[align=center](( القناعه كنز لا يفنى ))
كثيراً ما تترد علينا هذه العبارة ,, وكثيراً ما تستخدم للتخفيف عنا وللرضى بما قسمه الرب لنا ,,
ولكن يتداخل مفهوم كلمة القناعه لدى البعض مع مفهوم الخضوع والاستسلام ,, فلا يستطيعوا التفريق بينهم ,,
فترى البعض يقف متجمد كما الميت لا يحرك ساكناً ,, ويقول انا مقتنع بما قسمه الله لي ,, وعندما تلتفت لترى الواقع الذي يقتنع به ترى انه من الممكن ان يكون افضل بكثير لو انه حاول تغيره او حتى حاول تطويره ,,
ولإيصال المعنى ,,
فلنبحر مع هؤلاء قليلاً لنفرق بين القناعه والاستسلام والخضوع ,,
### طفل ولد وهو محروم من نعمة البصرومن عائلة فقيرة ,, كبر ذاك الطفل ليصبح شاباً وليحاول قدر الامكان من تطوير نفسه ,,فاصبح شاب مشهود له واستطاع في النهاية من افتتاح مكتب صغير يدر عليه من المال ما يستطيع به السفر للخارج للعلاج ,, سافر ذاك الشاب لاكثر من دوله ولكن لا امل (( الامل بالله لا يقطع )) فقنع ذاك الشاب بحاله ورضى وواصل حياته بكل هدوء ولم يحاول وضع العقبات في طريقة ,, حالياً ذاك الشاب يعتبر من اكبر رجال الاعمال ,,
### شاب في مقتبل العمر يعيش في ظروف ماليه سيئة ,, تخرج ذاك الشاب من الثانويه العامة بمعدل عالي ,, ولكنه آثر ان يعمل براتب زهيد لا يسمن ولا يغني من جوع حيث انه وكما يقول مل وتعب من الدراسة ,, حاول الجميع اقناعة بالعمل صباحاً وبالدراسه مساءاً فذاك سيطور من حاله وحال اسرته كثيراً ولكنه أبى ليقول ,, ذاك ما كاتبه الله لي وانا قانع بما لدي ,,
### بعد ان احبها تزوجها وبرزت جميع الصفات السيئة بتلك الزوجة بعد فترة قصيرة من الزواج ولكنه تحملها كثيراً وخاصه بعد انجبت له طفلة حسناء ,, فسكت ورضى عن واقعه واصبح مجموع الاولاد اربعه ,, ولكن ,,
هاهي آثار القناعه بما لديه تظهر على طفلته فباتت كثيرة الكذب والتخيل لتجذب اهتمام الاخرين نتيجة اهمال والدتها لها ,, وهاهي تشعر بعقدة الذنب الدائمة نتيجة خلاف والديها المستمر بسبب عصبية امها وصراخها على الابناء وضربهم دون سبب ومحاولة الاب الدفاع عن صغاره,, وهاهي الطفلة تعاني الامرين وتبحث عن الحنان من أي ملجأ ,,
وعندما سأل الاب لما تترك ابنائك في هذا الحال ,, اولم ترى ما وصلوا اليه ,, نفسيات محطمه وارهاق نفسي ,, قال وبكل هدوء ,, انا مقتنع بما لدي ,,
يتضح لنا من المثال الاول معنى القناعة جلياً ,,
واقع لا يستطيع ذاك الشاب تغيره ,,, فقبله واقتنع به ولم يتركه عائق يقف في طريقة ,, وحقق ما يصبو اليه اي شاب سليم دون ان تؤثر عليه تلك القناعه ,,
ولكن في المثالين الثاني والثالث نرى الاستسلام والخضوع ,,
ففي المثال الثاني ,, لم يحاول ذاك الشاب تصحيح الوضع بل رضى بالقليل مع انه يستطيع ان يتطور اكثر ويكون له مستقبل افضل ,,
ويتضح الاستسلام اكثر في المثال الثالث ,,
فلم يحاول ذاك الاب تحريك ساكن ,, لربما نصحها ,, ولكن هؤلاء الاطفال أمانه بأيدي الاباء ويجب علينا ان نوصلم للطريق السليم لا ان نضع عقبة في طريقهم ,, وللأسف تكون تلك العقبه هي الام ,, اي مصدر الحنان المرتجى ,,
أخوتي الافاضل ...
يختلف المصطاحان اختلاف كبير ,, والمفهومان متضادان ,, لذا وجب علينا التفريق ,,
فما رأيكم اخوتي الافاضل ,,
خالص تقديري[/align]
مواقع النشر (المفضلة)