كان منزل التاجر الثري ورجل الأعمال أبوفهد يعج بالخدم لكثرة عدد أفراد أسرته التي تتكون من زوجته وأولاده السبعة. وكان من بين الخادمات واحدة تدعى ميري، ظلت تعمل لدى أسرة أبوفهد لأكثر من أربعة عشر عاما، حتى انها بعد التحاقها بالعمل بفترة بسيطة طلبت من مخدومتها ان يحضر زوجها الى العمل معها، فوافقت وحضر زوج ميري وعمل سائقا لدى أبوفهد، ثم احضرت أولادها الثلاثة وألحقتهم بالعمل في شركات مخدومها.
ومن شدة حب تلك الأسرة لميري خصصوا لها ولأسرتها ملحقا في المنزل ليقيموا فيه.
كانت أم فهد وزوجها يثقان في ميري ثقة عمياء، حتى انهما كانا يسافران ويتركان لها المنزل الكبير بكل ما فيه من أموال ومصوغات غالية الثمن وهما يشعران بالأمان والطمأنينة لأن ميري كانت حريصة على كل صغيرة وكبيرة في المنزل، وأمينة جدا طوال سنوات عملها معهما.
حتى بعد ان تزوج كل الأولاد ولم يبق في المنزل إلا أبوفهد وأم فهد، كانت ميري تعمل جاهدة على خدمتهما ورعايتهما في كبرهما.
مرت السنوات وميري وزوجها وأولادها يعملون بجد وأمانة لدى عائلة أبوفهد. وفجأة رحلت أم فهد عن الدنيا، فكانت صدمة كبيرة للجميع خاصة أبوفهد الذي فقد توأم روحه ورفيقة دربه. تكاثرت عليه الأمراض نتيجة حزنه على زوجته الحبيبة، وباتت الوحدة تأكل نفسه وتشعره بالكآبة والملل، خاصة ان كل واحد من أولاده لاه في حاله وحياته الخاصة، مما جعل أبوفهد يستسلم لوحدته.
في أحد الأيام استيقظ أبوفهد من نومه وهو يستغيث ويصرخ من الألم الذي داهمه في صدره، فهرعت اليه ميري وزوجها وسارعا في طلب سيارة الاسعاف لانقاذه، ثم هاتفوا كل أولاده للذهاب الى المستشفى. وتبين ان أبوفهد يعاني من ذبحة صدرية قوية، تتطلب بقاءه في المستشفى عدة أيام.
في تلك الأثناء كان المنزل الكبير خاو على ميري وزوجها فلعب الشيطان بعقلهما لأول مرة منذ ان عملت لدى أسرة أبوفهد، فحرضت زوجها على سرقة المنزل الكبير المملوء بما خف وزنه وغلا ثمنه من مصوغات أم فهد التي يحتفظ بها أبوفهد في التجوري الخاص به في غرفة النوم، وبما ان ميري كانت محل ثقة أبوفهد وأم فهد كانت تعرف أرقام فتح التجوري ومكان المفتاح الخاص به.
فتحت ميري وزوجها التجوري وجمعا كل الغنائم من مصوغات ونقود وساعات ثمينة ثم تركا المنزل واختفيا لدى صديقة ميري لحين ترتيب أمر سفرهما إلى مسقط رأسهما.
لكن لسوء حظهما ارسل أبوفهد ابنه الى المنزل لاحضار بعض الأوراق الخاصة بفحوصاته الطبية التي يحتفظ بها في التجوري الخاص به لعرضها على الطبيب المعالج.
وعندما وصل فهد الى المنزل وجد التجوري مفتوحا والأوراق مبعثرة على الأرض. على الفور استدعى رجال الشرطة وبعد رفع البصمات وجهت اصابع الاتهام إلى ميري وزوجها، وقبضت المباحث عليهما وقدما الى المحاكمة بتهمة السرقة.
وأصدرت المحكمة حكما عليهما بالسجن خمسة أعوام مع الشغل والنفاذ والابعاد.
مواقع النشر (المفضلة)