بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ، وسيئات اعمالنا، انه من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله الا الله ، وان محمد عبده ورسوله ، بلغ الرساله ، وادى الامانه، ونصح للأمه، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
كثير من الناس تبهرهم الأضواء المسلطة على الساقطين والساقطات، وتصمهم الأصوات العالية في تشجيع وتمجيد اللاهين واللاهيات، وتشوش في أذهانهم وافهماهم قصائد المدح في اللاعبين واللاعبات.
ولكن في لحظه يريد الله عز وجل بعبده الخير، فيزيل عنه تلك الحجب، وتنقشع عنه تلك السحب، فيرى الحق أبلج واضحا طاهرا طيبا مضيئا، ويرى الباطل قبيحا كالحا نجسا خسيسا، وحينئذ لا يرضى العبد لنفسه إلا الخير مهما حاول بعد ذلك الباطل ومهما صال وجال.
فهذه مجموعة من القصص الواقعيه لأناس كانوا يتخبطون في ظلمات التيه بعيدين عن سبيل الله القويم، يحكونها بأنفسهم حتى تكون فيها العبره والعظة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد .
كتيب
توبة فتيات
قصص واقعيه يروينها بأنفسهن
-مكتبة الصفا-
وبأذن الله سنقوم بعرض قصه واحدة كل اسبوع
القصة الأولى
توبة الداعية سوزي مظهر
على يد امرأة فرنسيه
سوزي مظهر لها أكثر من عشرين عاما في مجال الدعوة إلى الله، ارتبط اسمها بالفنانات التائبات، لها دور دعوي بينهن روت قصة توبتها فقالت:
تخرجت من مدارس المارديديه، قسم الصحافة في كليه الآداب، عشت مع جدتي والدة الفنان احمد مظهر فهو عمي، كنت أجوب طرقات حي الزمالك وارتاد النوادي، وكأنني استعرض جمالي أمام العيون الحيوانية بلا حرمه تحت مسميات التحرر والتمدن!!
وكانت جدتي العجوز لا تقوى علي وحتى أبي وأمي...
فأولاد الزوات هكذا يعيشون كالأنعام بل أضل سبيلا إلا من رحم الله.
حقيقة كنت في غيبوبة عن الإسلام إلا عن بعض حروفه، لكن برغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما، اخف من مصادر الغاز والكهرباء، وأظن أن الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصية.
وكنت أقول في نفسي إذا كانت جدتي مريضه وهي تصلي، فكيف أنجو من عذاب الله غدا؟ فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي.
وعندما تزوجت ذهبت مع زوجي إلى أوروبا لقضاء ما يسمى بشهر العسل، وكان مما لفت نظري هنالك إنني عندما ذهبت إلى ((الفاتيكان)) في (روما) وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على ارتداء البلطو أو الجلد الأسود على الباب.
هكذا يحترمون دياناتهم المحرفة، وهنا تساءلت بصوت خافت، فما بالنا نحن لا نحترم ديننا؟
المسجد ونقطة التحول
في موج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي، أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته، فأجابني: افعلي ما تريدين فهذه حرية شخصيه، وأحضرت معي ذات مره ملابس طويلة وغطاء للرأس، ودخلت المسجد الكبير في باريس وأديت الصلاة.
وعلى باب المسجد أزحت الغطاء وخلعت الملابس الطويلة وهممت أن أضعها في الحقيبة. وهنا كانت المفاجأة.
اقتربت مني فتاة فرنسيه ذات عيون زرقاء –لن أنساها طوال عمري- ترتدي الحجاب أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي، وقالت بصوت منخفض: لماذا تخلعين الحجاب؟ ألا تعلمين انه أمر الله ؟
كنت استمع لها في ذهول، والتمست مني أن ادخل معها المسجد بضع دقائق، حاولت أن افلت منها لكن أدبها الجم، وحوارها الطيف، أجبرني على الدخول.
سألتني أتشهدين أن لا اله إلا الله ؟
أتفهمين معناها؟
إنها ليست كلمات تقال باللسان، بل لابد مت التصديق والعمل بها.
لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة، اهتز قلبي وخضعت مشاعري لكلماتها.
ثم صافحتني قائلة: انصري يا أختي هذا الدين.
خرجت من المسجد وأنا غارقة في التفكير لا أحس بمن حولي.
ثم صادف هذا اليوم أن صاحبني زوجي في سهره إلى كباريه –هو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا، ويفعلون كالحيوانات بل إن الحيوانات لتترفع أن تفعل مثلهم، ويخلعون ملابسهم قطعة قطعه على أنغام الموسيقى-. كرهتهم وكرهت نفسي الغارقة في الضلال، لم انظر إليهم ولم أحس بمن حولي، وطلبت من زوجي أن اخرج حتى استطيع أن أتنفس، ثم عدت فورا إلى القاهرة.
وبدأت أولى خطواتي للتعرف على الإسلام، وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الدنيا إلا إنني لم اعرف الطمأنينة والسكينة، ولكنني كنت اقترب إليها كلما صليت، أو قرأت في كتاب الله.
واعتزلت طريقة الحياة الجاهلية من حولي، واعتكفت على قراءه القرآن ليلا ونهارا، وأحضرت كتب ابن كثير وغيرها، وكنت انفق الساعات الطويلة في حجرتي للقراءة بشوق وشغف.
قراءة كثيرا وهجرة حياة النوادي، وسهرات الضلال، وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات، ورفض زوجي في البداية حجابي، واعتزالي حياتهم الجاهلية.
لم أعد اختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم، ولم أعد أصافح الذكور، وكان امتحانا من الله. ولكن أولى خطوات الإيمان هي الاستسلام لله، وان يكون الله ورسوله أحب إلي مما سواهما وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي.
ولكن الحمد لله فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير، وهدى الله زوجي وأصبح الآن خيرا مني، داعية مخلصا لدينه نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله.
وبرغم المرض والحوادث الدنيوية، والابتلاءات التي تعرضنا لها، فنحن سعداء مادامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا.
_________________
مواقع النشر (المفضلة)