يقول د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد كبير مفتين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي:
1- من المعلوم أن من مقتضيات تربية الأبناء والبنات مراقبة تحركاتهم وتصرفاتهم للحيلولة دون وقوعهم في رفقة السوء، أو الفساد والتفلت، والانحلال الخلقي ولا يتأتى للأب ان يفعل ذلك وهو واجب عليه، إلا بشيء من المراقبة عن كثب وباستمرار، وذلك حتى يأمن جانبهم من الوقوع في المحذور، ويضمن استقامتهم على الطاعة والبر، ولكن هذه المراقبة لا تعني التجسس الذي هو تتبع عوراتهم، وملاحظتهم وملاحقتهم في خواص أنفسهم في حجرهم، فذلك أمر محرم مع الابن والبنت، كما يحرم ان يكون مع الأب والأم لعموم قوله تعالى: “ولا تجسسوا” وقوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه ابو داوود من حديث معاوية بن الحكم السلمي انه قال: “انك إن اتبعت عورات الناس افسدتهم أو كدت تفسدهم” وقوله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته، يفضحه في بيته” كما اخرجه ابو داوود من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.
فالمراقبة المطلوبة هي ان يكون الولد في عين الأب لا يغفل عنه داخل البيت وخارجه يرشده الى الخير، ويحبذه له، ويمنعه من السوء وأهله، وينفره منه، فهذا هو المطلوب في الولاية كما قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”، والمعنى اجعلوا بينهم وبين موجبات النار من المعاصي والسيئات أو التقصير في الواجبات وقاية تحول بينهم وبين ذلك، ولا يتأتى هذا إلا ان يكون الولد في عين أبيه، وإلا وقع في حمأة رفقه السوء، الذين قد يوردونه الموارد من حيث لا يشعر، ومسؤولية ذلك على الأب امام الله وامام المجتمع.
مواقع النشر (المفضلة)