تمكن أطباء في بريطانيا من إنقاذ طفلة من موت محقق بعلاج قلبها المعتل وترقيعه بأنسجة من قلب بقرة. وكانت أليشا نوتال التي يبلغ عمرها 12 أسبوعاً قد إزرق لونها نتيجة للنقص في الأكسجين بسبب مرض بقلبها الذي يوجد فيه ثقبان وضيق في الصمامات مع عدم نمو العضلات بصورة طبيعية.
وقد جرت العادة على أن يميل الأطباء إلى إرجاء العمليات الجراحية وعدم إجرائها للأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من مشاكل القلب إلى ان يشتد عود هؤلاء الأطفال ويصبحون أكبر حجماً وأكثر قوة واحتمالاً عندما تتراوح أعمارهم بين عام وخمسة أعوام بيد أن هذه التدابير والتحوطات ذهبت أدراج الرياح عندما تأزمت حالة أليشا الصحية وأصبح وضعها حرجاً.
ويتحدث الدكتور انطونيو كورنو الجراح الذي تولى علاج الطفلة أليشا واصفاً حالتها بقوله: «كان لابد من إجراء العملية للطفلة أليشا لأن لونها بدأ في الإزرقاق ولو لم تخضع للعملية لكانت في عداد الموتى».
وعندما ولدت أليشا، كان وزنها ثمانية أرطال وأربع أوقيات، ولعل هذا مما أدى إلى زيادة فرص بقائها على قيد الحياة بصورة ملحوظة ففي هذا السياق، تحدثت راشيل ييتس البالغة من العمر 19عاماً، وهي أم أليشا، فقالت: «في العادة ربما كانت أليشا أصغر بكثير من أن تخضع لمثل هذه العملية الجراحية الكبيرة، ولكن حجمها كان كبيراً تماماً عند ولادتها ولأجل هذا فقد قرر الجراح أنه ليس أمامه خيار سوى إجراء العملية». وأردف متحدث باسم مستشفى الدر هاي للأطفال بمدينة ليفربول بإنجلترا، حيث أجريت العملية فقال: «إن من النادر جداً أن يتم إجراء مثل هذه العملية لمثل هذه الطفلة الصغيرة».
وقد أمضى الجراحون ست ساعات في إغلاق الثقبين في قلب أليشا وإعادة بناء صمامات قلبها مستخدمين لذلك أنسجة من قلب بقرة- متوخين في ذلك أقصى درجات الحرص والحذر. ويشار إلى أنه يندر أن يلفظ جسم المريض مثل هذه الأنسجة عندما تتم زراعتها له في عملية جراحية لأنها شديدة الشبه بالأنسجة البشرية.
وبعد 15 شهراً من إجراء العملية، أصبحت إليشا طفلة تتفجر حيوية ونشاطاً أمام والدها أندرو نوتال البالغ من العمر 26 عاماً ووالدتها راشيل، وكلاهما من هيوود بإنجلترا وتصفها أمها بقولها: «إنها الملاك الصغير، إنها أميرتنا».
مواقع النشر (المفضلة)