طوال سنين طفولتها وشبابها كانت سنثيا دويلي تتمنى أن يكون لها ابنان على الأقل. إلا انها عانت فيما بعد من مشاكل في الخصوبة بددت حلمها وإن كانت قد نجحت في إنجاب طفلة واحدة سمتها هناه روز.
وبعد مرور فترة من الزمن تطلقت سنثيا من زوجها الأول وتزوجت برجل يدعى غارث وكادت تقطع الأمل في إمكانية إنجابها لطفل آخر فيما بعد. ثم حصل لها ما جعلها تفقد كل آمالها في الإنجاب.
فقد أظهرت نتيجة مسحة لرحمها وجود زيادة في إنتاج الخلايا مما يعني أن سنثيا التي تبلغ من العمر 31عاماً مهددة بالإصابة بالسرطان إن لم تجر عملية استئصال للرحم.
وللتسرية عنها قامت الأسرة برحلة من ميريت آيسلند حيث يقطنون إلى منتجع للتزلج في نورث كارولاينا.
وأثناء التزلج كانت سنثيا تهبط من تلة صغيرة لتصطدم بكومة من الجليد على المنزلق لتصرخ طالبة النجدة قبل أن تفقد الوعي.
بعد نقلها إلى المستشفى وإجراء أشعة على قدميها قال الأطباء إنها أصيبت بكسر مضاعف في ساقها اليسرى.
وتقرر إجراء عملية لسنثيا إلا أن الجراح الخبير بمثل هذه العملية المعقدة لم يكن متواجداً فكان عليها انتظاره لعدة أيام والاعتماد على حقن المورفين لتخفيف الألم.
وصل الجراح وبدأت الممرضات بتحضير سنثيا للعملية إلا انها استوقفتهم قبل أن يضعوا لها قناع التخدير متسائلة "ماذا لو كنت حاملاً؟". وبالطبع فإن المستشفى كان قد أجرى لها فحصاً للحمل بمجرد دخولها إليه لإجراء عملية الساق إلا انها أصرت على إجراء الفحص مرة أخرى وقبل إجراء العملية.
وتفاجأ الجميع بأن سنثيا كانت حاملاً بالفعل وطفرت عيناها بدموع الفرح أول الأمر إلا انها ما لبثت أن شعرت بالخوف. فإجراء عملية لها يعني أن تخضع لتخدير كامل مما سيؤدي إلى فقدانها للجنين خلال العملية. ومن جهة أخرى فقد أخبرها الطبيب أن عدم إجرائها لعملية الساق قد يؤدي إلى التئام الكسر بشكل خاطئ مما سيحرمها من السير بشكل طبيعي طوال حياتها. إلا أن قلبها لن يسمح لها بتعريض حياة الجنين المنتظر للخطر. خصوصاً انها مقبلة على إجراء عملية لاستئصال الرحم مما يعني أن هذه هي فرصتها الوحيدة لإنجاب طفل آخر.
وأعلنت سنثيا انها لن تجري العملية. وقرنت قولها بالفعل وغادرت المستشفى إلى منزلها لتبدأ معاناتها الحقيقية مع ألم ساقها المكسورة. ذلك الألم الذي لم ينقطع في أية لحظة عطفاً على رفضها لتعاطي المسكنات خوفاً منها على صحة الجنين.
وكانت سنثيا تعانق ابنتها الوحيدة هناه روز وتشعر من أعماقها بروعة الأطفال فتزداد إصراراً على تحمل الآلام.
أما زوجها غارث فتعين عليه حملها إلى السيارة عند كل موعد لمراجعة الطبيب المشرف على الحمل.
وفي كل مرة تشاهد سنثيا فيها الصور ما فوق الصوتية للجنين كانت عزيمتها تشتد وتصر على المضي قدماً في حربها الشجاعة ضد الألم وصعوبة الحركة والخوف والقلق.
وبكت سنثيا على ذراع زوجها لليالٍ عديدة من الألم وهي تمني النفس بنهاية سعيدة حتى كان اليوم الذي شعرت فيه بألم مختلف - بل ومرحب به جداً - إنه ألم المخاض. "لقد فعلتها" هذا ما قاله لها غارث بعد أن رأى ابنه الجميل الذي يتمتع بصحة تامة. يبلغ هايدن من العمر اليوم 3سنوات. وهو موفور العافية وساق والدته قد شفيت حتى انها تستطيع الإمساك به أثناء اللعب.
تقول سنثيا "ولدي هذا معجزة حقيقية وأنا أحبه ومستعدة للمرور بكل ذلك الألم من جديد لو استدعاني الأمر".
مواقع النشر (المفضلة)