الحب الحقيقي عطاء متبادل بين قلبين أحبا وتعاهدا واتفقا علي الوفاء والإخلاص مدي الحياة بل إن عطاء الحبيب يتعدي الواقع ويتعدي الدنيا بزيفها وزخرفها ليصل إلي بر الأمان ليتعدي حدود الحياة الدنيا إلي الحياة الآخرة الحياة الأبدية أن المحب ليتمني من الله أن يجمعه مع من أحب في الآخرة كما جمعه معه في الدنيا ليحيا معا الحياة الأبدية الخالدة.
ولا يختلف العطاء بين المرأة والرجل فلا اختلاف أبدا بل المثل بالمثل والكل محتاج للعطاء ومحتاج إلي إحساس أن حبيبه يحبه ويخلص ويعطي بدون مقابل ولكن العطاء في الحب يجب أن يكون عطاءً متبادلا ولا يصح أن يعطي الحبيب ولا ياخذ من محبوبه مثل ما أعطي بل وأكثر ولكن بدون أن ينتظر الحبيب هذا المقابل.
الحبيب لا يطلب العطاء لا يطلب الحب والأشواق وإن كان ينتظر من حبيبه أن يفعل من أجله كل ما يسعده ينتظر دون أن يطلب وعلي المحب أن يعرف كيف وماذا ومتي يعطي ومتي يكون أكثر عطاءً. يجب علي المحب أن يشعر بحبيبه وأن يكون معه علي تواصل ليشعر به وباشتياقه ورغبته في سماع الكلمات الرقيقة ورغبته في الإحساس بمشاعر الاحتواء والدفء. والمرأة أكثر الطرفين رغبه في العطاء والاحتياج إلي مشاعر تجتاحها وتسيطر عليها. المرأة عندما تحب تجد في حبيبها الشريك الأوحد الذي لا غني عنه ولا عيش بدونه، الحبيب الذي يعطي كل شيء ولا ينتظر أي مقابل. والمرأة في حبها تطلب ولا تطلب وعلي الحبيب أن يدرك وأن يعي ما تريده وما تطلبه منه. علي الحبيب أن يكون متفهما لحبيبته ليشعر بها وبمشاعرها في كل لحظة وكل آوان وعليه أن يدرك متي وأين يجب أن يكون.
ومتى تريده أن يشدو حبها ألحانا خالدة تدوم عبر السنين والأجيال ومتي تريد أن تسمع همساته الرقيقة وتشعر بأحضانه الدافئة ولو من علي بعد. فالمسافات مهما طالت بين المحبين يظل نهر الحب والعطاء متدفقا بينهما مهما طالت المدة وبعدت المسافات فلا يجف نهر المشاعر ابداً ولا تهدأ الاشواق. وعلي المحب أن يدرك ايضا متي تريد الحبيبة منه أن يتواصل معها ومتي يجب عليه الصمت وأن يبعد مسافة ليعود إليها من جديد بأشواق جديدة ومشاعر متوهجة من جديد.
المرأة كائن حساس لكنها مترددة تمل سريعا وتعشق التغيير تحب أن تكون محور حياة حبيبها وشغله الشاغل كل وقت وكل أوان. المرأة تريد من حبيبها أن يملأ أرجاء الكون من حولها حبا وشوقا لها، تريده أن يشدو لها وبها فقط. تريد أن تكون هي محور حياته هي وحدها المالكة والملكة والأميرة الآمره الناهية علي عرش قلبه وديوان عشقه وهواه.
فإن استطاع الحبيب فهم حبيبته والتواصل معها ومع أشواقها وعرف متي وكيف يرضي غرورها ومتي وكيف يستطيع أن يشبع رغباتها ومشاعرها بدفء أشواقه وغرامه امتلك الكون من أوله لأخره وهام معها في دنيا الوله والهيام والشوق والحب وظل حبهما تتحاكاه أجيال وأجيال وترويه القصص والمواويل. وعرف المعني الحقيقي للحب وسال بينهما نهر من الأشواق والمشاعر والدفء يروي وديان الجفاء والقهر التي كانت تخيم علي أشواقهما قبل ان يتلاقيا وتعرف قلوبهما معني الحب. وبدأت بداخلهما قوة اكبر من أن تقهرها اي عواقب او تمنعها أي قواعد او سدود فلا شيء يستطيع أن يقهر نهر الحب.
هكذا يكون الحب ويكون صدق المشاعر والأشواق. هكذا تكون الحياة والأمل والعشق هكذا تتوالد المشاعر وتكبر وهكذا تدفيء الاشواق القلوب. فهنيئا لكل من عرف معني العشق وهنيئا لكل من امتلك حبا وامتلك حبيبا يبادله العطاء بالمزيد والدفء بالحنان والشوق بالهيام. هنيئا لمن امتلك زمام الشوق وهنيئا أكثر وأكثر لمن استطاع أن يكون هو ومن يحب روحا واحدة في جسدين يعيشان بقلب واحد وروح واحدة وحب واحد ينبض في قلبيهما. ولا عزاء لمن لم يعرف قلبه معني الحب.
مواقع النشر (المفضلة)