مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10

الموضوع: الاستقامة أقرب الطرق الى الجنة

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Sun الاستقامة أقرب الطرق الى الجنة

    في علوم الدنيا الخط المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين، وفي علم الآخرة الطريق المستقيم هو أقرب طريق إلى الجنة،: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقد حث الله على الاستقامة، وأمر بها عباده، وكذلك حض عليها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال مخاطباً الرسول وأمته: “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَواْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”، وجعل الله عز وجل الاستقامة من مطلوب المسلم اليومي يدعو بها في الفاتحة على مدار اليوم في كل صلاة بل في كل ركعة: “اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ”، ووصف ربنا سبحانه وتعالى حال المستقيمين على الطريق عند نهايته فقال وقوله الحق: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتمْ تُوعَدُونَ”، وأوضح لنا مآلهم في الآخرة في قوله: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”. فالجنة هي ميراث الاستقامة.

    حلاوة الإيمان

    والاستقامة هي القول الجامع الذي لخص به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: “قل آمنتُ بالله ثم استقم”.

    والاستقامة منهج لحياة المؤمن فهي تقوم على قاعدة الإيمان بالله: (قل آمنت بالله)، وهي قاعدة يتغير على أساسها سلوك المؤمن، وتتبدل أهدافه، وتتحدد تطلعاته، وبها يحيا القلب ويولد ولادة جديدة، ولادة تهيئه لتقبل أحكام الله وللمثول لتشريعاته..

    وأول الاستقامة أن يتذوق الإنسان حلاوة الإيمان، وأن تتمكن جذوره في قلبه، وبعدها يستطيع أن يثبت على الحق، ويواصل المسير، على الاستقامة، وقد رتّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستقامة على الإيمان: “قل آمنتُ بالله ثم استقم”، لأن الاستقامة هي حقيقة الإيمان، وهي العبودية الحقة لله تعالى، والاستعانة به وتوحيده وتنزيهه عز وجل، وأما طريقها فهو الالتزام التام بهذا المنهج دون إفراط أو تفريط.

    والمستقيم على أمر الله ونهيه مندرج في القانون الذي عليه الكون كله، فهو مستقيم على أمر الله، أرضه وسماؤه، جباله وبحاره، وديانه وأنهاره، دوابه وأشجاره، كواكبه ونجومه، الكون بأسره عابد لله عز وجل، مطيع لأمر سيده ومولاه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ).

    الدعاء والتمسك بالسنة

    أهم ما يعين المرء في طريق الاستقامة بعد توفيق الله عز وجل أن يتوجه العبد إلى الله بالدعاء والتضرع، فالدعاء هو مخ العبادة، بل هو العبادة، وهو سلاح المؤمنين، وعدة الصالحين، ولا يعجز عنه إلا المخذولون، فالله سبحانه وتعالى مالك الهداية والاستقامة، فلا تُطلب إلا من مالكها، وأنت كل يوم تقر بالعبودية لله وتطلب منه العون على طريق الهداية وجادة الاستقامة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

    ومما يعينك على المضي على الطريق المستقيم أن تحرص كل الحرص على التمسك بالسنة، (تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم)، فالاستقامة كما تبدأ بالإيمان الصادق بالله عز وجل، فهي تمضي على طريق الاتباع الكامل والاقتداء التام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تحذر من البدع والمبتدعين، فإن ذلك هو الداء العظيم، والضلال المبين، بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ”، وفي رواية: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”، وكما جاء في الصحيح، فإن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

    وأوسع أبواب الاستقامة أن يؤدي المؤمن الواجبات: “ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبُّ إليَّ مما افترضته عليه”، وأن ينتهي عن المحرمات والمكروهات، وأن يكثر من النوافل: “لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به”، وأن يداوم على أعمال الخير: “أحب العمل إلى الله أدومه”، وقالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان عمله ديمة”.

    مراقبة الله

    والاستقامة تعني أول ما تعني مراقبة الله في السر والعلن ومجاهدة النفس، والهوى، والشيطان، وعدم الغفلة عن ذلك، ومحاسبتها في كل وقت وحين، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال: “يا معشر القراء استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، (وفي رواية: فإن استقمتم فقد سبقتم)، فإن أخذتم يميناً وشمالاً فقد ضللتم ضلالاً بعيداً”.

    ومما يعينك على التزام طريق الاستقامة أن تكثر من تلاوة القرآن، بله أن تحاول حفظه، أو حفظ ما تيسر لك منه، وأن تداوم على ورد ثابت منه كل يوم، وأن تكثر من ذكر الله عز وجل: “لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله” كما وجهنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تحرص على سلامة قلبك، وأن تحذر من أمراض القلب التي تفتك به، كالحسد، والرياء، والنفاق، والشك، والحرص، والطمع، والعُجْب، والكِبْر، وطول الأمل، وحب الدنيا، فإنها أخطر أمراض القلب، بل أخطر من أمراضه العضوية، وأن يبقى حالك على التقلب بين الخوف والرجاء، ففي حال الصحة والشباب يغلب جانب الخوف، وعند المرض ونزول البلاء وعند الاحتضار يغلب جانب الرجاء، وأن تحرص على معاشرة الأخيار، فالمرء على دين خليله، كما قال رسولك الكريم، والطيور على أشكالها تقع كما تعرف، وكما يقول ربك: “الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ”، الإكثار من ذكر الموت وتوقعه في كل وقت وحين، والخوف والحذر من سوء الخاتمة، والقناعة بما قسم الله، والرضا به، وتجديد التوبة والإنابة، مع تحقيق شروطها والحرص على أن تكون توبة نصوحاً كل ذلك يعينك على الاستقامة على الطريق إلى الله.

    ثمار الاستقامة

    والاستقامة كلها خير وفضلها عظيم في الدنيا والآخرة، ولها ثمار عديدة لا تنقطع، فهي باب من أبواب الخير، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب، بل تشمل كل من حوله، ويفهم هذا من قوله تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً)، وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة، وهم ثابتون على كلمة التوحيد، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا.

    والاستقامة سبب لولاية الملائكة للعبد ومحبتهم له كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، فلا تسل عما تفعله الملائكة للمستقيم على صراط الله، فهي تحفظه وترعاه قال تعالى (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)، وهي تحضر مجالسه، وتستغفر له وتدعو له، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وهي عند الموت تطمئنه وترحب به وتسلم عليه وتبشره قال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

    والاستقامة سبب للأمن في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم: فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ومن خرج عنها أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناً، وصدق الله العظيم إذ يقول: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).

  2. #2
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    29
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    جزاااااااااك الله خير اخوي

    فعلاً ماذا سنجني من الدنيا للآخرة

    وهل لنا طريق غير الاستقامة؟!

    قال صلى الله عليه وسلم:

    ( تركت فيكم ماان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدأً

    كتـــــــــــاب الله وسنتـــــــــــــي )

    من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد؟؟

    يعطيك الف عافيه..دم كما أنت شامخاً

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    د.المتكبرهـ

    ويجزاك ربي كل خير

    لاهنتي

    على الحضور والدعاء الطيب

    بإذن ربي في ميزان حسناتك يارب

  4. #4

    ][ عــضــو الـتـمـيـز ][


    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    15,118
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    جزاك الله الف خير

    موضوع في قمة الروعه والروحانيه الدينيه..

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    2,110
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي

    ج111ك الله كل خير...

المواضيع المتشابهه

  1. أقرب قصه قرأتها
    بواسطة al-sahr في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-01-2009, 01:28 PM
  2. في أقرب وقت
    بواسطة أميـ الورد ـرة في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-09-2008, 03:44 AM
  3. أقرب مراقب ..
    بواسطة ¶ بــآريــس ¶™ في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-04-2008, 08:04 PM
  4. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-10-2006, 12:13 AM
  5. أسوأ خبر للاسف شارون يغادر المستشفي وينفي الاستقالة
    بواسطة حسام عمرو في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 09-01-2006, 05:00 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •