@@ دموع وابتسامات في عالم التأويل @@
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدلله الذي أضحك وأبكى ، وأمات وأحيا ، وأغنى وأقنى ، وأضل وهدى .
أما بعد :-
لما كانت الرؤى هي المصدر الشرعي الوحيد لكشف بعض المقادير بمشيئة الله تعالى ، فإن المؤمن القريب من الله كثيراً ما يكرمه الله تعالى بما يُبشره بخير أو يحذره من شر عن طريق الرؤى الصالحة .
ومن هنا فإننا نريد مشاركات الأعضاء بماقد مرّ بهم من رؤى رأوها ثم وقعت لهم أو لغيرهم ـ لأن هذا نوع من التحديث بالنعمة ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ـ وسواء كان تأويلها في ضميرة ثم وقعت له ، أو وقعت كما رآها بلااختلاف ولاتأويل ، أو عبرها له أحد المعبرين ووقعت على تعبيره .
أصناف الرؤى
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
جاء في الحديث الصحيح أن الرؤيا ثلاثة :
1- رؤيا من الله : وهي الرؤى الصالحة المبشرة أو المحذرة والغالب فيها الغموض والرموز التي تحتاج إلى أهل التعبير والتأويل لتفسيرها ، وغالباً يكون الرائي بعدها منشرح الصدر مُستذكراً لكل دقائقها وتفاصيلها ، وينبغي على من رآها أن يحمد الله عليها وألا يُخبر بها إلا من يُحب أو من عنده علم من التأويل فيعبرها إن شاء .
2- رؤيا من الشيطان : وهي تلك الأحلام المفزعة والتي يستيقظ الرائي بعدها وهو مقبوض النفس وضائق الصدر ، ويلحق بها من احتلم في منامه ووجد الماء عند استيقاظه ، وهي لاتحتاج إلى تأويل لأنها فاسدة ولن تضر صاحبها بإذن الله ، وينبغي على من رآها أن يستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان وينفث عن يساره ثم يحوّل مضجعة للجنب الآخر وإن استطاع أن يتوضأ ويصلي بعدها فهو أفضل حتى يكيد الشيطان ويطرده ( هذا ماجاءت به السنة حول هذا النوع من الأحلام )
3- الرؤيا من حديث النفس : وهي تلك الأحلام التي تكون من مجريات الحياة أو مما يشتغل به الفكر أثناء اليقظة فيراه في المنام ، وهذا النوع لاتأثير له ولايستطيع تمييزه في الغالب إلا المُعبّر المُلهم بإذن الله تعالى
أصناف المُعبّرين
--------------------------------------------------------------------------------
المعبرون يختلفون باختلاف وسائلهم في التعبير ويتفاوتون في الإصابة والخطأ كل بحسب ماآتاه الله تعالى من هذا العلم ، ولما كان التعبير من العلوم المحمودة التي يمتن الله بها على من يشاء فإن التفاوت بين أهل التعبير لايختلف عن التفاوت بين أهل العلم الشرعي إذ أنّ كلّ عالم له منزلته وقد يكون هناك من هو دونه أو أفضل منه . وقد امتن الله تعالى على نبيه يوسف عليه السلام بهذا العلم الجليل فقال سبحانه { وكذلك يجتبيك ربك ويُعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب } الآية
إذا عُلم ذلك فإنه لابُد أن يتبين أن هذا العلم في الأصل إنما هو موهبة يهبها الله تعلى لمن يشاء ابتلاء منه تبارك وتعالى واختباراً ، وكما أن الرؤيا في أصلها هي عبارة عن معاني يخلقها الله تعالى في قلب النائم فكذلك التأويل في قلب المعبّر المُلهم الصادق مع النظر والتأمّل .
وهذا الصنف من المعبّرين هو الذي حاز قصب السبق في الإصابة بحول الله وقوّته ، وهو الصنف النادر في مجتمعه وهو كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو العكس . والحديث عن هذا الصنف من المعبرين يطول جداً
وللحديث بقية إن شاء الله
أخوكم فهد الفهد
مواقع النشر (المفضلة)