من الصباح الباكر وطيلة اليوم وهو يدب كالنحلة في عطائها وحركتها النشطة في العمل.. ببدلته ذات اللون البرتقالي التي أصبحت راسخة عندنا بأنها عنوان النظافة، فترى مجموعة منهم تحمل عصاً ذات ملقطين وحقيبة على شكل صندوق كرتوني يجولون في شوارع الأسواق ويلتقطون كل ما يشوه نظافة المكان وآخرين متعلقين بتلك السيارة ليفرغوا سلة المهملات وترى بعضهم الآخر يحمل كيساً أسود يعبئه ببقايا الناس المستهترين في الحدائق العامة.
ولو تخيلنا للحظة بسيطة غياب هؤلاء العمال عنا فماذا سيحدث؟ الشوارع ستمتلئ بالأوساخ، والحدائق والشواطئ سيذهب رونقها وممرات البيوت ستتكدس فيها أكياس المهملات فلا يمكن أبداً أن نتخيل الأمر لأنه مزعج جداً، وهؤلاء العمال يشكلون عصب الحياة، ومن الصعب جداً أن نجد فئة من الناس تقلل من شأنهم وتستحقر مهنتهم وتصفها بأنها أسخف المهن، لا والله بل عظيمة ومهمة لأنها تحافظ على البيئة التي نعيش فيها ويجب ألا تكون رواتب هؤلاء العمال منخفضة.
ويجب علينا أن نسعد هذه الفئة بأن نكن لها كل الاحترام والتقدير وعندما نمر بجانبهم نسلم عليهم ونشكرهم وإن كان لدينا فائض من الأكل نضعه بشكل مرتب ونعطيهم إياه أو نحضر كيساً نظيفاً ونضع فيه بعض الفاكهة مع قنينة ماء، ويجب أن نكلف أنفسنا بأن نعطيهم بعض الدراهم ليس عطفاً عليهم بل شكراً لهم، ونبين لهم هذا الشيء، والأهم من هذا نساعدهم في عملهم بحيث إذا فكرنا في الخروج في نزهة أن ننظف المكان قبل أن نغادره، وعندما نجمع أكياس المهملات من بيوتنا لا نرميها بالقرب من قارعة الطريق بل في المكان المخصص.
مواقع النشر (المفضلة)