.. وعدت وحيده ..
بعد أن انتهت رحلتي إلى مدائن أحلامي الخورافية الجمال
عدتُ وحيده .. أحملُ بين جنبي روحاً منهكة
تتلمس أنفاساً تحشرجت بين الحناجر
تستجدي بها بعضاً من أكسير حياة
عدت وقلباً كسيرا أضناه ألم الفقد قبل المرض
قلباً استنزفته مرارة الوجع وسكنه برد الخوف
فبات ضعيفا يرجف بين أضلع من نار ..!
عدت.. وبقايآ حلم ..
أقتات منه ما قد يشفي أوجاع أيامي الباقيات
عدت ألوكُ الصمت من جديد ..
أنكئ جرحاً استوطن أقصاي
ولستُ أجد لـ شفائه سبيل
عدتُ ظامئة بعد أن إرتشفتُ فيض نبعٍ عذبٌ زلال
وحيدة أفتشُ عن فتاتٍ حبي بين أكوام الخيبة ..!
فقط جسداً مسجى أعياه حنيناً
ينمو ويكبر بالأحشاء شيئاً فشيئاً
نعم عدتُ وحيده .. أجر أذيال الوجع في ذهول
تحتضنني زوايا غرفتي الصغيرة
تأرجحني الذكريات .. تتقاذفني الآهات
وتخنقني زفرات الأنين .. تلسعني سياط الإحتياج
وتسخر من خيبتي الأماني .. ويشتاق لـ معانقتي الموت
تهدهدني دموعاً أبت أن تجف منها الأحداق
عدتُ وحيدة .. بعد أن ..
أضعت الأمان على قارعة الوهم
واضعتُ معه .. وثيقة عهدٍ تساوي عمراً بـ أكمله
عدتُ بعد أن رسمت البسمات ..
وغزلت الضحكات
بعد أن لونت أحلامي بألوان الطيف ..
بعد أن واريتُ جثمان الحزن في تربة الأمل
وشربتُ الفرح نبيذاً في كؤوساً من غمام
عدتُ بعد أن أتقنت أبجديات الحب
وأطلقتها لحناً عذباً تشدو به عصافير الصباح
عدتُ بعد أن أدمنت سمر المساء وأثملني هذيان الفجر
أجل عدتُ وحيده .. كما كنت ..
عدت وقد نثرتُ إستفهامات أسى وحيره وسط أعينٌ
ترتقب تفجر الحروف بين شفتي
عدت ُ .. ولم يبقى شيء سواي والوحدة ..!
هذيان قلمٍ مرتجل فـ أعذروا رجفة الحرف
فاتنة الروح
مواقع النشر (المفضلة)