im0 يشعر معظمنا بميل شديد إلي البحث عن صديق.. للتحدث معه.. خاصة في أوقات التوتر.. ووقوع المشاكل.. وهذا دافع غريزي يمثل البحث عن منطقة آمنة.. بعيداً عن المنزل.. طالما ان شريك الحياة طرف في النزاع.. وليس شرطا ان نقول كل ما بداخلنا.. مع ان البعض يحاول تصوير نفسه المجني عليه.
وكل ما نخرجه من قلوبنا.. ونتحدث به مع صديق يمثل تفريغا للشحنات التي قد تزداد عن حدها.. وتنقلب إلي ضدها وتقودنا إلي مخاطر صحية غير مأمون جانبها ويبين ذلك [د. رونالد براس] استاذ علم النفس البريطاني بان الزوج أو الزوجة يتجهان إلي طرف ثالث بعد يوم مليء بالتوتر ومشاجرة عائلية وهذا يعد رد فعل طبيعياً.. وميناء يرسو عليه أي من الطرفين للتخلص من المشاعر السيئة ومقاومة خيالات وأوهام ناتجة قد تهدم عش الزوجية فوق "أم رأس" الزوجين ويسمي ذلك بالتفريغ الانفعالي.. حيث يصب الطرف المتحدث ما بداخل قلبه وما يجيش بصدره ويشعر بالامان ويتلقي العون من الصديق في صورة مساندة عاطفية قد يكون لها مفعول السحر تقيم البناء وتمنع التفكك.
المقارنة
الرجل والمرأة يكشفان ما بداخلهما بطرق مختلفة.. والرجل بشكل عام يتحدث ويكشف أقل من المرأة.. وتميل المرأة إلي الكشف بطريقة أوسع وبتفعيل أكثر وتكرار وتلوين وصراحة مع الاتجاه في نهاية الأمر إلي التخلص من الذنب لتظهر بأنها الحمل الوديع وان زوجها الذئب الكاسر.. وقد تلحق ذلك بايجاد بعض الاعذار له أو تحميل نفسها الذنب مع الاصرار علي براءتها وإذا كان الكشف عما يدور بداخلنا أمراً طبيعياً كطريقة أفضل للتعامل مع الانفعالات.. بعيداً عن التزام الصمت.. فمن المتوقع أن نري مستويات أدني من الأمراض العقلية لدي النساء لأنهن يلجأن إلي التحدث والتحدث بدون توقف لتفريغ كل ما بداخلهن.. أما الصمت فهو صعب للغاية علي النساء.. ووسيلة غير مرغوب فيها.. ويقدر عليه الرجال.. فالصمت "من ذهب" لأنه قد يصبح وسيلة لتجنب مواجهة مشاكل قد تبدو تافهة ومن هنا تبدو الحاجة إلي الحديث والثرثرة عن العواطف والانفعالات لدي الرجل وظيفة معطلة في معظم الأحيان.
النظرية الحديثة
تشير الدراسة إلي أن الرجال يحتاجون أن يتعلموا أن يتحدثوا أكثر عن انفعالاتهم وهذا أمر حقيقي حيث ان العلاقة الزوجية الآن تتحدد طبقا لأجندة حواء والعلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون عملية اتصال ذات اتجاهين.. وعند ذلك سوف تتعلم المرأة قيمة وفضيلة الصمت.. والآن ينظر إلي أهمية الكلام بدلا من الصمت مع تغيير طريقة التفكير.. فالرجل يصمت ويستمتع بلعبة الصمت والمرأة تثرثر للشعور بالراحة.. وكلمات حواء تكون كالفحار تتعمق وتزيد الصراع وصمت الرجل يساعدها علي ذلك في حين أنه عندما يتكلم فانه يساعد علي الحفاظ علي التوازن في العلاقة ويكون كلامه سلما للصعود من الأعماق والصمت يجعل الرجل أكثر تعرضا للأزمات الانفعالية بزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والتنفس بصعوبة.. ثم الانعاش.. ولا مفر من خروج الشحنات ولو عن طريق صديق مع انه من الأفضل أن يحدث التوازن يجد الزوجان مساحة معقولة لتبادل الحديث.. وديا.. والوصول إلي ما يرضي الجميع.. وإذا كان أحد الطرفين كثير الكلام يحدث تباعد عاطفي لأن التوازن ليس في مكانه.. والمهم ليس مقدار ما يقال بل نوعية ما يقال مع اعطاء حواء حقها في التعبير عن نفسها ورفع الضغط والقيود عن كاهل الرجل حتي لا يدخل في كهف الصمت.
مواقع النشر (المفضلة)