السلام عليكم ورحمة الله*وبركاته
أثار احتمال عرض فيلم "آلام المسيح" للمخرج الأسترالي ميل جيبسون في الكويت جدلا بين الغالبية السنية -التي ترفض ذلك- والأقلية الشيعية المؤيدة لعرض الفيلم، بالرغم من أن السلطات الكويتية لم تعلن حتى الآن موقفها حيال الفيلم، في الوقت الذي رفضت فيه محكمة باريسية طلبا ليهود بمنع عرض الفيلم في فرنسا بدءا من الأربعاء 31-3-2004.
وأصدر عميد الكلية الإسلامية محمد الطبطبائي الإثنين 29-3-2004 فتوى يؤكد فيها أن الفيلم "مضاد للإسلام" وانتقد بصورة خاصة تجسيده للمسيح.
ودعا الطبطبائي إلى حظر عرض الفيلم في كافة البلدان الإسلامية، معتبرا أن "كل مسلم شاهد الفيلم ارتكب خطيئة".
الشيعة: فرصة لـ"فضح" اليهود
غير أن المرجع الشيعي آية الله محمد باقر المهري قال: إنه لا يرى ضررا في عرض الفيلم، داعيا السلطات إلى السماح بعرضه في الكويت.
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنها فرصة جيدة لفضح الجرائم التي ارتكبها اليهود بحق المسيح والعديد من الأنبياء الآخرين". وأضاف: "نحن نحترم الديانة اليهودية ونعتقد بسيدنا عيسى وموسى مثلما نعتقد بسيدنا محمد" صلى الله عليه وسلم. وتابع: "نحن نفرق بين اليهود والصهاينة".
ولم تتخذ الكويت -حيث تخضع كل المصنفات الفنية لرقابة وزارة الإعلام- حتى الآن قرارا بشأن عرض فيلم "آلام المسيح".
وأجيز عرض الفيلم بدول عربية أخرى مثل الإمارات وقطر ومصر ولبنان.
لم تشتر الشركة الوطنية للسينما (قطاع عام) التي تحتكر كافة قاعات السينما في الكويت حتى الآن الفيلم في انتظار قرار وزارة الإعلام، على ما يبدو.
لا يزال "آلام المسيح" يلقى إقبالا كبيرا في الولايات المتحدة. وذلك بعد 3 أسابيع من بدء عرضه حيث حقق إيرادات تتجاوز 300 مليون دولار في الولايات المتحدة. وبلغت تكلفة الفيلم 25 مليون دولار.
ويصور "آلام المسيح" الاثنتي عشرة ساعة التي عاشها السيد المسيح على الأرض قبل صلبه، حسب المعتقدات المسيحية، معتمدا على إنجيل "متَّى".
ويؤمن المسلمون بأن المسيح لم يصلب ولم يقتل؛ استنادًا لقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" [النساء: 157].
وقد توفيت امرأة تبلغ من العمر 56 عاما من جراء إصابتها بأزمة قلبية في ويتشيتا بولاية كانساس الأمريكية الشهر الماضي أثناء مشاهدتها مشهد الصلب في الفيلم. ولم تكن هذه الأمريكية هي الضحية الوحيدة، إذ إن قسا برازيليا توفي أيضا بعد إصابته بأزمة قلبية أثناء مشاهدة الفيلم.
رفض طلب يهود بفرنسا
على صعيد ذي صلة، رفضت محكمة باريس الإثنين 29-3-2004 طلبا لمنع عرض فيلم المخرج الأسترالي ميل جيبسون "آلام المسيح"، باعتبار أن الحجج الواردة في الشكوى -التي رفعها 3 يهود يعتبرون الفيلم عملا "معاديا للسامية"- غير مثبتة.
وقد وصف 3 أشقاء يهود فيلم جيبسون بأنه "معاد للسامية" و"يحرض على الكراهية لأنه يتضمن عرضا خاطئا للكتاب المقدس عبر تقديم اليهود كقتلة للمسيح، وهو ما يعتبر سبب الاضطهادات التي تعرض لها اليهود".
وأكدت قاضية الأمور المستعجلة فلورنس لاجيمي "أن اعتبار موت المسيح الدافع الرئيسي لمعاداة السامية التي أدت إلى اضطهادات ارتكبت عبر العصور ضد اليهود هو نتيجة نظرة ضيقة، بل وساذجة، إلى فيلم ميل جيبسون".
وأوضحت "أن الفيلم المثير للجدل لا يمكن اعتباره محرضا للكراهية والعنف ضد الأشخاص الذين ينتمون إلى الديانة اليهودية، أو أنه يمس بكرامتهم وأمنهم. كما لا يبدو أنه كان هناك تلاعب فاضح في نصوص الكتاب المقدس، أو أن الفيلم صنع بهدف أكيد للإساءة إلى هذه الطائفة".. وأكد الأشقاء الثلاثة أنهم سيقدمون طعنا بالقرار.
وسيعرض فيلم آلام المسيح بدءا من بعد غد الأربعاء 31-3-2004 في أكثر من 520 صالة سينما في فرنسا.
وتعرض الفيلم لانتقادات واسعة من جانب عدد من المنظمات اليهودية الدولية وزعماء اليهود.
واعتبرت اللجنة اليهودية الأمريكية يوم 12-2-2004 أن الفيلم "معاد للسامية"، ورأت فيه "تراجعا مقلقا عن التقدم النوعي الذي أحرز في العلاقات بين اليهود والمسيحيين خلال 40 عاما مضت".
ودافع ميل جيبسون مخرج "آلام المسيح" عن نفسه ضد تهمة معاداة السامية عندما قال يوم 16-2-2004: "إن معاداة السامية مخالفة لمعتقداتي الإيمانية، وتعد خطيئة..."، معتبرا أنه عرض في الفيلم رؤيته للساعات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياة المسيح، طبقاً لرواية الإنجيل".
ويلعب دور المسيح -عليه السلام- في الفيلم الممثل "جيم كافيزايل"، فيما تلعب الممثلة الإيطالية "مونيكا بالوتشي" دور السيدة مريم، أما الحوار فيدور باللغات: اللاتينية والعبرية والآرامية مع ترجمة بالإنجليزية.
م ن ق و ل
مع أرق التحيات مني وأعطرها غلافها الود
أخـــتـــكــــمــــ يــــقـــيـــن
مواقع النشر (المفضلة)