منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وهو يعيش في مجتمع يضم بني جنسه، يؤثر بهم، ويتأثرون به.. فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه.
ومن الغرائز التي وضعها الله تعالى في الإنسان: غريزة محاولة جذب الآخر إليه، وإقناعه بما يحمل من أفكار.. فتزيد القواسم المشتركة بينهما.
لذا، استخدم الإنسان كل ما يسره الله تعالى ووضعه بين يديه من وسائل للاتصال؛ ليؤثر بغيره ويقنعهم بأهمية وخير ما يحمل من أفكار ومعتقدات. فغاية أي وسيلة اتصال: نقل فكرة من شخص (أو مجموعة أشخاص) إلى الآخرين.
█ █ أثر الإنترنت في نشر الدعوة الإسلامية █ █
الإنترنت وسيلة تفاعل اجتماعي، تمكن ملايين البشر ـ على اتساع رقعتهم الجغرافية ـ من التواصل فيما بينهم، والمشاركة في الشبكة، والمفاعلة فيما بينهم.
الدخول إلى الإنترنت، يعني الدخول إلى عالم واسع من ملايين البشر، يحملون مختلف الأفكار والثقافات. ومن يدخل بحر الإنترنت الواسع، يطَّلع على ما لا يعد ولا يحصى من صفحات الإنترنت، لمختلف الأفكار والتوجهات والعقائد والملل.
كما يستفيد المسلمون من الإنترنت عدة فوائد، منها:
1. الدعوة إلى الإسلام وبيان محاسنه.
2. الرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام ودحضها.
3. محاربة البدع والتصدي لدعاتها.
4. التعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات.
5. سهولة الاتصال بالعلماء؛ لأخذ الفتوى عنهم والاستنارة بآرائهم. والإعلان عن محاضراتهم.
ولاستخدام الإنترنت في الدعوة الإسلامية مزايا لا تتوفر في أي وسيلة اتصال أخرى، منها:
1. إقبال الناس المتزايد على تصفح مواقع الإنترنت: فقد أصبح الإنترنت اليوم مرجعاً لكل باحث عن معلومة معينة، وملاذاً لكل طالب علم ديني أو دنيوي. فقد كان من الصعوبة الحصول على معلومات صحيحة وشاملة عن الإسلام في كثير من بلدان العالم، أما اليوم فاختلف الوضع تماماً وصار الإسلام يقتحم بيوت الناس، ومعاهدهم بل وغرفهم الخاصة!
2. قلة تكلفة هذه الوسيلة الدعوية: لو فكر إنسان بطباعة كتيب صغير لينشره بين الناس، لكلفه ذلك مبلغاً كبيراً. بينما لو قام بنشره في الإنترنت، فلن يكلفه إلا مبلغاً زهيداً جداً.
3. سهولة استخدام هذه الوسيلة: إن ممارسة الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت لا تحتاج شهادات أو دورات معقدة، فلقد تعلم الكثيرون من الدعاة ـ أصحاب الشهادات الشرعية ـ الكثير من وسائل وأساليب استغلال هذه الشبكة في الدعوة إلى الله في أيام قليلة.
4. بما أن شبكة الإنترنت ـ في أحيان كثيرة ـ ليست وسيلة احتكاك مباشر بالناس، فإن هذا الأمر يعطي مرونة كثيرة للدعاة. فمن ذلك مثلاً: في حال نومك أو سفرك أو انشغالك، فإن الناس أيضاً سيستفيدون من موقعك الدعوي والمعلومات المتوفرة فيه، وهذا أمر يختلف عن الشيخ الذي يجلس في المسجد ويُعلم الموجودين بداخله فقط، بل إنه في حال سفره أو مرضه تقل الاستفادة من علمه ـ دون قصد التقليل من شأنهم ـ.
مواقع النشر (المفضلة)