[align=center]وانبثق الأمل ...
أشجار عارية .. أوراق خريفية صفراء متكوم بعضها في كومة جانبية .. واقفة معها .. مكنسة قديمة نوعا ما .. ممسكة بها .. رأيتها هناك في الحديقة الذابلة كذبول أحاسيسي ..
ودعتها وقبلتها قبلة باردة لاتحوي شيئا من المشاعر ولا حتى طيف مشاعر وأكاد أجزم أنها هي الأخرى لم تستشعر شيئا من المشاعر سوى أن هناك من لوى على رأسها وقبلها كعمل يومي يقوم به وربما أن هذا الشخص بات يقوم بهذا العمل كروتين يومي .....
خرجت لا آلي على شيء ولا أعلم اين أتجه .. أقلب محتويات عقلي يمينا وشمالا وفجأة قفزت من تحت ركام الأمور والأعمال اليومية صورة الجامعة ..
نعم لقد نسيت أمرها واليوم لدي ثلاث محاضرات .. كم هو أمر مزعج أن تكون راغبا في السير في الطرقات على غير هدى تنفض غبار الأيام والساعات والدقائق عن اجزاء الذاكرة فيقفز لك في وجهك أمر هو آخر ما كنت ستفكر فيه ... ودون شعور مني انحرفت إلىالحديقة القديمة متناسية الجامعة وأمرها ..
أجلست أشباح عقلي مع أشباح الأشجار وتركت العنان لعيني لتلتقيان بالأوراق الميتة فيكبر في قلبي الشعور بقرب الموت .. اغمضت عيني وأعاصير الذكريات في إشتعال وخمود وفجأة راودتني رغبة في التنقل بين أشجار الحديقة أو بالأحرى بين أشباحها الميتة والسير على أرضية بالية جار عليها الزمن وبانت الشيخوخة عليها .. ومن بين الأموات لمحت حيا انعزل عن الأحياء كما انعزلت عنهم .. لا اراديا ارتسمت ابتسامة بريئة صافية على شفتي ..
رجل كهل .. خط الزمن على وجهه تجاعيد كثيرة وأنبت في ذقنه وشعر رأسه شعيرات بيضاء زادته وقارا على وقار .. علىالكرسي الخشبي المتهالك جلس يحمل في يديه ما يحبه ويعزه .. يتلوه .. يبدو عليه الخشوع .. هدية السماء إلى الأرض إلىالمسلمين من بني البشر .. رحمة رب العالمين علينا .. القرآن الكريم ...
تسللت إلى خلجات نفسي شحنات من السعادة والراحة .. تنشقت الهواء بعمق .. تندت مشاعري بعبق العشب الذي أهمله البشر فكافح ليعيش .. حتى نما وعاش ...
وكما حملتني قدماي لا إراديا للحديقة القديمة .. عادت فحملتني لا إراديا أيضا لجامعتي .. لأعيش يومي مفعمة بالأمل المنبثق .....
تقبلو خالص الود
00وردة البحرين00[/align]
مواقع النشر (المفضلة)