السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقرأ كثيراً عن تطوير الذات والتحكم في قواها والسيطرة على الذات وما إلى ذلك من المواضيع المتعلقة بالذات..
ولكن يجذبني دائماً طرق بناء الذات, يراها البعض أنها معركة ولكنني أراها أنها تحدي الذات وهذا موضوع آخر يختص بعلم الذات, ولكن في هذا التحدي تتضح نقاط القوة لديك ونقاط الضعف التي تحتاج لترميمها وتشكيلها كما تريد كي تكون نقاط بناء وقوة في ذاتك.
وبناء الذات حسب ما قرأت بأنه يقوم على نقطتين أساسيتين هما:
أولاً: التأسيس.. ويقصد بها أن نكون على وعي تام بحاجياتنا ومتطلباتنا للتعايش والإرتقاء بذواتنا كي نقوم ببداية بناء القواعد الأساسية لمرحلة البناء.. وهذه نقطة مهمة جداً.. إذ أنها ركيزة البداية التي سوف ينتج عنها نجاح الذات أو فشل الذات..
ثانياً: الإلغاء أو الهدم.. وهذه المرحلة هي على ثلاث مراحل فيجب إلغاء الأشياء التي تتناقض مع ما تريد بناءه.. ويجب إلغاء الأخطاء التي نتجت عن فضل في بناء الذات.. ويجب إلغاء متبقيات أو رواسب ما بعد البناء أو ما تسمى آثار البناء والهدم..
إذن الهدم أو الإلغاء يأتي قبل البناء ويتماشى معه ويأتي بعده.. وهو لا يقل أهميةً عن البناء بل إن مرحلة البناء أو التأسيس تعتمد عليه إعتماداً كثيراً..
بناء الذات عملية مهمة للارتقاء بذواتنا ومحاولة التعايش مع يومياتنا ومزاجاتنا المختلفة كما يقول الشرف الرفيع.. ليس هناك مزاج واحد في اليوم بل عدة مزاجات.. لذلك بناء الذات علم يسعى لتقويم الذات ومنحها القوة والتحكم والسيطرة وهو أصلُ لكل فرعٍ يندرج في علم تطوير الذات..
الشيء الذي أريد أن أوضحه هنا.. أنني أنوي الحديث عن مصطلح يسمى "هدم الذات" هذا المصطلح لم أسمع به ولم أقرأ عنه.. ولكنني كنت أفكر في ذاتي ورأيت أن أكتب عن الشيء الذي رأيته فيها..
هدم الذات.. هي عملية هدم لا نية للترميم فيها.. وإنما تعتمد على نقط القوة التي يتم تحطيمها من قبل حوادث اجتماعية تسبب ارتباكات نفسية وشعور مجهول نحو القادم.. وتسعى مرحلة الهدم إلى إنشاء ثغرات في جدار الذات كي يسهل اختراقه والتأثير على الشخص..
هدم الذات هي مرحلة لا تسبقها مرحلة ولا تتبعها مرحلة بقدر ما هي نهاية..
كل ما نريده لتنفيذ عملية هدم الذات.. مجرد ضغوطات نفسية.. وحوادث اجتماعية.. كي نصل إلى مرحلة اللاشعور بالذات وهذه المرحلة هي علامة بداية الهدم والنجاح في الهدم..
في الحقيقة.. دائماً أسعى لتطوير وبناء ذاتي.. ولكن أجدني أقوم بالهدم من جهة أخرى.. ولكنني أدعي بأن هذا يسمى "توازن ذاتي" لأن ما يهدم من جهة يبنى من جهة.. أراها مسيرة ذات تتعثر وتبدأ الركض من جديد.. ولكن ما أن تستمر عمليات هدم ممتالية إلا أجدني منصاعاً لها دون الاستجابة لأي المؤثرات التي تدفعني للبدء في مرحلة البناء..
إذن.. الذات البشرية هي مسيرة ذات ما بين هدمٍ وبناء.. فاجعلوا من ذواتكم ناطحات سحابٍ شاهقة نحاول أن نرنو إليكم فلا نستطيع لأنكم أبعد من النجوم.. لامسوا ذواتكم لعلكم تجدوا نقاط قوة تحتاج لبطاريات أو إعادة شحن وسريعاً ما ستوصلكم للشيء الذي تبتغون..
دمتم بود
فهد الفهد
السبـــــــــــت
2/12/2005
مواقع النشر (المفضلة)