الإنسان إذا أحب شيئاً ، ظهر على سلوكه ، وأصبح الكل يدرك ما يمر به هذا المحب، ومن الصفات التي لا يحبها أغلب الناس حب الفضول ، إلا أن البعض أصبح ديدنه السؤال عما خفي ، فهو لا يقبل بالجواب المختصر ، ولا يعي أن صاحب الجواب لديه أمور يحب أن يخفيها لنفسه لسبب ما ، وصاحبنا يلح ويلح ليصل إلى المعلومة .
ديننا الحنيف دعى إلى الستر ، وعدم الفضح ، وإن كان الذي اقترفه معصية ، إلا في حالات ضيقة ؛ كأمور الزواج فوجب إظهار خلق الذي تقدم للزواج ، وذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، والتكلم في أعراض الناس لا طال من وراءه سوى التشهير ، وكشف المستور ، ولعل أصحاب هذه الصفة من الناس الفارغة والفاضية كما يقولون بالعامية ، فليس لديهم شغل غير نقل الكلام .
ولعل المستقبل لهذه الأخبار عليه مهمة عظيمة ، فلا ينصت إليه ولا يدع له الفرصة ليتكلم في أعراض الناس ، حتى يدرك أن هذه الصفة غير مستحبة في مجتمعاتنا، وأن صاحبها منبوذ ، فلولا أن وجد الآذان تصغي له لما تمادى في غيه وواصل كشف العورات .
فكما أنك لا تحب أن يكشف أحد عورتك ، كذلك الناس ، ولو تفرغ كل لنفسه ونهاهها، لما وجد أحد وقت لينظر إلى عيوب غيره .
الحياة مبينة في كل أحوالها على حسن الظن إلا إذا ثبت العكس ، فلا نفتش عن المستور بداع التعرف ، فمهما حاول البعض خفي بعض صفاته ، فسينطق لسانه بما فيه ويفضحه .
للامانه والفائده منقول
مواقع النشر (المفضلة)