اللسان عضو صغير جرمه، عظيم خطره، به يعبر الإنسان عما يكنه الجنان، بهذا اللسان يدخل الإنسان الإسلام وبه يخرج آخر من دائرة الإيمان، وكما قيل: المرء بأصغريه: القلب واللسان.
واللسان نعمة من نعم العظيم المنان على هذا الإنسان، فقال تعالى في محكم كتابه: "أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَين ولساناً وَشَفَتَيْنِ". وهو سلاح ذو حدين، إن استعمل في الخير كان سببا لرضوان الله تعالى، وإن استعمل في الشر كان سببا لسخطه. قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ _تعالى_ ما كَانَ يَظُن أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ _تَعالى_ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ _تَعالى_ ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ _تَعالى_ بِها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ".
فليحذر الإنسان من لسانه وليعمل جاهداً أن يكون لسانه قائده إلى الجنة وموصله إلى رضوان الله، فإن كل ما يقول محسوب، إما له أو عليه، قال _تعالى_: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
عن أبي سعيد الخدري رفعه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".
وكما قيل: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك.
فياإخوتاه! لنتأمل الكلمة قبل أن تخرج من لساننا، فإن كانت تقربنا إلى الله تعالى أخرجناها، وإن كانت تباعدنا عن الله تعالى أمسكناها حتى ننجو بأنفسنا يوم القيامة ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)
ختـــــــــــــاما:
حمدا لك اللهم أن أطلقت ألسنتنا للكلام، وكم أخرست عن الكلام من لسان
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصــــــــــــــوها)
ولكم ارق تحياتي
دمتم"
مواقع النشر (المفضلة)