لم يتركوا في نفوسنا سوى براكين من الكراهية!!!
لم يتركوا في نفوسنا سوى براكين من الكراهية!!!
نحن أمةٌ منَّ عليها الله بدين الحق والتسامح، دين الله، الإسلام دين المحبة والتفاني والتضحية والإباء.
لكنهم لم يتركوا لنا سوى أن نعلن لهم الكراهية والعداء رغم أن ذلك ليس من شيم المسلمين.
لعلنا جميعاً لا زلنا نذكر ذلك السؤال الذي طرحه الرئيس الأميركي "بوش" وردده من بعده كثيرون بعد الهجمات الدموية على نيويورك وواشنطن في 11سبتمبر2001 وهو «لماذا يكرهوننا».
طرح سؤاله دون أن يسأل نفسه، وأقفل أذنيه في وجه كل الأصوات حتى جاءه الرد على لسان سلفه الرئيس «جيمي كارتر» الذي يجند وقته وجهده للدعوة إلى السلام، فقد قال بالفم الملآن:«إن كراهية العالم العربي للولايات المتحدة الأميركية إزدادت وبلغت حداً غير مسبوق. وإن إسرائيل وأميركا تعيشان اليوم عزلة دولية لم نشهدها من قبل بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان والدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل الذي لا تمتلك أي مبرر أو سند قانوني أو أخلاقي للإعتداء على الشعب اللبناني كله...» حديث كارتر هذا أدلى به لمجلة «دير ششبيغل الألمانية» في منتصف شهر آب 2006!!!
هنا لا يمكننا أن نقف أمام أنفسنا والذهول يصيبنا إذا كان هذا مفهوم رئيس أميركي سابق لسياسة أميركا الداعمة للإعتداءات الإسرائيلية على الشعوب العربية، إن كان في لبنان وفلسطين أم في العراق. فكيف نجد تلك الأصوات العربية وبالأخص اللبنانية التي تشكك بدور المقاومة وتنعتها بالمغامرة، ولا تأتي على ذكر أو إدانة تلك السياسات والإعتداءات البربرية التي يقوم بها ذلك الحلف الصهيوني-الأميركي.
لنعود إلى ما أجاب به الرئيس "بوش" نفسه على سؤاله«...إنهم يكرهوننا بسبب حضارتنا وتقدمنا وتقدمنا وديمقراطيتنا مقابل عدوانيتهم وتخلفهم وإستبدادهم...».
إنطلاقاً من تلك الإجابة الرئاسية نحب أن نسأل بعض اللبنانيين الذين يرون في المقاومة الإسلامية مغامرة؛ هل الدفاع عن النفس مغامرة، وقصف الأطفال والبيوت وإرتكاب المجازر والمذابح ديمقراطية وحضارة وتقدم؟؟؟
أخيراً نقول لمدعي الديمقراطية وأزلامهم في الداخل:«إن الأوطان لا تموت ولا تستسلم أمام العدوان، وأن الشعوب تستطيع أن تقاوم وترفض الخضوع والخنوع، وأن الأسلحة الصغيرة في أيدي المقاومين تستطيع أن تقهر جبروت المعتدين المسلحين بكل ما أنتجته الترسانات العسكرية الأميركية من صواتريخ ذكية فتاكة».
ونقول لهم إنه رغم دفع لبنان الثمن غالباً على مدى 33 يوماً من الحرب الهمجية حيث قدم 1200 شهيد و4 آلاف جريح و15 ألف منزل مدمر ومئات الطرق والجسور والمؤسسات والمرافق العامة. لكنه وضع إسرائيل وللمرة الأولى بعد حرب 1973 أمام الخطر المحدق بها، وذاق سقوط جنوده بالمئات في الميدان وشرب من نفس الكأس التي يسقيها للعرب.
وأخيراً نقول لهم أنكم بديمقراطيتكم وحضارتكم في سجن أبو غريب وغزه وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وقانا وصريفا وصديقين والشياح وضاحية بيروت الجنوبية خلال حرب تموز 2006 لم تتركوا في نفوسنا سوى براكين من الكراهية لأمثالكم من الديمقراطيين ولأزلامكم الراكعين على أبوابكم وأبواب سفاراتكم.
صالح الزين
مواقع النشر (المفضلة)