شددت دراسة ألمانية جديدة على ضرورة امتناع السيدات الحوامل والمرضعات عن تناول البطاطا المقلية ورقائق الشيبس وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على مادة "آكريلاميد" الكيميائية السامة.

وقال الباحثون في معهد البحوث الدوائية والطبية الحيوية في نوريمبيرغ, إن هذا التحذير مشدد على السيدات الحوامل والأمهات المرضعات بالذات , لأن الأجنة والأطفال حديثي الولادة يكونون أكثر حساسية لآثار مادة "آكريلاميد" المؤذية التي تعتبر مادة مسرطنة محتملة.

وأوضح العلماء أن المادة الكيميائية المذكورة عالية الذوبان في الماء , لذلك تكون الأجنة والأطفال الرضع في خطر أعلى من البالغين بسبب مستويات الماء الأعلى في أجسامهم, علاوة على ذلك, فان الحاجز الدموي الدماغي عند هؤلاء الصغار, لا يكون متطورا بصورة كاملة, مما يعني إمكانية وصول تلك المادة المدمرة للأعصاب إلى أدمغتهم الصغيرة مسببة إصابتها بالتلف.

وكانت هذه المادة قد لفتت أنظار العالم في شهر نيسان (أبريل) من العام الماضي, عندما أعلن باحثون سويديون عن وجودها في الأطعمة المقلية والمشوية بالفرن, وخصوصا الكربوهيدراتية مثل البطاطا المقلية ورقائق بطاطا الشيبس, ولكن هذه النتائج قوبلت بالشك إلى أن أظهرت دراسات أخرى أجريت في دول مختلفة نتائج مشابهة.

ووجد الباحثون أن المستويات العالية من مادة "آكريلاميد" تسبب السرطان عند الحيوانات القارضة , كما أعلنت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية في أيلول (سبتمبر) الماضي, عن خطة لتقليل أو إزالة تراكيز هذه المادة في منتجات البطاطا والرقائق.

ويوصي الخبراء الألمان بضرورة امتناع الحوامل والمرضعات عن تناول البطاطا المقلية بالزيت أو في أية مادة دسمة أخرى لدرجات حرارة أعلى من 180 درجة مئوية , والرقائق المباعة تجاريا , على الأقل حتى يصل أطفالهن إلى عمر الشهرين , وأن تقلل السيدات الحوامل من استهلاك مادة "آكريلاميد" إلى الحدود الآمنة التي لا تتجاوز 20 مايكروغراما يوميا, وهو ما يعادل 10 غرامات من بطاطا الشيبس, محذرين من أن هذه المادة سامة عصبيا وقد تسبب السرطان عند الإنسان.

وقام العلماء باستخدام مقياس الطيف الكتلي لقياس مستويات تلك المادة السامة في أجسام عدد من النساء الحوامل وفي المشيمة بعد الولادة, وفي أجسام الأمهات المرضعات أيضا وفي حليب الثدي لديهن.

وأظهرت الفحوصات أن أي نسبة تتراوح من 10 - 50 في المائة من مستويات "آكريلاميد" موجودة في النساء الحوامل انتقلت عبر الدم إلى المشيمة الواصلة للجنين, وأن حليب الثدي يحتوي على 18.8 مايكروغرام لكل لتر من تلك المادة , فإذا شرب الطفل الرضيع أكثر من نصف لتر من حليب الثدي يوميا فهذا يعني أنه يستهلك حوالي 10 مايكروغرامات من تلك المادة السامة, التي ثبت أنها تنتقل من الأم إلى الجنين والى الطفل الرضيع.

وأكد الخبراء أن البطاطا غير المقلية كالمسلوقة أو المشوية على درجات حرارة منخفضة , صحية ولا ينبغي على الأمهات تجنبها , أما البطاطا المقلية على درجات حرارة أقل من 180 درجة مئوية فتحتوي على مستويات ضئيلة من المادة السامة وبالتالي يمكن تناولها بكميات قليلة.