من لم يطرح هذا السؤال ولو مرة واحدة في حياته؟
من لم يغير جواب هذا السؤال مسيرة عمره؟
من لم يسأل أمه أو أباه أو معلمته أو أخته أو جارته أو جده••• أو صبية يحلم بها أو فارس يحملك على جواد أبيض، قد يكون آخر الرجال أو أولهم••• هل تحبني؟
من لم يسأم من ''نق'' زوجته، أو خليلته ?عندما تكون أمراً واقعاً- وسؤالهما المكرر الخائف، الطالب لثقة المشاعر•••هل تحبني؟
ومن التي بعدما يفتح زوجها معها ملف التحقيق، ويلف الحبل حول عنقها من الغيرة العمياء لا تجزع من السؤال•••هل تحبينني؟
منذ جدنا آدم وجدتنا حواء وقصص الحب تشغل النفوس والعالم• هذا الفعل له تركيبة كيمائية عجيبة، يغير المشاعر وحركات الأبدان والأبصار، فما أن تمس لوثته مخلوق حتى تتغير الطاقة والألوان والمعتقدات والأفكار وأحياناً العادات والتقاليد•
معه، للفرح عناق، وللسهاد ••• العيون مداس، وللفجر••• صباحات من ورد، وللمغيب إحساس لذيذ بالسويداء وأمنية بأن يحفظ سواد الليل أسرار المحبين•
الحب •••• فعل يسعى إليه الجميع عوارض الحب واحدة أمراضه واحدة سكينته واحدة••• قصصه مختلفة، ملونة ولكنها لا تتبدل كثيراً من بلد إلى آخر أو من قارة إلى أخرى•
هل تحبني؟
هو السؤال الذي يعطيك جوابه إذا كان إيجابياً قوة ''هرقل''، ويمكن لجوابه في حال جاء سلبياً أن يدمرك• يمكن أن تكون الإجابة عليه ''عكاز'' قلبك ومشاعرك، ويمكن أن تكون الإجابة أشبه بإعصار ''جونو'' فيهب الموج عالياً، ولا يبقى مجال إلا للغرق•
ولكن هناك سؤال آخر•
لماذا نستفسر باستمرار عن وجود الحب وقيمته وكميته؟
الجواب هو البحث عن الثقة، والبحث عن دعيمة نُجلس عليها حياتنا لنقيس إنجازاتنا العاطفية والنفسية وأحياناً المادية• الجواب هو أن معظمنا وفي مراحل كثيرة من حياتنا نصاب بحال انعدام ثقة - والأسباب كثيرة- فنطرح السؤال على من نحبهم، ليأتنا الرد الذي يعيد إلى دواخلنا الآمان•
نسأل لأننا نريد أن يحبنا أحد، ونجيب لنفس السبب• نسأل لأننا نحتاج الى الآخر• الأم لطفلها والأبن لأبيه والإبنة لأمها والعاشق للمعشوق، والمشتاق لحاضن الشوق، و
الأرض لأبنائها والأهل•
تقول الحكاية أنه وقبل ألف عام وعلى صخرة نبتت على شاطئ ما، وجدت هذه الحكمة التي تبناها عدة علماء لعلاج أمراض كثيرة جسدية ونفسية وفكرية، مخطوطة دون توقيع من خطها أو فكربها، والحكمة هي:
ربي، امنحني السكينة لأتقبل الأمور التي لا أستطيع تغييرها
وامنحني الشجاعة لأغير الأمور التي أستطيع تغييرها
وامنحني الحكمة لأميز بينهما•
وعن الحب قال جلال الدين الرومي:
مهمتك، ليست البحث عن الحب ولكنها بالتأكيد أن تبحث وتجد كل السدود والمعوقات التي بنيتها في داخلك•••ضده•
مواقع النشر (المفضلة)