بعض الآباء إذا زاره ضيف اعتاد على طرد أولاده.. إذا أراد أحدهم أن يجلس مع والده أثناء وجود الضيف ظناً منه أي (الوالد) أن وجود الولد في مجالس الرجال من العيوب التي ينبغي تلافيها والحذر منها، ويظن أيضاً أن دخول الأولاد على الضيف في مجلسه يعد انتقاصاً لحق ضيافته، وهذا بلا شك ظن خاطئ وتصور غير سليم، وعادة درج عليها بعض الناس من غير وعي إذ عكس ذلك هو الأصح والأرجح فأنت حينما تدعو ولدك ليشاركك مجلسك في وجود الضيف، فإنما تغرس فيه معاني الرجولة وتربي فيه الثقة بالنفس، كما تكسر فيه حاجز الخوف والرهبة والانطواء والعزلة، فكم يضر بعض الآباء أولادهم بعزلهم عن مجالس الرجال حيث ينشأ الولد منهم على ما قد عوده أبوه منكسراً منطوياً معزولاً به طرف من حياء النساء، فيكون لذلك أسوأ الأثر على علاقته بالمجتمع والناس في مستقبل الأيام، ولكن على الوالد أن يُعلم أبناءه آداب المجالس إذا أراد أحدهم ان يشارك فيه، فلا يقتحم المجلس اقتحاماً بل عليه أن يتعلم آداب الاستئذان، وعليه أن يتعلم آداب الحديث، فإذا أراد الكلام فلا يرفع صوته عالياً، ولا يسبق أحداً بحديثه، ولا يقطع حديث أحدا وغير ذلك من الآداب والتوجيهات التي حثنا عليها ديننا التي علمنا إياها نبينا- صلى الله عليه وسلم- ما أروعك أيها الوالد الكريم وأنت تتمثل وصايا لقمان الحكيم لولده وتقف من ولدك الحبيب ذلك الموقف الرائع إذ تقول له: يا بني افعل هذا ولا تفعل ذاك يرضى عنك ربك وتكون من عباده الصالحين.
مواقع النشر (المفضلة)