[align=right]أقصوصتان
بقلم : نزار ب. الزين*[/align]
[align=center]-1-
إنهم يقتتلون [/align]
[align=right]في أعلى شجرة الزيتون المعمرة ، نصبت الحمامة البيضاء عشها الجديد بمساعدة وليفها فبديا متقدان نشاطا و حيوية ، رغم سنين العمر التي بدأت تحفر أخاديدها العميقة فوق وجهيهما معا .
قال لها و هو يركب قطعة طويلة من القش في موضعها لتقوية العش :
- قد تكون هذه آخر طلعة لي ، فقد بدؤوا يقتتلون من جديد ....
أجابته و قد استبد بها الحزن و الغضب معا :
- يقتتلون فيما بينهم و عدوهم متربص بهم ؟؟! يا للعار ؛ مؤكد فقدوا عقولهم !
أجابها بصوت أشد حزنا :
- إنها الفئوية التي أبتلي بها بني يعرب ، فأسدلت الغشاوة على بصائرهم ! ... [/align]
[align=center]*****
-2-
داحس و الغبراء [/align]
[align=right]صمتت الحمامة البيضاء طويلا و هي تفكر قبل أن تخاطب وليفها قائلة :
- أنا أعلم أنك مُتعبت ، و لكن لي عندك رجاء أخير ، أن تجمع لي أولادي و أحفادي و أولاد أحفادي فلي معهم كلام كثير ...
بدت كشجرة مثمرة أبدلت زيتونها بعشرات الثمار الكبيرة ، و قفت الحمامة البيضاء على حافة عشها و بدأت توجه لأفراد عائلتها الكبيرة خطابها :
- بنو يعرب - الذين كتب علينا أن نجاورهم - يا أحبائي ، ابتلاهم شيطان المجد بالفئوية ، حدثني جدي عن جده عن جد جده حتى الجد المليون ، أن قبيلتين منهم تحاربتا سنين طويلة بسبب فَرَسَيْ سباق ، فقد حكمت لجنة التحكيم لصالح إحداهما ، فأبدت الأخرى اعتراضها متهمة لجنة التحكيم بالإنحياز ، فاشتعلت الحرب بين القبيلتين وسميت تلك الحرب في كتب تاريخهم : " حرب داحس و الغبراء " التي ذهب ضحيتها العشرات بلا مبرر..و هاهم يعيدون كتابة تاريخهم بدماء زينة شبانهم ..
أوصيكم يا أولادي و يا أحفادي و يا أولاد أحفادي ، ألا تشتركوا في حزب ، أو تتعصبوا لحزب ، و لتكن مصلحة بني جلدتكم ، و وطنكم ، و أشجاركم ، و أعشاشكم ، و مائكم ؛ فوق كل مصلحة أخرى بما فيها أشخاصكم ، و لتعلموا ألا عدو لكم غير الصقور و النسور .
أبنائي .. أحفادي .. عندما تستمعون لإطلاق الرصاص ، ابتعدوا و اختبؤوا بين الأغصان ، و اضرعوا إلى الله أن يزيل الغشاوة عن بصائر بني يعرب .
[align=left] [/align[size=3[align=right]
]]===================================
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو جمعية إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
البريد : nizarzain@adelphia.net[/size]
الموقع : www.FreeArabi.com[/align][/align]
مواقع النشر (المفضلة)