تأمل أخي الحبيب إلى كلام العزيز الرحيم: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ..} هذه الآية تذكر حال أهل الجاهلية عندما كانوا يقتلون البنات خشية العار أو خشية الإملاق والفقر، وأظن أنه في هذا الزمان لا يوجد نهائياً بهذه الصورة الوحشية بل إن غالب الناس يفرحون بأولادهم من ذكور وإناث، يفرحون بهم فرحاً كبيراً جداً، لكن من تأمل حال الناس وجد صوراً أخرى قد لا ينتبه إليها أحد، وهي تنتشر بطريقة أو أخرى.
وهي ما تعرف بوسائل منع الحمل؛ فقد جاء في الحديث في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن العزل، فقال: ذاك الوأد الخفي والعزل في جواز خلاف، وهو من أخف أنواع وسائل منع الحمل، فكيف بالوسائل الحديثة التي تسبب تأخيراً كبيراً للحمل أو منعاً نهائياً مع تكشف عورة المرأة للأطباء والرجال أو حتى النساء بغير سبب شرعي حقيقي، بل من أجل أمر في جوازه خلاف مشهور بل أصبحت وسائل منع الحمل من أكثر الوسائل انتشاراً وهي على أنواع وأشكال كثيرة، ويحاولون أن يبحثوا عن أكثر الوسائل منعاً للحمل، وإذا لم تنجح تلك المحاولات وحدث الحمل فقد وقعوا في مصيبة كبيرة يبحثون عن علاجها، ولو وصل الأمر إلى إجهاض الجنين الذي أصبح ينتشر في بعض الأمكنة، وقد يكون ذلك الإجهاض للجنين حتى بعد نفخ الروح فيه، وهذا حرام ولا يجوز بحال، بل هو إزهاق نفس بريئة بغير حق، بل قرر أهل العلم أنه لا يجوز إسقاط الجنين عمداً بأي سبب من الأسباب، حتى لو كان وجوده خطراً على حياة الأم؛ لأننا لا يمكن أن نزهق روحاً من أجل إبقاء روح آخر؛ فنحاول بقاء الأم والجنين، ومن قدر الله عليه الموت فليس بسببنا، وإنما قدر الله ونحن أخذنا بالأسباب الجائزة، وتركنا الأسباب المحرمة، فكيف بمن يزهق تلك الروح بغير سبب أو أسباب وهمية من تحديد النسل أو غيرها بل إن بعض الناس لشدة جهله واستهانته بإزهاق الأرواح قد يسار بتجويز إجهاض الجنين؛ لأن الأم حملته من سفاح؛ فتجمع خطأين وذنبين، والعياذ بالله؛ أن تقوم بإلقائه في قارعة الطريق يعاني الأمرّين الموت أو حياة اليتم والتعذيب؛ فهل استشعرنا هذه الجريمة الكبيرة، وقلنا لها إنها قاتلة؟
مواقع النشر (المفضلة)