يحرص كبار السن من الاجداد والجدات على الصوم، ومنهم من يكابد ويجد مشقة في ذلك، حيث غالبا ما لا تسمح لهم صحتهم بالصيام، ولكنهم يصرون، ولا بأس ان لم يكن في ذلك ضرر، ولكن هناك امور يجب ان يتبعوها، ومواصفات خاصة لما يتناولونه من اطعمة، فصيامهم له خصوصية يجب احترامها.
متاعب كبار السن الاساسية في رمضان تبدأ بالشعور بالدوار او الدوخة او السقوط المفاجئ، مما يؤدي الى بعض المشكلات الاخرى كالكسور التي يصاب بها المسن، سواء في القدم او الفخذ او الذراع.
وجبات خفيفة سهلة الهضم
لذلك يجب ان ننصح كبير السن بأن يقوم من مكانه ببطء، وبالتدريج، وخصوصا اثناء الصيام او بعد الافطار مباشرة، نظرا لقلة كمية الدم التي تصل الى شرايين وأوردة المخ في ذلك الوقت لتركزها في المعدة اثناء فترة هضم الطعام، والتي تبدأ بمجرد نزوله وتستمر قرابة ساعتين فأكثر، حسب كمية نوعية الطعام المتناول، ولذلك من الافضل الابكار في الافطار والتأخير قدر الامكان في وجبة السحور، على ان تكون وجبة الافطار خففة مبدئيا، كأن يبدأ الصائم المسن بتناول كوب عصير او قليل من الخشاف، ثم يقوم بعدها لاداء صلاة المغرب ويعود فيستكمل افطاره، وبالطبع يشترط ان تكون الوجبة سهلة الهضم خفيفة الاملاح، بعيدة عن الدهون والدسامة وتحتوي على الالياف الطبيعية، ويفضل تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.
ينصح ايضا كبار السن بعدم التعرض لحرارة الشمس، حيث ينتج عن ذلك فقدان الاملاح والسوائل بالجسم مما يؤدي الى عدم التوازن والشعور بالعطش واضطرابات في ضربات القلب، وحدوث تقلصات بالعضلات الارادية، ولا ننصح بكثرة شرب الماء في السحور او السوائل، لان كثرتها تؤدي الى تنشيط الغدة النخامية التي تساعد على زيادة افراز البول بكميات كثيرة فتكون النتيجة الشعور بالعطش.
السوائل والخضراوات
ولا شك ان المسنين يكونون اقل تحملا من صغار السن للجوع او العطش، خصوصا اذا كانوا مرضى يعانون من امراض بعينها كالسكر او ضغط الدم المرتفع، او التهابات القولون وانتفاخه او صعوبة عسر الهضم، فمرضى السكر على سبيل المثال اكثر المرضى المسنين تعرضا للاصابة بالجفاف والاحساس بالعطش، وبالاخص اذا ما كان الجو حارا، لذلك يجب عليهم بعد الافطار ان يتناولوا كمية كبيرة من المياه والسوائل او العصائر الطازجة بمعدل لتري ماء.
اما بالنسبة للغذاء فيفضل الاكثار من الخضروات الطازجة كالخس والخيار والفلفل الاخضر والجزر والبصل والبقدونس والجرجير، والعناصر التي تتوافر في طبق السلاطة الذي يعتبر هو اساس المائدة، وينصح بالابتعاد عن اللحم والاملاح والسكر الابيض، كما يمكن تناول اللحوم البيضاء كالدواجن والسمك ولا سيما المشوي او المسلوق مع الخبز الاسمر والبقوليات والبطاطس المسلوقة.
ولا ننصح بوجبتين دسمتين في الافطار والسحور، بل بتناول 4 وجبات صغيرة وخفيفة في الفترة ما بين الافطار والسحور، فذلك افيد صحيا سواء لكبار السن او لغيرهم، وفيما يتعلق بالتحلية فبالطبع من الافضل تجنب اصناف واطباق الحلويات الرمضانية المشهورة والاستعاضة عنها بثمرة او ثمرتين من فاكهة الموسم، واذا كان لابد منها فلا بأس من تناول اقل القليل على سبيل التذوق.
وهذا بالنسبة للمسنين الذين لا يعانون في الغالب من امراض مزمنة ويعتبرون في عداد الاصحاء.
المسنون المرضى
اما المسنون المرضى فهناك امراض لا يستحب معها الصوم بالنسبة لهم لان هناك شبهة الهلاك، وذلك كما في مرض السكر غير المنضبط وغير المستقر وهبوط القلب والفشل الكلوي.
وعموما يستحسن استشارة طبيبهم المختص في استحباب الصوم او تجنبه.
الا ان هناك في الجانب الآخر امراضا يفيدها الصيام كبعض حالات الاكتئاب النفسية وبعض حالات زيادة الوزن والبدانة، ومع ذلك يجب ان يظل المسن تحت اشراف طبيبه المختص اثناء قيامه بالصيام.
الا انه يجب ألا يتحرج من عدم صيامه اذا فاجأته اعراض مرضية مثل القيء أو الدوخة او الهبوط المفاجئ، فيبادر بالافطار فور حدوث هذه الاعراض مباشرة، لانه عندئذ يكون لديه رخصة مشروعة للافطار يجب عدم تركها واغفالها، فإن الله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه.
مواقع النشر (المفضلة)