--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمــن الرحيم
سلامـاً من الله عليكم و رحمتـه و بركاته ..
--------------------------------------------------------------------------------
الجنـون الكروي هو أمرٌ أجبرتـه علينا مركولتنا الساحرة , فـ بالدموع أبكتنا عليـه , و بالدمـوع أسعدتنا بـه هناك من لا يطيـق عبارة ( الجنون فنـون ) , فـ كلمة الجنون لا تترادف و لا تتطابق مع كلمـة الفنون بل هـي عبارة عن تجانس بين الكلمتـين , و ان تذكرنا بعض جنون المركولـة الحسنـاء فهي كثيرة لا تُعد و لا تُحصـى و يبقى الجنـون الكروي أحد مميزات لعبتـنا المفضلة التي تعشق جلب الأسى و الهموم من طرف , و الفرح و السرور من طرفٍ آخـر ..
_______________________________________
جنونيـة المركولة أظهرت نفسها جيداً , في الليلة التي لن ينساها أحد , ليلة اسطنبول فـ أن تكون خاسراً من فريق بلد النحت الجميل ميلانو في شوطٍ واحد بثلاثيـة و بثلاثـية أخرى تعادل كفة المباراة و أن تعذب الفريق الأسود المحمـّر بالفوز عليـه بركلات جزاء و تنتزع منـه البطولة الأوروبية فـ ذلك هـو الدليل الاكبـر على جنونيـة المركولة , فـ من قادر على نسيان تلك الليلة التي أشرب فيـها الريدز فريق ميلان من دمائهم الحمـراء .. !
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو ان لا يوجـد للجنون نهاية , فـ هذا الهدف الذي اكتملت فيه جنونية المركولة , كان سببـاً رئيسيـاً لاظهار نجوميـة البرازيلي محبوب بلاد الأندلس , فـ من ضربة حرة توقع الكل أن يشتتها أحد مدافعي الانجلـيز أو أن تأتي لأحد لاعبي البرازيل , لكن خسرت انجلترا جهد المونديال الآسيوي من أقدام هذا البرازيلي الذي سدد كرةً جاوزت الكل و سكنت المرمـى لـ يكون هذا الهدف سبباً في اضافة ضحية جديدة الى ضحـايا الكرة المجنونـة التي أضافت انجلترا الى قائمتها السوداء , التي لم يفلت أحد منـها ..!
--------------------------------------------------------------------------------
من أكبـر غرائب و جنون المركولة في تاريخهـا هي فوز بلاد الفلسفة ببطولة الأمم الأوروبيـة 2004 في بلاد البرتغال الخلابـّة , و كان حلم اليونانيين الوصول الى الدور الثانـي و هو الدور ربع النهائي في تلك البطولـة , و لكن هيهات أن يكونوا قد وصلوا الى الدور الثاني و حسب , فـ بعد تحقيق حلمهم بالوصول الى الدور الثاني , حدث ما لم يكن بالحسبـان , فـ حامل اللقب القادم من بلاد العطور و الأناقـة منتخب فرنسـا خرج على أيدي هذا الجيش المجهول , و تابع طريقـه الى أن وصل الى الحصان الأسود , التشيكي المصلـّد , الذي لم يتحمل قوة أفلاطون و اعوانـه فـ خرج من البطولة متأسفـاً , و تابعـوا مسيرتهم الحافلة الى النهائي ضد البلد المستضيف البرتغال , و جعلوا نهاية البرتغال في أرضهم عندما فازوا عليهم بـهدف أجهش البرتغاليين بكـاءً و لترجع الحضارة اليونانيـة الى البزوغ مجدداً , فـ يا لعجب الساحرة الكرويـة ..!
--------------------------------------------------------------------------------
لا يعلم أحـد حتى الآن كيف وصل المنتخب الفرنسي الى نهائي البطولة العالميـة في بلاد النازية ألمـانيا , فـ بعد أن قدموا عروضـاً سيئة للغاية في الدور الأول للبطولـة أظهر استفتاء بأن أكثرية الشعب الفرنسي يعتقدون بأن منتخبهم سيخرج من الدور الأول للبطولة و لكن منتخب بلاد العطـور تأهلوا بصعوبـة ما بعدها صعوبة الى الدور الثانـي , الذي كان بدايـةً لأفراح فرنسية , فـ سحقوا الماتادور الاسباني , و هزئـوا بـ كيان البرازيل , و أخرجوا البرتغالي العنيـد ليتأهلوا الى المباراة النهائية ليلاقـوا الايطالـي ذو الدفاع الحديدي , ليخسروا بـعدها بركلات الجزاء الترجيحيـة , و لتنتهي قصـة بطل كافح كل الكفـاح , لتزداد أصوات تصفيق الجماهير لهذا البطل الغير متـوج و ليكسب احترام الجميـع , فـ أيا للهول عليـكِ يا كروية , هذا المنتخب الذي لم يكن من المرشحين الكبار لاقتنـاص للبطولة وصل الى النهــائـي , فـ زيديني عجبـاً زيديني ..!
--------------------------------------------------------------------------------
نهائي نو كامب , و من يستطيع اعادة نهائي نوكامب ..!
من أجمل المباريات النهائيـة في تاريخ بطولات دوري أبـطال اوروبـا , و ان تذكرنا طرفاها فـ كانا الناديان الأفضـل في اوروبـا في ذلك الوقت , مانشستريونايتد و بايرن ميونيـخ , هذه المباراة اعتبرها الكثيرون المباراة الأكثـر جنونيـةً في التاريخ , فـ حين ما كان بايرن متقدمـاً بهدف و كانت المباراة تسير لصالحه أجرى مدرب اليونايتد السير أليكس فيرجسون تبديلان , فأدخل تيدي شرينجهام و اولي غونر سولشـاير كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة , و اذا بضربة ركنية يحصل عليـها فريق مانشستـر فـ يتقدم الاختصاصي ديفيد بيكهام و يرفع الكرة لتأتي لـ شرينجهام الذي سدد كرة زاحفـة في مرمـى أوليفر كان لتنفجر انجلترا فرحـاً , و ينفجـر لاعبو المـان و مدربهم و جماهيرهم فرحـاً غير مصدقين ما حصـل و لكن كما يقال فـ ( الخافي أعظـم ) , و يحصل المان على ركلة ركنيـة أخرى و يتقدم بيكهام لتنفيذهـا و يرفعها لتصـل الى سولشاير الواقف بجنب المرمى , فـ يمد رجله الى الأمام و يسدد الكرة في المرمـى , لـ تنفجر انجلترا فرحـاً غير طبيعـي , و يفقز الاعبون و الجماهيـر فرحاً , و بين نظرات لوثار ماتيوس الذي لم يصدق ما الذي يحدث للبايرن , و ليكتب التاريخ الكروي , بطل تاريخي للبطولة عام 1999 و هو مانشستر يونايتد , و ليسجّل التاريخ أيضـاً مباراةً من أغرب مباريات المركولة في التـاريخ , فـ أيـا للهول ..!
--------------------------------------------------------------------------------
أفليست الكرة مجنونـة يا سادة ؟! , بل انها مجنونـة للغايـة , و جنونـها في بعض الاحيان يكون غير منطقيـاً و في بعض الأحيان تظلم بعض و تنصف بـعض , و لكن اسمها الذي ببساطة هو كرة القدم يـكون أفضل عوض ..!
مواقع النشر (المفضلة)