صدرهاعروق ساقطة يداها خشبيتا الملمس صوتها فيه حنق من اجل لاشى الكلمات تخرج من شغتين تنفرجان عن اسنان محتلفة الالوان لها سنان من دهب وبقية الاسنان من عاج التصقت ضامرة عيناها مفتوحتان تنظر الى مجهول سوادهما يلتصق بالركنين تجاعيد الجبهة غطاها منديل اسود ينزل حتى يلامس حاجبين تلاشيا فلم يبق مكانهما غير مسربين صغيرين يسح فيهما العرق
ادناها تسمعان صوته صوته خفيض كانه يخاف الخروج من حلقه
يا حاجةالحمد لله على سلامتك
انتظر منها كامة ولكنها صمتت للحظة حتى بلعت ريقها ثم قالت
الله يسلمك يا ولدى
وانتظرت بعد دلك منه كلمة وانتظر هو ان تزيد كلمة وكان الزمن رحلة طويلة هى لاتدرك اكتر من ان الزمن خطوة قصيرة.... خطاها هوا اما هى فما زالت فى مكانها تنتظر خاف من السكوت اما هى فقد انتظرت الكلام
من زمان يا حاجة من سنين
وهزت راسها فما زالت عيناها تلامسان المجهول فى غباء
واعادهو كلماته
من سنين يا عمتى من زمان
ودار لسانها خلف اسنانها العاجية وسنتى الدهب
ايه يا ولدى ماشاء الله بديت راجل انت توا راجل كبرت والكبير الله
وضغط بيده على حافة المقعد نظر الى قدميها كانتا معروقتين وبقايا سمنة تنزل على الكعبين والتواء الساقين يجعل منهما دائرة منبعجة ظفر ابهامها ميت فى اللحم وبقية الاصابع ملتوية قصيرة عروق ناتئة تجعل لقدميها دلالة الحياة وقال
كيف حالك يا حاجة ان شاء الله حالك باهى
قالت
الحمد لله فى خير من ربى وصحتى الحمدلله فضل من ربى
التصق سواد عينيها بالركنين وامتلا فمها بالريق
قالت
وقت ... انت ....راجل ...راجل صحتك زى الحديد ما شاء الله عليك
قال
الحمد لله
التصقت نظراتها بشفتيه..ثم قالت
انت ما تسالش من يوم ما سافرت ما سالتش بكلمة
قال
والله يا عمتى
ثم سكت فقالت
حتى وريقة تبعتها مع اى حد تسال فيها عليا ان ما نعرفش نقرا لكن فى من يقرالى
قال
والله يا عمتى
فقاطعته قائلة
بتقول نشغول وانك ديمة تسال عليا فى كل من تشوفه من اقاربى
قال
والله يا عمتى
خلرج لسانها لتمسح به رذاذ ريقها وقد تناثر على شفتيها ولم تسكت
نسيتنى نسيتنى ......... انتم هكا يا رجالة يكبر الواحد منكم ومعادش يتفكر ........زاما حنى النساوين ...........ز نقعدو نتفكرو طول عمرنا
كانت فى دهنه كلمةيريد ان يقطع بها حديثها ولكنه لم يقلها فقد استمرت فى حديتها المتقطع رغم انها لم تر منه استعداد لتقبله
ديمة هكا نربيكم ونكبركم ونخاف عليكم ونشوفوكم تكبرو قدام عيونا وبعدين تمشو وما تخلو شى
وياريتكم تتفكرو .......... قولى تفكرتنى بحاجة وانت جاى
ليس عنده ما يقوله لقد كان حلقها مملوءا بغصة خاف ان تنطلق كانت الكلمات قد تلاشت من فمها وبقى فمها مملوءا بالريق اسودت عروق جفنيها وازداد التصاق سواد عينيها بالركنين
وبان بياض العينين محمرا قليلا
جرت حبتان من العرق على الجبهة وتحرك ابهاما قدميها ثم تحركت القدمان لو يرد ان يقول شيئا وبحت فى دهنه عن دكريات يحكيها فلم يجد خانته داكرته
حاول ان يتدكر شيئا من طفولته ينقده
كد وتعب دهنه ولم يفلح فى تدكر شى
ثم طرق بيده عدة طرقات على حافة المقعد ونظر الى ركنى عينيها كانت هناك دمعتان محتبستان حاول ان يتشفع بروحها قائلا
من يقدر ينساك يا عمتى
لم تقل كلمة فقد نكست راسها فقال متقربا
انت ..انت..والله العظيم يا ععمتى انت زى امى ..انت امى
رفعت وجهها كانت دمعة واحدة قد انفلتت وانفرجت تجعيدتان فى الجبهة وقالت
انت ولدى... ديمة نقولهم انت ولدى ............صح ما جبتش صغار لا ولاد ولا بنات لكن انت ولدى
كانما ارادت ان تضمه تلك اللحطة لكنها تراجعت وامسكت بمنديل مختلط الالوان لتمسح به الدمعة السائلة
انت نستنى الله يسامحك ولكن انا ديمة نتفكر فيك , ديمة نقولهم كيف كنت تتكلم وشنو كنت ادير ونحكيلهم فى كل شى عليك وديمة نسال,,, ما سالش عليا ؟ كانو يقولو لا..نقول :كيف ما سالش عليا؟
كانت الدمعة الاخرى تريد ان تنفلت فقال
والله يا عمتى
فقاطعته
اسكت ما تكدبش
فقال والله ما نكدب يا عمتى
سكتت تنتظر الكلمات وسكت هو معتقدا بانها ستقاطعه من جديد
ثم قال
قلبى ديمة يسال عليك
قالت
قلبك نعرف ان قلبك ما ينساش لكن ما سالتش عليا قدام الناس
قال
وشنو فايدة السوال
قالت وقد انطلقت الدمعة
يكفى انهم يقولو انك تسال عليا..شنو تحسابنى نبى حاجة ..ما جى حد وقال انك سالت عليا
انتفض صدرها وامتلأت عيناها بالدموع ثم سالت قطرات من العرق على جبهتها واختلط امامه سواد المنديل الدى تربطه على راسها بسواد عينيها.
تماسك وقد رجع به الزمن الى خمس عشر سنة مضت كانت قبلها هده التجاعيد غير موجود وكان سواد العينين فى وسطهما وكان الحاجبان بارزين كان المنديل بنفسجى كانت السساقان ممتلئتين ولم يكن دلك الظفر غائرا فى لحم الاصبع كان الصدر متهدلا فى تماسك كان الصوت مرتفعا عنيدا يقطر بالمحبة والرخاء يومها ضمته باعزاز قائلة:
انت ولدى وما تنساش امك
ارتعش وقد هزته نهنهات خافتة والتصقت نظراته بالصدر المنسدل العروق وخرقت ادنيه كلمات واهية ولكنها تقيلة كانت شفتاها قد ازدادت جفافا وقالت نائحة :
مكتوب علينا ما يسالوش علينا الرجالة لما يكبرو
ولم يقل كلمة نكس راسه ولم ينظر الى وجهها ولم تقل هى كلمة بعد دلك كان الهواء فى الغرفة ثقيلا يتنفسانه فى صعوبة
ثم قرر ان يضيف جملة وقال
سامحينى يا عمتى
ولم ترد هى عليه
ارجو ان تنال اعجابكم كتبت خصيصا لكم من النار الليبى ارجو ان لا تستعصى عليكم بعض الكلمات من اللجهة اللليبية
قراتسى
مواقع النشر (المفضلة)