من قال ان الجمال نعمه ....ان الجمال خراب ودمار....وانه مصيبه لكل فتاة جميلة....انه لعنه يبتلى الله بها عباده.
اني العن الجمال في كل مكان وفي كل زمان.
انت تقول الان اني مجنونه ....ولكني عاقله ومؤمنه بكل حرف اكتبه.....دعني اشرح لك الحكايه.
نشأت بين عائلة فقيرة بين اب طيب وام صالحة واخ يكبرني ب6 سنوات.....وكنت جميلة....جميلة جدا...بيضاء ذات شعر كستنائي متسرسل وعينين خضراوين.....وكنا نسكن في حي فقير يتلائم مع مرتب ابي الموظف في وزارة الصحة وكنت اجمل بنات الحي بل كانت امي تبخرني كل يوم خوفا من الحسد.....ومع بداية نضوجي بدأت المشاكل.
في سن 14 كنت اسير في الطريق تزفني التعليقات والمعاكسات والمداعبات الكبيرة والصغيرة . والشباب والكهول . الكل سواء في الغمزات واللمزات والكلمات ((الاباحية)). وكنت اصبر واصبر نفسي . وأقول هذه هي ضريبه الجمال..والحقيقة اني كنت اشعر بجمالي واتباهى به على سائر البنات في الحي.
وبلغت 16 وحدثت اولى مصائب التي اوقعني فيها جمالي.
كان امامنا اثنان من الشبان ....واحد في الثانويه العامة والاخر في احدى الكليات النظرية.
كان احدهما يمشي خلفي حتى يوصلني الى مدرستي في الصباح والاخر يعود خلفي اثناء عودتي....وكأنهما دورية قسماها بينهما. ذات يوم بينما كنت عائدة الى المنزل والمذكور من خلفي يتبعني كظلي..حتى وصلنا الى بداية الحي الذي اعيش فيه واذا به يسرع في خطواته حتى يصبح في محاذاتي ثم يبدأ يكلمني عن غرامه وهيامه وانشغاله في الليل والنهار.
لم اتكلم.... واصلت السير....وزدت من السرعه في خطواتي ....ولكن ذالك لم يوقفه...وفجاة واذا بي ارى صاحبنا قادما من بعد منطلقا كل السهم وقد رأنا حتى بلغنا واذا بمشاجرة وتقوم بينهما وتحولت الى معركة واصابات كان من نتائجها اصابة احد الطالبين بعاهه مستديرة في وجهه.
وانتقل الكل الى القسم......واصبحت فضيحة.
ولم نجد حل سوى ان ننتقل الى حي اخر.
وليقطع ابي دابر المشاكل منعني من المدرسة واقعدني في البيت واسوأ ما في الامر اني بدأت افقد اعز ما كنت اعتز به....ثقه ابي وامي واخي في سلوكي واخلاقي...فقد بدأ الجميع ينظرون الي نظرات مريبة من جانب عيونهم.
مرت على هذه الحادثة عدة اشهر......وذات يوم عاد اخي يتطاير الشر من عينه وقد سمع عني اخبار سيئة من زملائه ولا اعلم من اين اتت هذه الاخبار....وانتظر حتى عاد ابي من الوزارة ...واذا به يقص عليه القصة لا اول لها ولا اخر ولا اساس لها بصحه الكلام عني وعن صلتي بالشباب...ولما كان ابي يحبني جدا فقد ثار في وجهه....واذا بالاثنين بتبادلان الصياح بدأ اخي يبوح بما كتمه في صدره سنين طوال حتى فاض به الكيل.
حكى لنا كيف ان العيون كانت تلاحقة اينما سار والالسن تتهامس.....هوه هذا الشاب اخو البنت الجميلة.....البنت الكتكوته....ياحلاوة الكتاكيت الى اخره....
وينما كان يجلس كان الكل يتلفتون اليه وفي عيونهم السخريه.
هل تصدق ....لقد كنت وصمه له....بل ان جمالي كان وصمته لا يعرف كيف يتخلص منها.
وكان اعترافا هبط على هبوط الصاعقة فكتمت انفاسي ...ولم اعرف كيف ارد ولا كيف ادافع عن نفسي.
وتركنا اخي وسافر الى بلد اخر بحجة نقله....وانا اعلم تمام العلم انه تركنا برغبته ليهرب مني من اخته.
جاء اليوم الذي تتمناه كل فتاة ...خطبني طبيب لا يزال في اول الطريق والمستقبل مفتوح امامه.
وبعد ثلاث اشهر كنت له زوجة...وعشنا في بيت واحد في احدى الضواحي.
كنا نبني لانفسنا قصورا في الهواء...,امالا واحلاما.....كم ابنا كم بنتا سوف ننجب .واين سنقضي الصيف.واين سنسافر في الشتاء؟الى اخر تلك الامال الساذجة.
وكان يظن انه سيصبح اسعد زوج مع اجمل زوجة.
وكنا في بداية زواجنا نرتاد الاماكن العامة فتتجه الانظار كلها نحوي مبهوره بجمالي. ويسلط الرجال عيونهم على من رأسي الى قدمي.......وكان زوجي يبدو سعيدا فخورا...يتباهى بذالك امام اصدقائه...فله زوجة اجمل من زوجاتهم جميعا...وكانوا هم يقولون ذالك ايظا.
ولكن....مع مرور الوقت.....بدأ...يتغير....بدأ يقلل من خروجنا الى الاماكن العامة...,لم اعترض....بدأيحدد مرات خروجي من المنزل.....ولم اعترض.
وبدأ في كل مرة اخرج يطلب مني خط سيري بالظبط... ثم تقريرا مفصلا عمن قابلت ومن كلمت الى اخر هذه التصرفات الصبيانيه التي تميلها الغيره.
وكنت اعذره في موقفه واعطف عليه....واقارنه بأخي الذي لم يحتمل ان يعاشرني كأخت...فما بال الزوجة.
احتملت هذه المعاملة سنين الا انه زاد فيها وبدأ يستعمل القسوة والضرب احيانا.
ولكني اراه في قرارة نفسه يتألم طوال الوقت.
الى ان جاء ذات يوم مبكرا على غير عادته....وكان يبدوا غير طبيعي....وكنت اعلم ان في الامر شيئا وكنت على حق ....فما لبت ان انفجر......واذا بي ارى صورة اخي فيه عينه .
نعم.....هو الاخر فاض به الكيل.....زملاؤه في العمل يتهامسون حينما يرونه وينظرون اليه تلك النظرات الغامضة الساخره.
وهو يعيش في غيره وشك قاتل يشغله عن عمله وعن عيادته ويبلبل ذهنه طول الوقت....النظرات الشهوانيه التي يصوبها الرجال نحوي تفقده عقله....حياته تحولت الى جحيم لا يطاق....انه يتصورني على الدوام في مواقف خيانات زوجية.
ولم يستطيع ان يستمر......طلقني بعد مشاجرات متصله...وانهيارات عصبيه...ونجى بنفسه قبل ان يدخل مستشفى المجانين...وعدت الى منزل امي.وكانت قد تزوجت برجل اخر بعد وفاة والدي.
وبالرغم من تظاهرها بالفرحه لرؤيتي ....وكلماتها الطيبه بمواساتي....فقد كنت ارى كل المظاهر الحزن والحسره باديه في عينها فهي لم تكن تتصور ان ابنتها الجميلة التي يحسدها الناس قد انتهت الى هذه الحال من التعاسه.
على اي حال....عشت مع والدتي..وكان زوجها رجلا يتظاهر بالطيبه...وما لبث بدأ يظهر على حقيقته....بدأ يغازلني ويطاردني....واحتملت وصبرت صبر ايوب.....حتى ضبطته امي مرة وهو يحاول تقبيلي عنوة....وكانت النهايه بالنسبه لزواجها...فقد تركت المنزل وذهبت الى شقيقتها في احدى البلاد.
واتجهت انا الى عمي...ومكثت عنده الى يومنا هذا.
والدور الان على عمي المسكين الذي اعيش معه ليبتلي بمصائب جمالي.
تقدم لي حتى الان ثلاث عرسان يطلبون يدي ورفضتهم جميعا دون ابداء السبب.
ولعلك تعرف الان سبب الرفض.
فكرت في مشاكلي التي لا حل لها.
فكرت في الانتحار لاستريح ....واريح الناس.
فكرت في تشويه جمالي لاتخلص من اللعنه التي تطاردني.
ماذا افعل............ صدقني.......... انا معذبه
القصة منقوله و اتمنى ردودكم و تفاعلكم معاها
مواقع النشر (المفضلة)