لا يكاد يمر أسبوع أو أكثر حتى تطالعنا الصحف والمجلات وصفحات المنتديات بعبارة مألوفة يغلفها القليل من التجديد ..
بل ويزيد المصدر على أن هذه الدراسات والبحوث (وأغلبها كلمات على ورق)
قد ثبتت صحتها عالميا وأكد على ذلك الكثير من الخبراء والباحثين العالميين!!





فمن صحيفة تؤكد أن ( شخصيتك من لونك المفضل)
إلى مجلة تثبت أن (شخصيتك تُعرف من طريقة نومك) !!
إلى موقع يكتشف سرا خطيرا في المرأة هو أن (تسريحة ولون شعرها..يعبران عن شخصيتها)!!



ليت الأمر وقف عند حد الحواس وماشابهها
فقد اعتدنا أن يكون لون العينين ولون البشرة والشعر
وطولك ووزنك وأكلتك المفضلة تعبر عن شخصيتك..!! لكن الأمر تجاوز الحد حين أضحت كل السلع والمشتريات تساهم أيضا في التعبير والكشف عن شخصيتك:
فساعتك تعبر عن شخصيتك وحقيبة يدك وحاسوبك و..و..و..يعبر عن شخصيتك!!


سؤال بسيط..واضح..منطقي..بعيدا عن التعمق والدراسات..




كيف يمكن لساعة..مجرد ساعة أن تعبر عن شخصيتك ..؟؟!!


هذه الشخصية الغامضة التي يكتشف المرء بعد أربعين عاما أنه مازال يجهل الكثير من خفاياها
في آخر المشوار تأتي ساعة لتعبر عن شخصيتك..فانتبه عند شرائها!!

وفي آخر المطاف تأتينا دراسة لتقول بأن : عباءتك تعبر عن شخصيتك!!
طبعا العباءات ليست واحدة وكل عباءة تدل على شخصية ولهذا تنوعت وتلونت وتشكلت عباءات آخر زمن !!





ونحن لا نستبعد أن تطالعنا صحف الغد ومواقع الإنترنت بخبر مفاده أن :
الشارع الذي تمشي فيه يعبر عن شخصيتك!!..
أو أن..اليوم الذي ولدت فيه يعبر عن شخصيتك!!
لا تسبتعدوا ذلك أحبتي.



.فالعقول التي تركناها دون تأمل وتفكير وإعمال صالحة لتقبل أي نوع من الحقائق مهما كان مصدرها!!



إلى متى هذا الاستخفاف والتهاون بعقولنا؟؟
إلى متى نظل نقرأ ماهب ودب ونصدق؟؟
إلى متى نظل نجري خلف هذه التفاهات؟؟




السؤال الذي يطرح نفسه ألان:



لماذا انتشرت مثل هذه المواضيع وبات لها تأثيرا وتداولا ملموسا بين عامة الناس وخاصتهم ..
لدرجة أننا تأثرنا بها في حياتنا اليومية فهذا يخاف من لبس الأصفر مثلا خوفا من أن يفهم الناس شخصيته الغيورة!!
وهذا الشاب يرفض سيارته القديمة لأنها لا تعبر عن شخصيته..
وأخرى ترى أن مشيتها تعبر عن شخصيتها ولذلك فهي لا تتوانى عن المشي بتغنج أمام الرجال الأجانب لتلفت نظرهم إلى شخصيتها المميزة!!




انتشار هذه المواضيع والدراسات في رأيي يعود إلى العقول الفارغة التي تصدق كل مايقال
دون إعمال الفكر وربط الأحداث بالواقع..
وربما يعود أيضا إلى اتكاليتنا المفرطة في كل شيء حتى في فهم ذواتنا الداخلية فنحن ننتظر الدراسات والإحصائيات الغربية لتساعدنا في استيعاب من نحن؟؟ وكيف نبدو؟؟
دون أدنى اهتمام بالفارق الكبير بين شخصية (الغربي الكافر) و(العربي المسلم)!!


الغربي الكافر ليس له دين يرسي كيانه ويسمو بنفسه ويقوم شخصيته..
الغربي الكافر ليس عنده مصحف طاهر يستقي منه مُثله ويتزود من ينابيعه قيمه..
الغربي الكافر ليس له صحبة صالحة ورفقة خيرة يتأثر ويؤثر فيهم
بالنصح والإرشاد يتدارس معهم كلام الله وسنة رسوله الكريم الشخصية الأسمى في تاريخ البشرية!!
الغربي الكافر لم ينشأ مع أبوين صالحين
يمثلان نموذجا حيا للشخصية المثابرة المحبة المعطاءة
التي تفسح له المجال لينمو ويترعرع وينشأ فرداً صالحاً وشخصية مسلمة تترك بصمتها المؤثرة قبل الرحيل..
الغربي الكافر لم يعش في مجتمع يصدح فيه نداء الحق أناء الليل وأطراف النهار..
مجتمع يرشد ويقوم ويدعم ويحفز طفل اليوم ليكون فتى الغد وفارس الإسلام بشخصيته المؤمنة حق الإيمان..
فالبذور الصغيرة تزهر وتثمر متى تعهدناها بالرعاية والاهتمام..وكذلك هي شخصية المسلم ..



أبعد هذا نلجأ إلى دراسات الغرب وبحوثهم واستنتااجاتهم لنطبقها في حياتنا..


لنفهم شخصياتنا..لنستوعب من نحن..؟من نحن.؟!!.
أمة القران الكريم..فهل عرفتم أحبتي كيف وبماذا نعبر عن شخصياتنا؟؟


يقول الله تعالى


(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24}
‏ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25}
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ {26})سورة إبراهيم



في نهاية المطاف:


1/ماهي نطرتك أنت عن (الإنسان الشخصية)؟من هو الشخصية في نظرك؟
2/هل تعتقد فعلا أن ضحكتك أو فصيلة دمك ...الخ تعبر عن شخصيتك؟
3 /إذا كانت الإجابة بـ(نعم)..فمالشيئ الذي يعبر عن شخصيتك؟
4/في رأيك لماذا انتشرت مثل هذه المواضيع؟



تقبلوو تحيتي

نوف