كَانْت شَابةٌ يافِعة خَلوقة حَسَنْة المَنْطِق كَانْ سَعيّداً بِ زَوَاجِهِ مِنْهَا قريّبَاً إِليّهَا ,
يُبدِيّ إِهتِمَامِه بِهَا , وَ يُلبِيّ إِحتِياجَاتَهَا دُونَ تَذَمُر لِ مَا كَانَ يَجدهُ مِنْ إِهتِمَامٍ لَا يُوصَفْ .
مَرتْ السنيّنْ وَ حَيَاتَهُمَا مُستَقِرة وَ هادئِة , أَنجَبتْ لَهُ مِنْ الَأبنْاءِ مَاشَاءُ الله , وَ وَ هبَتْ حَيَاتِهَا
لَ أَبنَائِها , وَ مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَغفلُ أَبداً عَنْ الَإِهتِمَامِ بِ زَوجِهَا .
قَدَرَ الله تَعَالَىَ أَنْ يُصيّبَهَا مَرضٌ شَديّدْ أَقعَدهَا عَلىَ فِرَاشِ المَرضْ , فَ أَصبَحتْ
بِ حاجةِ مَنْ كَانْت لَهُمْ الَأمُ الحَنْونْ وَ الزَوجَةُ المُطيِعَة , وَ مَنْ كَانَتْ لَهُمْ الشَمعة التِيّ تَضئ
لَهُمْ طَريِقُ الحَياة وَ تُمدَهُمْ بِ الحَنْانْ وَ العَطفْ وَ التَوجيهُ السَليّمْ الذيّ
جَعَلَ لِ وجودِهُمْ قِيّمة بَعدَ الله .
مَايُؤلِمُ فِيّ الَأمرِ أَنَ ذَلِكَ الزَوجُ لَمْ يُجازِيّهَا خَيّرَاً وَ جَحِدَ فِيّ لَحظَاتِ إِحتِيّاجِهَا لَهُ
مَا فَعلَتهُ هِيّ لَهُ , وَ لَمْ يَقابِلُ أَفَعَالَهَا الطَيّبَة بِ المِثلْ , بَلْ قَدْ هَمشَ وُجووووودَهَا فِيّ حَيَاتِهِ
وَ أَلغَىَ كُلْ طُرقْ الوصُولْ إِلَىَ مَكَامِنِ فَرحَهَا , وَ مَا يُشعِرهَا بِ وفائِهِ كَ زوجٍ وَ رَحمتِهِ
كَ إِنْسَانْ وَ تَقديّرهُ كَ أَبْ ..!
مَا زَادَ إِستِغرَابِيّ أَنْ حَتَىَ عِلَاجُهَا لَا يَهمهُ أَبَداً , وَ لَا يتَابعُ حَالتُهَا أَو يَبحثُ عَنْ مَا يُريِحُهَا ..!
وَ أَجزُمُ أَنْهُ لَوْ كَانَ هَو الذيّ يُعَانْيّ المَرضُ فَ إِنْهَا لَنْ تَترُكَهُ لَحظَة وَاحِدَة , وَ سَ تُكرسُ
حَياتِهَا وَ وَقتُهَا بِ أَكمَلهِ لَهُ , بَلْ سَ تَفعلُ المُستَحيّل حَتىَ يكُونْ مُرتَاحاً إِنْ لَمْ يَكُنْ راحةٌ
جَسديّة فَ سَ تَكونُ راحةٌ نَفسيّة وَ التِيّ تُعتَبرُ هِيّ نِصفُ العِلَاجْ ..!
تَتَمَلكُنْيّ كَثيرٌ مِنْ التَسَاؤلَاتْ :
* أَيُعقَلُ أَيُهَا الرَجلُ أَنْ تَهونُ عَليّكَ عِشرةُ سِنْيّنْ بِ لَحظةِ مَرضِ زَوجَتكْ
وَ لَا تَقَدرُ مَنْ صَانْتَكَ فِيّ أَوجِ صِحتَهَا ؟
* هَلْ يَصعبُ عَليّكَ أَنْ تُغدِقُ وَ لَو بَعضَاً مِنْ حُبكَ وَ عَطفُكَ عَلَىَ زَوجَتَكَ
إِنْ أًصَابَهَا مرضٌ مَا , وَ هِيّ مَنْ كَانْت تَسهُر لِ تَرتَاحُ أَنْت ؟
* أَلَمْ تَمرَضُ يَومَاً فَ كَانْت هِيّ الدَواءُ لِ آَلَامِكْ بِ إهتِمَامِهَا بِكْ
وَ سَهرهَا عَلَىَ طَلباتِكْ ؟
* هَلْ كَلُ رَجلٌ بِ مُجردِ شُعورَهُ أَنْ زَوجَتَةُ لَمْ يَعدُ بِ إِستِطَاعَتِهَا أَنْ تَهتَمَ
بِه كَ السَابِق لِ ظُروفِ قَاهِرة ,َ سَ يَكونُ الجُحودُ هَو مَا يُقَدِمَهُ لَهَا جَزاءُ
مَا فَعلتْ لَهُ ؟
إِهتِمَامُكَ بِهَا لَيّسَ شرطاً أَنْ يَكونُ تَقديِمِ مَسَاعَداتٍ بِ كُلِ وَقتْ إِنْ كَانْ
لَديِهَا أَبنْاءَ فَ حَتمَاً لَنْ يَهملُوهَا أَبداً إِنْ كَانُوا يُقدرونَ مَعنْىَ الَأُمومَة ,
وَ إِنْمَا مُجردَ شُعورَهَا بِ قربِكَ مِنْهَا وَ عَدمُ إستياءكَ مِنْ وَضعِهَا سَ يَعودُ
حَتمَاً بِ شكلٍ إِيّجَابِيّ عَلَى صِحتِهَا , وَ سَ يُجدّدُ
بِ دَاخِلهَا الَأملُ .
بِ قلميّ أَنْا / مَلَائِكيّة الحَرّفْ
مواقع النشر (المفضلة)