العودة إلى الحالة الطبيعية بعد فترة،،، فهذا شيء طبيعي.
و لكن عندما يستمر هذا الشعور بالاكتئاب، الحزن، الوحدة، أو اعتلال المزاج ويمنعك من استمرار الحياة بشكل طبيعي، فأنت إذن هذا الشخص الذي يعاني من اضطراب في الحالة المزاجية والتي تسمى اكتئاب.
الاكتئاب مرض نفسي، و هو حالة اعتلال جسدي كامل، يؤثر علي الصحة العامة للشخص المريض والسلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين. فهو مشكلة صحية عامة... ومعظم الأشخاص المكتئبين يخجلوا من طلب أي مساعدة طبية، أو الاعتراف بأنهم يعانون من الاكتئاب النفسي وذلك لأنهم يروا أن هذا الشعور يعد ضعف في الشخص. و لكنه ليس له أي علاقة بالضعف. وعدم الاهتمام يساعد علي زيادة الحالة.
و الاكتئاب عبارة عن خلل جسماني يتسبب في حدوث بعض التغيرات الكيميائية في المخ. وهذه التغيرات لن تتلاشى مفردها. الشفاء من حالة الاكتئاب النفسي يتطلب علاج.
يجب علي أهل الشخص المكتئب وأصدقائه أن يتفهموا جيداً أن الاكتئاب مرض. و أن المصاب لا يتعمد ذلك الشعور ولا يستطيع التحكم في التخلص منه بسهولة.
أعراض الاكتئاب:
شعور بالاكتئاب والزهق والملل .
عدم الاستمتاع بمباهج الحياة .
اضطرابات بالنوم وقد تكون في صورة صعوبة في النوم أو كثرته.
فقدان الشهية للأكل أو الفرط في الأكل بشراهة.
مشاكل في العمل والتعامل مع الأصدقاء. ربما تصل إلى الشجار المستمر مع الأصدقاء أو زملاء العمل.
سرعة التعب من أي مجهود.
صعوبة في التركيز والتذكر واتخاذ القرارات.
نظرة تشاؤمية للماضي والحاضر والمستقبل.
التفكير في إيذاء النفس أو المحيطين كالانتحار أو القتل.
الشعور بالذنب الدائم أو العصبية الدائمة.
و حدوث حالات مختلفة من المشاعر غير السعيدة. كما أنه يمكن أن يشعر بحالة مستمرة من الخوف الشديد، البكاء المستمر، الشعور بالرعب، عدم الثقة في النفس أو حتى حدوث حالة من الهلوسة. أو من ناحية أخرى، يمكن أن يشعر المريض بحالة من (تخدير المشاعر) حيث أنه لا يشعر بحزن شديد ولكنه لا يشعر بسعادة أيضاً.
ما هي أسباب الاكتئاب
أكثر ما تكون الإصابة بالاكتئاب في السن من 24 - 44 سنة. و النساء أكثر عرضة للإصابة وقد فسر ذلك بأن النساء تتعرض لضغوط اجتماعية وبيولوجية بصورة دائمة.
و يمكن أن يأتي الاكتئاب بشكل مفاجئ وبدون سبب ملحوظ. أو يأتي بسبب الضغوط النفسية الشديدة. يمكن أن يأتي أيضاً بشكل بطيء ويزداد مع مرور الشهور والسنوات وبالتدريج تتلاشى السعادة والأمل.
و هناك عدة اسباب لهذا المرض:
1-أسباب عضوية:
أهمها تغيرات في بعض كيميائيات المخ من أهمها مادة السيروتونين ومادة النورادرينالين، و يعتقد أن نقصهما يلعب دورا ً مهما ً في حدوث الاكتئاب النفسي.
2-الجينات:
وجد أنه هناك عوامل وراثية لظهور الاكتئاب في بعض العائلات.
3-عوامل بيئية:
مثل كثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسي أو الجسدي كذلك كثرة الضغوط الخارجية علي الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلي الشعور بعدم جدوى الحياة وهي أهم المؤديات للاكتئاب.
كيف يتم علاج الاكتئاب النفسي
من الخطأ أن يلجأ الأشخاص الذين يشعرون بالاكتئاب إلى استخدام بعض العقاقير المخدرة والكحول كعلاج، لأنها فقط تزيد الحالة سوءاً فالكحوليات مسببة للاكتئاب.
و أما ممارسة الرياضة وتغيير العادات اليومية والذهاب إلى أجازة لا يعالج الحالة وإن كان له تأثير في سرعة الشفاء.
فالاكتئاب مرض نفسي يحتاج إلي علاج دوائي لتعويض الخلل الكيميائي الذي حدث بالمخ. 80 - 90 % من مرض الاكتئاب النفسي يظهرون تحسن واضح وملموس باستخدام العلاج:
أولا: علاج دوائي:
مضادات الاكتئاب،،، وأنواعها:
أ- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
ب- مضادات الاكتئاب المؤثرة علي مادة السيروتوينن .
ج- مضادات الاكتئاب المضادة لإنزيم المونوامين.
و لا يجوز تناول العقار دون استشارة الطبي.
ثانيا: علاج نفسي:
إن جلسات العلاج النفسي تتيح فرصة للتعرف على تأريخ المرض، و على الضغوط الخارجية و كيفية التعامل معها، و على أفضل السبل للتعامل مع الأعراض التى يعاني منها المريض... وهذه الجلسات يتبع منها أساليب مختلفة للعلاج - علاج سلوكي - علاج معرفي - علاج نفسي تحليلي - علاج أسري - علاج جماعي.
و من أخطر أنواع الاكتئاب النفسي عندما لا يشعر الإنسان أنه مريض ويحتاج إلي استشارة الطبيب. فغالبا ً ما يعاني المصاب من الاكتئاب ولكنه يستمر في حياته يتصرف بطريقة سلبية. يفكر في أفكار معتمة. ينعزل عن الناس أو حتى يفكر في إيذاء نفسه أو المحيطين به.
الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحديث. و المريض لا يشعر به في بداياته وإنما يلجأ للطبيب بعد أن تكون الحالة قد استعصت. لذا ينصح بعدم أخذ الأمور علي أنها ضعف بالإرادة أو حتى قلة إيمان. وإنما يجب أن تشاور الطبيب عندما يشعر الإنسان بهذه الأعراض حتى تكون نسبته في الشفاء أفضل.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)