موضة الثمانينات تعود بصيغة عصرية
قريبا سنستبدل النظارات الشمسية بالإيشاربات الصوفية، والـ «تي ـ شيرتات» بالكنزات والمعاطف، وبنطلونات الجينز ذات التصميم الواسع نسبيا من أسفل بذات التصميم الضيق او الأنبوبي، كما ستتصدر ساحة الموضة قطعة اعتقدنا انها دفنت مع نهاية الثمانينات: الطماق أو بنطلون الليكرا الضيق الذي يبدو من بعيد وكأنه جوارب سميكة. فالزمن، على ما يبدو، عفى عما سلف، والموضة كما نعرف لها شطحات غريبة من آن لآخر نتفاجأ بها لكن ما علينا إلا التأقلم معها. ففي ظل عودة موضة الثمانينات هذا الموسم، كان لا بد ان يعود معها هذا البنطلون. ويعود الفضل في هذه العودة إلى موضة «الطبقات» التي ترتكز على عدة قطع تلبس فوق بعضها البعض، وكذلك إلى الكنزات والقمصان الطويلة التي عانقتها الفتيات الصغيرات، اللواتي لم يكن اغلبهن قد ولد عندما ظهرت مادونا بهذا البنطلون في «كليب» «لاكي ستار» في منتصف الثمانينات، وهو ما أكدته لورا ماكدويل من محلات «تي. جي. ماكس» الأميركية بقولها: «إن الفتيات أحببن هذه الموضة بشكل كبير، لأنها بالنسبة لهن موضة جديدة لم يجربنها من قبل». المصمم رالف لوران كان أول من اعطى الإشارة بعودتها في عرضه الأخير، وسرعان ما تلقفتها النجمات الشابات من أمثال ليندسي لوهان، التي ظهرت مباشرة بعد العرض في فستان ناعم مع بنطلون ليكرا اسود يغطي نصف الساق. ولا شك ان مرونة ارتدائه مع فستان أو تنورة قصيرة أو كنزة طويلة كانت عنصرا مهما في ترويجه. ورغم ان الصيف ما زال في عزه، على الأقل في بعض المناطق، إلا ان المرأة أقبلت عليه حتى إن كان الثمن إخفاء اللون البرونزي الذي اكتسبته بعد انتظار طويل وتعرض اطول لأشعة الشمس. الجديد ان هذا اللوك، وإن اختلف عما تعودنا عليه في السنوات الأخيرة، حيث رأينا الملابس الشفافة والبنطلونات ذات القصات المنخفضة والـ «تي ـ شيرتات» ذات القصات العالية التي تبرز منطقة البطن، إلا انه لم يكن مفاجأة كبيرة، لأن ظهور بنطلونات الجينز ذات التصميم الأنبوبي كانت منذرا بالنسبة للبعض ومبشرا بالنسبة للبعض الآخر بعودة هذه القطعة، التي لو رجعنا بذاكرتنا إلى فترة الثمانينات، لتذكرنا انها كانت العدو اللدود لمعظم النساء، باستثناء قلة تعد على أصابع اليد من الصبيات اللواتي يتمتعن برشاقة الغزلان. اما البقية الباقية فقد دفعت الثمن غاليا، وما علينا إلا ان نتذكر ما تعرضت له الدوقة سارة فيرغسون، زوجة الأمير البريطاني أندرو آنذاك، من انتقادات جارحة، في حرب الاناقة والمقارنة التي كانت تدور بين فريقها وفريق الراحلة ديانا (وطبعا إقبالها على هذا البنطلون لم يساعدها أبدا). إذا لم تتمكن امرأة مثل سارة فيرغسون بكل إمكانياتها المادية، وتوفرها على خبراء ازياء، سواء اتفقنا انهم كانوا حرفيين أم لا، ان تظهر بشكل ولو مقبول فيه، فمن المؤكد انه لا يمكن ان يناسب كل الفئات. أسلوب تصميمه كما طرحه المصممون وقتها، الذي يناسب الصبيات فحسب، فضلا عن الطريقة التي عانقته بها المرأة، التي لم تكلف نفسها مشقة السؤال ما إذا كان يناسب مقاييسها أو عمرها أو أسلوبها في الحياة أم لا، لا يمكن ان يضفي عليها أي أناقة تذكر. لحسن الحظ ان المصممين استفادوا من الدرس وأعادوه لنا هذه المرة اكثر نعومة وحرفية. تقول سارة هاريس من مجلة «فوغ»: «التصميمات التي بدأت تطرح في السنوات الأخيرة اكثر من رائعة، فأنت لا يمكن ان تصنع مثل هذه الأشكال من دون ان تصنع «أزياء» بمعنى الكلمة، وهذا ما يشفع لها أثمانها الباهظة. فالتوجه الحالي ليس مجرد زخرفات بالفرو أو تنورة مستقيمة بتطريزات، بل هو أكثر تعقيدا وفنية.. إنها ازياء اشبه بالمنحوتات ابتكرها حرفيون». لكن يبقى السؤال الذي يمكن ان يحير المرأة: هو أي جزء تبرز وأي جزء تريد تنحيفه عندما يتعلق الأمر بارتدائه، والقاعدة الذهبية هنا انه يبدو شابا وحيويا مع كنزات صوفية سميكة طويلة او مع فستان يصل إلى الركبة أو تنورة قصيرة، لكن من الأفضل تجنب ارتدائه على طريقة الثمانينات، أي مع جاكيت (بلايزر) بكتافيات عريضة. المطمئن أيضا ان المصممين يطرحون لها كل موسم عدة خيارات لكل المناسبات والأوقات، والوقت المناسب لبنطلون الليكرا هو النهار، وفي أحيان نادرة للمساء، وبهذا تستفيد من فساتينها الطويلة ذات الفتحات العالية عند الساق. وإذا عرفت المرأة كيف تلبسه وتنسقه فلا شك انه سيضفي عليها رشاقة ويعطي الانطباع بأنها أطول مما عليه في الحقيقة، هذا عدا انه «مع كنزة سميكة يخفي الكرش البارز، وهذا ما تتمناه أية امرأة تعاني من هذه المشكلة» حسب ما تقوله ستيفاني سولومن، مديرة قسم الموضة بمحلات بلوميندايل: «إنه مظهر رائع لكل المقاسات، وبالذات للمرأة الممتلئة في منطقة الكرش والأوراك، لأنه يخفي كل هذه العيوب. اما إذا كانت غير واثقة من هذا المظهر، فيمكنها ارتداؤه مع معطف طويل».
* قبل ارتداء هذا البنطلون هناك سؤال مهم يجب ان تطرحيه على نفسك: «هل يمكن ان أبدو فيه انيقة؟ والجواب عموما هو نعم، لأنه سهل وبسيط، لكن لا بأس من توخي الحذر والانتباه إلى بعض النقاط الأساسية، مثلا هل انت شابة، رشيقة وتتمتعين بذوق خاص؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فأنت في مأمن من أي زلات أو أخطاء، وستبدين رائعة فيه، لكن للأسف ليست كل النساء تنطبق عليهن هذه الأوصاف. في هذه الحالة هناك قواعد لا بد منها:
* الفكرة من بنطلون الليكرا ان يتم تنسيقه مع قطع اخرى لا أن يلبس لوحده مع قميص أو «ثوب» قصير مثلما كان الحال في الثمانينات. عليك ان تلبسيه مع فستان أو تنورة قصيرة، وبهذا تحصلين على مظهر شاب، وتغطين في الوقت ذاته ساقيك وتحميهما من قرس البرد، وهو الأمر المطلوب في فصلي الخريف والشتاء، فضلا عن انه يتيح لك فرصة الاستمتاع بفستانك القصير أو تنورتك المفضلة مدة أطول.
* يمكن ايضا ارتداء حزام عريض مع الكنزة الصوفية السميكة عند الخصر أو أن تتركيه متدليا تحت الخصر مع تنورة قصيرة.
* ارتداؤه مع فستان طويل أو تنورة طويلة (نعني بالطول هنا تحت الركبة وليس الكاحل) هو أضمن طريقة لتتذوقي هذه الموضة قبل ان تعانقيها تماما. إذا كنت غير واثقة من الأمر أو غير مرتاحة، عليك ببنطلون جينز بتصميم انبوبي أو بنطلون ضيق مع جاكيت طويل أو كنزة أو حتى فستان، فأنت بهذا ستحصلين على مظهر مشابه و«على الموضة» وفي الوقت ذاته تشعرين بالراحة لعدم تعارضه مع أسلوبك.
* من الأفضل ان تختاريه بلون غامق، أسود أو بني حتى يضفي على ساقيك بعض الرشاقة والأناقة، ولا بأس ان يكون الفستان أو الكنزة التي تلبسينها معه بألوان براقة حتى تضفي على وجهك بريقا ونضارة.
* من إيجابيات بنطلون الليكرا أنه بديل مثالي لجوارب النايلون التي قد تكون أحيانا غير مريحة كما تتعرض للتلف بسرعة الأمر الذي يسبب الإحراج للكثيرات منا.
* هناك تفصيل آخر يجب مراعاته وهو طول البنطلون، فبينما يجب ان يكون «الثوب»، سواء كان كنزة أو فستانا أو قميصا طويلا بحيث يصل إلى الركبة، فإن هذا البنطلون يأتي بثلاثة أطوال:
* الذي يصل إلى الركبة: هذا الطول يتطلب سيقانا رشيقة وأيضا أن تكون للابسته عين وحس بالتوازن، إذ يجب ان لا يتعدى الـ «ثوب» الذي يلبس فوقه نصف الفخذ، كما ان حذاء بكعب عال سيساعد على إعطاء مظهر رشيق.
* الذي يغطي نصف الساق: يتفق الخبراء ان هذا أسهل وأضمن طولا نظرا لسهولة تنسيقه مع أي قطعة. بإمكان صاحبته أيضا التحكم بما تريد إبرازه أو إخفاءه. فطول التنورة او الفستان هو الذي يحدد هذا المظهر، لأن العين ستتوجه إليه وتتوقف عنده (المقصود هنا طول الفستان او التنورة).
* الطول الذي يصل إلى الكاحل: يمكن التعامل مع البنطلون هنا وكأنه جوارب سميكة، مع العلم انه يبدو أنيقا مع أي قطعة، خصوصا إذا كان الحذاء بسيطا بكعب متوسط أو بدون كعب مثل حذاء «الباليرينا».
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)