مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: انوار قرآنية للكشف عن بذور النفاق

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    53
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي انوار قرآنية للكشف عن بذور النفاق

    [frame="7 80"][align=center]من خصائص القرآن الكريم انه يضرب للناس الامثال لعلهم يتفكرون في واقعهم ويعتبرون بمصير الغابرين، وبالتالي يفقهون حقائق الامور.. حتى لا تفوتهم فرصة الهداية ولا يغيب عنهم نور الحق.
    ومن تلك الامثال ما ذكره لنا القرآن الكريم عن طائفة من الناس يتيهون في الصحراء، واذا بالظلمات تلّفهم والوحشة تهز أعماقهم، فنراهم يفتشون عن جذوة نار، وعندما يوقدون النار، واذا بريح صرصر تهب عليها فتخمدها، فلا يعودوا يمتلكوا ضياءا ولا دفئا، كما ذكر ذلك ربنا عز وجل في قوله (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون* صم بكم عمي فهم لا يرجعون* او كصيّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين* يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير) البقرة / 17ـ 20.
    ترى ما هي العلاقة بين هذا المثل وبين المنافق؟
    ان الحياة صحراء، والشهوات في هذه الحياة ظلام، واليأس والتردد والقلق هو بمثابة البرد في الصحراء، والايمان هو نار ونور، ففيه دفء النار وضياء النور، وهذا الايمان يتقد لهم، والله سبحانه وتعالى ينزله عليهم، والبعض من المنافقين، بل جميع المنافقين الا من شذ وندر، تتنور في لحظة طيبة من لحظات حياتهم ـ قلوبهم بضياء الايمان وتستنير انفسهم بدفئه، ولكن لا تلبث الشهوات وحجب الكفر والعناد والاستكبار ان تطفىء في قلوبهم ضياء الايمان، فلا يعودون يمتلكون ايمانا ولا دفئاً ولا نورا.
    والقرآن الكريم لا يقول مثلهم كمثل الذين استوقدوا نار بصيغة الجمع، بل يقول :(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا)، لأن المنافق يعيش فردا حتى وان كان يعيش ضمن فئة، والانسان عندما يكون على شكل جماعة في الصحراء، فإن بعض هذه الجماعة سيؤنس البعض الآخر، أما إذا كان فردا في صحراء موحشة وفي ظلمات بعضها فوق بعض وكان محتاجاً الى دفء، فإنه سوف يحاول بمفرده ان يحصل على قبس من نار، ولكن هذا القبس ما يلبث ان يخمد ويذهب بأمله.
    وهؤلاء المنافقين عندما يذهب الله تعالى بنورهم، أي يذهب بنور الايمان من قلوبهم، فإنه يتركهم في ظلمات لا يبصرون، والظلمات ما هي الا شهوات الانسان وذنوبه وحجب الكبرياء والغرور وسائر امراض القلب، وهي ظلمات بعضها فوق بعض.
    وقد كان الامل الوحيد لهذا الانسان في التخلص من الظلمات هو الله سبحانه وتعالى، ولكنه تركه جزاء نفاقه، وقد جاء في الحديث عن الامام الرضا عليه السلام : "ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك"، والقرآن الكريم عندما يقول ان الله تركهم في ظلمات لا يبصرون، فإن ذلك لا يعني ان هؤلاء كانوا بأيدي الله ثم تركهم ونبذهم، بل ان معنى الترك في هذه الاية : إن الله عز وجل منع التوفيق عنهم.
    فلو أنه تبارك وتعالى ذهب بالشمس، فهل هناك من يأتي بشمس مثلها؟ وهكذا الحال بالنسبة الى نور الايمان.
    ثم يقول عز وجل ذاكراً حالة اخرى من حالاتهم : (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)، فهناك اذان تسمع، لكن بثقل. ولكن اذا كانت الاذن منعدمة السماع كالانسان الذي يولد اصما، فأن هذه الحالة تسمى بـ (الصمم).
    والملاحظ في هذا المجال ان السمع جاء في القرآن الكريم مفرداً في اكثر الاحيان، في حين ان البصر جاء بصورة جمع، والسبب في ذلك ان السمع اقرب الى العقل من البصر، كما إنه اقرب الى الامور المجردة من البصر، فالبصر يرى اشياء يحدد مسافاتها وابعادها والوانها المختلفة، ولكن السمع يأخذ عادة التجارب ملخصة وموجزة وبشكل كلي ومطلق، ولذلك فإن السمع يعتبر اداة الحضارة، لأن الانسان يستطيع ان ينتفع من تجارب الاولين من خلال سمعه، وحتى القراءة فإن الانسان لا يمكن ان يعلمها الابالسمع.
    وهكذا فإن السمع الذي هو بمثابة الاداة الناقلة للتجارب، هو اصم بالنسبة الى اولئك المنافقين، اي انهم لا يستفيدون من تجارب الاخرين وافكارهم.
    فقد تجلس لساعات مع شخص وتقدم إليه النصائح ولكنه لا يسمعك بوعي، في حين ان هناك اذاناً تعي وتستوعب وصفها الله سبحانه وتعالى في قوله (وتعيها اذن واعية) الحاقة /12، واذا لم تكن هذه الاذن تسمع بوعي وتستوعب النصائح والارشادات والانذارات، فإنها ستكون صماء ولا تسمع اساساً.
    وربما يزعم البعض ان المنافقين هم فقط اولئك الذين حاربوا الامام علي (عليه السلام) كالقاسطين والناكثين والمارقين، صحيح انهم كانوا نماذج واضحة للمنافقين، ولكننا نحن ايضا قد نتورط في النفاق.
    فعندما نستمع الى آيات الذكر الحكيم، فلا بد من ان نضع امامنا هذا الاحتمال، وهو ان يكون الواحد منا تنطبق عليه هذه الاية في يوم من الايام.
    والله سبحانه وتعالى يضرب لنا الامثال لكي لا يصبح الواحد منا منافقاُ، وهناك ـ بالاضافة الى المثل السابق ـ مثل آخر يذكره تعالى في قوله (او كصيّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين* يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير).
    وباعتبارنا بعيدين عن الزراعة ولا نعرف اهمية المطر، إلا أن المزارع يفهم هذه الحقيقة وهي ان كل زخة مطر تحمل معها بركات السماء، والمزارع عندما يحرث الارض ويبذر البذور ويتعب نفسه في إصلاح الارض وتسويتها والبحث عن السماد، فإنه يفعل كل ذلك ثم يجلس وهو يرقب السماء حتى تجود بمطرها، فإذا راى أن وابلا من المطر نزل على ارضه فإنه يطير فرحاً ولا تسعه الارض من السرور.
    ولذلك يضرب الله تعالى لنا مثلا بالصيّب من السماء، أي المطر الشديد، ولكن المطر قد لا ينزل بالبركات، بل قد يكون معه الخوف، فقد يقترن المطر بالرعد والبرق الظلمات، ولذلك فأن اولئك الذين يسكنون في بيوت من طين يحتملون في كل لحظة ان ينهار السقف عليهم، ولذلك فإنهم يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذرا من الموت.
    وهكذا يضرب لنا القرآن الكريم مثلين، المثل الاول يتجسد في الانسان الذي يعيش في الصحراء وتحيط به ظلمات السحب والرعد والبرق وشدة الصوت، فلا ينقذه في تلك اللحظة سوى الله سبحانه وتعالى، والكافر الذي يزعم أنه خارج عن اطار ارادة الله جل جلاله وخارج عن سلطانه، ألا يفكر بمن ينقذه في مثل هذه اللحظات.
    والمثال الثاني حول المنافقين الذين يقول القرآن عنهم: (يكاد البرق يخطف ابصارهم) من شدة البرق الذي يمكن ان يذهب بأبصارهم (كلما اضاء لهم مشوا فيه) لأنهم في ظلمات وفي صحراء لا يملكون نوراً، ولذلك فإنهم يحاولون ان يستضيئوا بنور البرق (واذا أظلم عليهم قاموا) فعندما يخطف البرق ابصارهم فإنهم يمشون، لأنه يضيء لهم الطريق واذا ذهب وقفوا،(ولوشاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير).
    ترى ما علاقة هذا المثل بالمنافقين؟
    إن هناك علاقتين هما :
    1ـ ان الله تبارك وتعالى يضيء للمنافق، أي يعطيه الضوء، وهذا الضوء يتمثل في القرآن الكريم وفي الرسول الامين والائمة الهداة الميامين، ولكن المنافق لا يستفيد من هذا الضوء، في حين إن المؤمن اذا اضاءت الرسالة الالهية له طريقه، فإنه يستمر بالسير في طريقه هذا حتى يصل الى غايته.
    2ـ ان باب الله تعالى الذي جاء بالصيّب من السماء والذي يأتي بالبرق منها، هو الذي يأتي بالرسالة من السماء ايضا، فكيف يستضيء الانسان بنور الشمس ولا يستضيء بنور الرسالة، في حين ان الرسالة اشد ضياءا من الشمس واكثر دفئاً، ولذلك يقول تعالى : (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير).
    ترى ما هي مشكلة المنافقين مع الايمان، وما الذي يمنع الانسان من الدخول في رحاب الايمان؟
    هذه التساؤلات يجيب عنها القرآن الكريم في الاية التالية (ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) البقرة/21، فالانسان قد يزعم ان العامل الذي أوجده هو أبوه وجده، وهذا ما يجعل الانسان ينتمي الى ابائه اكثر مما ينتمي الى رسالات السماء، وحتى الدين يعتنقه الانسان، فإنه لا ياخذه من مصدر العقل، بل ان أباه كان منتمياً اليه.
    وعلى سبيل المثال فإن الانسان الذي يصوم شهر رمضان، ولكنه لا يجد خلال الصيام مانعا من أن يتكلم على الناس بالغيبة والتهمة والنميمة، وعندما ينتهي شهر رمضان يبيح لنفسه أن يمارس ويرتكب المحرمات ويؤجل الالتزام بالاحكام الى السنة القادمة، فإن مثل هذا الانسان لا يمكن ان تقبل منه عبادته، لأنه مبتلى بالنفاق.
    ترى لماذا هذه الممارسات المجزئة للدين؟ ولماذا هذه الاعمال الظاهرية الفارغة؟ ولماذا نجهل روح الدين؟
    السبب في ذلك اننا عندما اخذنا الدين فإننا لم نأخذه بعقل ولا برؤية واضحة، بل أخذناه بالتقليد، ومن الامور التي يجهلها البعض أن التقليد في اصول الدين حرام، فأنت يجوز لك ان تقلد في الصلاة والصيام والحج، واما في اصول الدين ووحدانية الله تعالى وفي رسالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وإمامة المعصومين وولايتهم فلا يجوز التقليد.
    صحيح اننا عرفنا الائمة عليهم السلام من خلال ابائنا، ولكن علينا في نفس الوقت ان نبحث عن احوال وسيرة وحياة هؤلاء الائمة، لا ان تكون تبعيتنا لهم تقليداً في تقليد، فعلى كل انسان مسلم عندما يبلغ الرشد أن يبحث في نفسه عن جوهر الدين ولبابه.
    والقرآن الكريم يريد ان يبيّن لنا ان تقليد الاباء لا يجوز من دون وعي وتمحيص، لأن الله تبارك وتعالى هو الذي خلقنا وخلق ابائنا، فهو الاصل اذن، ولذلك فإنه يذكّر بهذه الحقيقة قائلاً: (ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة/ 21، أي إن الذي خلقكم هو الذي خلق الاولين من ابائكم، فأنتم عندما تعبدون الله تعالى عبادة خالصة، فإن هذه العبادة تمثل بداية مسيرة التقوى، ومن اهم شروط التقوى ان نعرف الله ونعبده حق عبادته.
    [/align][/frame]

  2. #2

    ][ عــضــو الـتـمـيـز ][


    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    10,097
    معدل تقييم المستوى
    11

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    مشكور اخوي على الموضوع القيم

    جزاك الله كل خيررر


    جعله المولى في ميزان حسناتك

    بارك الله فيك

    تسلم و عساك على القوه

    تحيتي


    حنين الشوق

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    هنآاك ..
    المشاركات
    9,103
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء


    يعطيك العافية أخوي السواح المنتقم



    Wa Ďмťм Ŝālмiņ

المواضيع المتشابهه

  1. مكياج خبيره التجميل الكويتيه انوار النصار
    بواسطة ابعـاد الجفـا في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 27-02-2009, 10:21 PM
  2. خطوات مهمة للكشف عن البرامج غير المرغوب فيها
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-05-2007, 03:47 PM
  3. ''¨°°o°°¨]§[° المجامله...او النفاق°]§[¨°°o°°¨''
    بواسطة مياده في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 18-05-2006, 05:15 AM
  4. داء النفاق
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 04:57 PM
  5. من بذور الحكمة
    بواسطة فاطمة محمد حسين في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2006, 10:30 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •