إن الإنسان إذا مدح لحسن خلقه ودينه وفرح بذلك فإنه لا بأس به ولا حرج عليه في الفرح به، لما رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويمجده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن''. لكن المؤمن الفطن لا يغتر بثناء الناس ولا يركن لمدحهم ولا يستسلم لما يقولون، بل يعلم علم اليقين أن الذي ينفعه هو مدح الله تعالى، لا مدح الناس وثناؤهم. كما أن الذي يضره ويهلكه هو ذم الله تعالى له لا ذم الناس، فإذا اعتقد ذلك حق الاعتقاد وعامل الناس بهذا الميزان لم يغتر بما يقولون، وحمى نفسه من العجب والمراءاة والإدلاء على الله تعالى بالعمل الصالح. كما أن مما يعين على عدم العجب بالعمل أن يعلم المؤمن أنه مهما فعل من أعمال صالحة فهي لا تفي حق الله تعالى عليه، وأن نعم الله عليه كثيرة وجسيمة ومتنوعة، ومهما عبد الله فلن يوفي حق شكر نعم الله عليه. رزقنا الله الإخلاص له في القول والعمل، وجنبنا الشرك الأكبر والأصغر، وثبتنا على دينه حتى نلقاه، إنه جواد كريم. والله تعالى أعلم.
مواقع النشر (المفضلة)