http://www.alriyadh.com/2010/10/03/article564600.html
حول العالم
من قتل الفيديو؟
فهد عامر الأحمدي
محلات الفيديو في مدينة الرياض وبقية مدننا الكبرى تحولت هذه الأيام الى مجرد واجهة لعمليات قرصنة ونسخ غير مشروعة.. فرفوف الأشرطة القديمة أصبحت مجرد ديكور ومظهر تقتضية رخصة المحل في حين يتم فيها تنزيل الأفلام العالمية في الغرف الخلفية من مواقع الكترونية غير مرخصة . وهذا التحول فرضه التطور السريع لتقنيات النسخ الرقمية، وانقراض أشرطة الفيديو المغناطيسية لصالح أقراص الليزر وأجهزة الحفظ المدمجة..
وكنتُ قد قرأت في صحيفة الرياض (يوم الاثنين الماضي) خبرا عن إفلاس أكبر شركة أمريكية لتأجير أفلام الفيدو(Blackpaster) بسبب عزوف الناس عن أشرطة الفيديو واعتمادهم على وسائل الترفيه الحديثة (وبيني وبينك كان يمكنها الاستمرار وتحقيق أرباح أكبر لو تجاهلت حقوق الملكية الفكرية وأنشأت غرف نسخ خلفية كما تفعل محلات الفيديو لدينا)!!
... على أي حال ، مايحدث في عالم الفيديو مجرد مثال على تقنيات ماتت أو في سبيلها للوفاة مثل أشرطة الكاسيت والهواتف المنزلية وأقراص الكمبيوتر المرنة التي استبدلها الشباب هذه الأيام ببرامج الMp3 وهواتف الآيفون واليو إس بي...
وكنتُ قبل كتابة هذا المقال قد سألت أصغر بناتي تسع سنوات إن كانت تعرف البيجر والكاميرا (أم الفيلم) والتلفون (أبو قرص) فلم تعرفها بالفعل. وهذا وحده دليل على سرعة اختفاء التقنيات التقليدية هذه الأيام لصالح تقنيات رقمية أحدث وأفضل وأسرع!!
... ومن التقنيات التي أتوقع أنها ماتت أو دخلت طور الاحتضار فعلًا:
· الهواتف السلكية التي بدأت تنحسر لصالح التقنيات اللاسلكية( لدرجة ألغت فنلندا والسويد شبكاتهما الأرضية) !
· وتقنيات البث الأرضي للراديو والتلفزيون التي اختفت بالفعل لصالح الانترنت والبث الفضائي...
· كما بدأت تختفي أجهزة التلفزيون الضخمة لصالح لوحات البلازما الرقيقة، وبدأنا نشهد تغير طرق العرض من البرامج "المسبقة" الى البرامج "حسب الطلب" !
· وكما انقرضت "الأشرطة المغناطيسية" سينقرض "المسجل" بأكمله لصالح أجهزة الIpod (التي لايزيد حجمها على البطاقة وتحمل حتى 50 ألف أغنية ومقطع فيديو) !
· وبطبيعة الحال اختفى الفيديو (مع أشرطته) لصالح أقراص ال"DVD" وتقنيات العرض المدمجة والمحمولة...
· وكما صعب علي شراء كمبيوتر مكتبي قبل أيام (حيث بدأ بدوره ينقرض لصالح اللابتوب) يصعب عليك هذه الأيام شراء أفلام تصوير كيميائية لكاميرتك التقليدية القديمة !!
· وفي الحقيقة حتى كمبيوترك المحمول سيختفي قريبا لصالح الهواتف المحمولة وتكامل الشبكات الإلكترونية (كونها الشبكة ذاتها ستصبح العقل المفكر والمخزن المدبر لبياناتك) !!
· وعلى ذكر "الشبكة" ستتراجع الصحف اليومية وتنحسر الكتب التقليدية وتختفي المجلات الورقية تماما بسبب لجوء الناس لشبكة الانترنت كمصدر للأخبار والمعلومات!
· أيضا هناك ساعات اليد التي أصبحت مجرد استعراض ووجاهة بسبب انتشار تقنيات الجيب المحمولة (التي تضم ساعات رقمية متقدمة) كالهاتف الجوال والكمبيوتر الكفي وأجهزة الIpod.
· أما الأغرب من هذا كله فهو أن النقود الورقية التي تحملها في جيبك ستختفي قريبا لصالح وسائل الدفع الإلكترونية (التي قد تخزن في بطاقة الأحوال أو شريحة الجوال أو حتى تزرع تحت سبابتك)!
هل تعرف ماذا يدهشني أكثر من هذا كله:
أن ابنتي مياس تتمتع بكل هذه التقنيات معتقدة أنها من بدهيات الحياة في حين عاش أسلافها 40,000 عام في الكهوف والغابات!!
مواقع النشر (المفضلة)