الدراسات تؤكد خطورة "الكولونيا"
تعاطيها سبب لضعف البصر وإتلاف الجهاز العصبي
تعد فئة الشباب من اهم فئات المجتمع وهي التي يعول عليها الكثير في البناء والتقدم الحضاري للامم، فكيف هو الحال عندما يكون الشباب غير مبالين بما هو معول عليهم يتجهون اتجاهات لا تقدم شيئا للمجتمع بل انه احيانا يقدم على ارتكاب غلطات تسيء اليه نفسيا وصحيا، واثبتت التحاليل المخبرية ان بعض انواع الكولونيا الخاصة بالاطفال تحتوي على نسب عالية من الكحول المخدر (الايثانول) وهذه المادة هي التي يستخدمها البعض كمشروب مسكر والذي يسبب العديد من الاضرار الصحية التي قد تؤدي الى فقد الحياة. ونرى من بعض الشباب المراهقين استخدام (الكولونيا) لاغراض هادمة لذاته ولمجتمعه ومايزيد من تفاقم ذلك انتشار هذه المادة وسعرها الزهيد لذا يجب ان تكون بداية الحلول هو توعية الشباب عن اضرار هذه المادة الصحية والنفسية وغيرها وهذا مادعاني لعمل هذا التقرير.
سامة قاتلة
الكولونيا مادة سامة قاتلة تنتج من الغاز الطبيعي كمادة مضافة للوقود ويستخدم في صناعة البتروكيماويات ووقود نظيف لمصانع توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وتحتوي على مواد كيميائية مركبة تشمل الايثانول والميثانول وهذه المواد خطيرة، ويرجع تاريخ بداية هذا العطر (ماء الكولونيا) الى عام 1722 حيث انتج في ذلك العام بمناسبة زواج اثنين من تجار مدينة كولونيا الالمانية.
ماء الكولونيا كان هذا الماء يباع قصريا كعطر في اوروبا منذ عام 1810 حيث اصدر نابليون مرسوما بالاعلان عن جميع مكونات المنتجات الطبية وللمحافظة على سرية مكونات 4711 اعلن ان (ماء كولونيا ريال) كولونيا وعطر، ويستخدمه اليابانيون كمقو لشعر الرجال.
اضرار كبيرة
وتؤكد التقارير الصحية ان محتوى الكولونيا من اخطر الكحوليات لاحتوائها على مادة الميثانول والتي تتسبب في اضرار كثيرة كما اشارت الى اضرارها يمكن ان تتسبب غالبا في فقدان البصر، ويتعرض متعاطي الكولونيا للاصابة بالتليف الكبدي اضافة الى اصابة العصب البصري، كما ان لها تأثيرا على المعدة والجهاز العصبي، ويشير الى ان الاستمرار في تناول الكولونيا يتسبب في قلة التركيز والاختلال العقلي وزغللة النظر وحالات من الغيبوبة والتهاب في المعدة واصابة في عضلة القلب والبنكرياس والتليف الكبدي.
وتتسبب الكولونيا في تسمم كامل بالجسم وخاصة شبكة العين والعصب البصري وتؤدي الى صداع حاد ودوران وغثيان وقيء وآلام شديدة في البطن والظهر والتهاب البنكرياس اضافة الى اصابة الجهاز العصبي والتنفسي مما يؤدي الى الوفاة.
تليف كبدي
كما اجريت دراسات على متعاطي المشروبات الكحولية اكدت معلومات كثيرة عن الاثار الضارة للكحول على المتعاطين ويجب هنا ان نعي حجم الخطر المرتبط بالكولونيا كون الدراسات اجريت على متعاطين لكحول سمومها ليست كمادة الكولونيا ومن تلك النتائج التي اقرت هو ان تعاطي 60 جراما من الكحول يوميا يؤدي الى زيادة حدوث الامراض المتعلقة بالكحول وتعاطي 180 جراما من الكحول يوميا كاف لتليف الكبد، ويعد التليف الكبدي السبب الثالث للوفاة لدى البالغين الذكور في الولايات المتحدة والرابع لدى الاناث.
كلبه ترضع اسدا
ولعل اغلب مستخدمي هذا السم الخطير هم فئة الشباب وذلك لتوفره ولايعلم الشباب سوى انها مسكرة يستمتع باستخدامها متجاهلا ضررها وماهي الحالة التي يكون فيها اثناء استعمالها ولا يعطيه ذلك سوى انه لايدرك الامور حينها، ومن المفارقات التي تدعو الى التفكر من قبل الشباب ان هناك انثى اسد في حديقة حيوان هولندية لم تستطع ارضاع وليدها، وقرر صاحب الحديقة معرفة ما اذا كان بمقدور عائلة من الكلاب رعاية شبل الاسد وللتأكد من ان انثى الكلب لن ترفض الاسد من بين صغارها فقام الرجل برش الجميع بماء الكولونيا وقامت الكلبة بارضاع الاسد دون ادنى مشكلة ولعل الشباب ان يدركوا ابعاد هذه القصة.
فتوى شرعية
ومن الناحية الشرعية نورد هنا فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والذي اشار الى ذلك بقوله ان استعمال الروائح العطرية المسماة (بالكولونيا) المشتملة على مادة الكحول لايجوز، لانه ثبت لدينا بقول اهل الخبرة من الاطباء انها مسكرة لما فيها مادة السبيرتو المعروفة، وبذلك يحرم استعمالها على الرجال والنساء. اما الوضوء فلا ينتقض بها، واما الصلاة ففي صحتها نظر، لان الجمهور يرون نجاسة المسكر، ويرون ان من صلى متلبسا بالنجاسة ذاكرا عامدا لم تصح صلاته، وذهب بعض اهل العلم الى عدم تنجيس المسكر، وبذلك يعلم ان من صلى وهي في ثيابه او بعض بدنه ناسيا او جاهلا حكمها او معتقدا طهارتها فصلاته صحيحة، والاحوط غسل ما اصاب البدن والثوب منها خروجا من خلاف العلماء، فان وجد من الكولونيا نوع لايسكر لم يحرم استعماله، لان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
مواقع النشر (المفضلة)