لاشك ولا جدال في أنه سيتبادر إلى أذهاننا للإجابة على هذا السؤال أن المجنون هو ذلك الإنسان الذي يقطن مستشفيات الأمراض العقلية أو تلك الفئة من الأشخاص ممن يتصرفون تصرفات غير عقلانية أياً كانت درجاتها.
إلا أن هؤلاء من وجهة نظري المتواضعة ليسوا بمجانيين، بل هم أناس يرون الدنيا بمنظور يختلف عن الذي نراه نحن بها، المجنون الحقيقي من وجهة نظري أيضاً إنه ذلك الشخص الذي يعي تماماً أن ما يفعله يضره ورغم ذلك يقدم عليه ويفعله، بالله عليكم أليس ذلك هو بحق من يجب أن نطلق عليه لقب المجنون..؟
أليس الذي يقدم على فعل شيء يضره ويعلم هو تمام العلم أنه يضره ومع ذلك يقدم على فعله هو ذلك المجنون المقصود...؟
سأترك الإجابة عن هذا السؤال حتى يجيب كل شخص يقرأ كلماتي هذه لكن أوجه كلامي هنا لك أنت يا من تضع بين إصبعيك السبابة والوسطى تلك الآفة، القذرة (ألا وهي السيجارة)، بالله عليك ألقها من بين إصبعيك، ولا تقدم على شربها مرة أخرى، لن أقول لك أقلع عن شربها مرة واحدة لأن في ذلك صعوبة بالغة، ولكن أقول لك جاهد نفسك على أن تتركها ولا تفكر فيها، لا تكن عبداً لها بل كن سيداً عليها لا تجعلها تسيطر عليك وعلى حياتك بل سيطر أنت عليها وألقها ولا تقربها مرة أخرى، ألا تعلم الفتاوي التي حرمت شرب السيجارة أو أي شيء على شاكلتها، الآن أنت قد علمت ذلك فعليك الذنب.
اتعظ أيها الغافل عفواً أقصد أيها المجنون عد إلى صوابك فكر بعقلك، أستحلفك بالله أن تستخدم عقلك حتى يعود عليك الأمر خيراً إن شاء الله.
وأخيراً أذكرك بقول المولى عز وجل في محكم تنزيله
(وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)صدق الله العظيم.
مواقع النشر (المفضلة)