كان رسول الله اذا أتي باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الايسر وكان رسول الله يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه اليه، وكان اذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتي يكون الرجل الذي ينزع. وما عاب طعاما قط.
ومعني الأدب هو رياضة النفوس ومحاسن الاخلاق، وقيل هو الكلام الجميل.
والادب مع الله هو صيانة معاملته ان يشوبها نقيصة وصيانة قلبه أن يلتفت الي غيره وصيانة ارادته ان تتعلق بما يمقتك عليه. والادب مع رسول الله يعني كمال التسليم له، والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ولايقدم قول علي قوله ولا رأي علي رأيه، ولا أمر علي أمره فقال تعالي: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ورأس الأدب مع رسول الله كمال التسليم له، والانقياد له، وتلقي خبره بالقبول مع التصديق.
أما الادب مع الخلق فهو معاملتهم علي اختلافهم بما يليق بهم فلكل مرتبة أدب فمع الوالدين أدب خاص وللأب أدب هو أخص به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السلطان أدب يليق به، وله، ومع الاقران أدب يليق بهم ومع الاجانب أدب غير أدبه مع أصحابه ذوي أنسه. ومع الضيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.. ولكل حال أدب: فللأكل أدب وللشراب أدب وللركوب أدب، والدخول والخروج والسفر والإفاقة والنوم وللتبول وللكلام والاستماع أدب.
وأدب الشخص هو عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره هذا هو الحال في الدنيا وأما في الآخرة فلا يوجد جائزة لمن كان حسن الخلق الا الجنة ونعيمها مع الرسول إن أحبكم اليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافاً، والذين يألفون ويؤلفون وقال ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق. ومن الأدب أن يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه وقال بعض السلف: حسن الأدب في الظاهر عنوان حسن الأدب في الباطن.
اعزائي القراء نذكر فوائد الالتزام بالادب :
(1) يصفي سلوك الفرد مما يشينه وينتقصه. (2) يجعل الناس يتحلون بالمحامد والمكارم ويبتعدون عن المناقص. (3) يجعل الانسان يحترز عن الخطايا ويتحري الصواب. (4) يهذب الأخلاق ويصلح العادات. (5) يجعل الانسان يلتزم بالمنهج الإلهي في الأرض مما يصلح أحواله. (6) الالتزام بالأدب مع الله يحقق التقوي في قلب الانسان. (7) ومع رسول الله يحقق التسليم والانقياد للطاعة فيما أمر.
مواقع النشر (المفضلة)