هذه العبارة التي ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب تستغل وتؤخذ على غير مأخذها ويقصد بها معنى غير المعنى الظاهر منها من قبل المجتمع بصفة عامة والبيت والأسرة بصفة خاصة... ليحملوا الأم مالا تحتمله الجبال..
وكأن الأم وجدت لتكون كبش الفداء... وتتحمل عن الجميع الآلام والهموم لوحدها لماذا؟؟... لأنها الأم!!!
ولأنها هي الأم.. فيجب عليها أن تتحمل مسؤولية البيت والأسرة لوحدها ويجب عليها أن تتحمل عن الجميع نتيجة أخطائهم وتقصيرهم... لأنها الأم ولأنها الأم.... يفترض منها أن تقوم بأداء الواجبات الاجتماعية وصلة الأقارب عن الجميع!!!
ويجب عليها أن تقوم بدور الأب والأم والمعلمة والمربية والمشرفة والممرضة والسكرتيرة والزوجة في وقت واحد... لأنها الأم
ولأنها الأم... يجب عليها أن تقدر قيمة أي عمل يقوم به أي فرد من أفراد الأسرة أما هي فلا تنتظر تقديرا من أي أحد... لأنها أم!!!
ويجب عليها أن تتحمل سوء معاملة زوجها لها وتسلطة عليها وأن تصبر ولا تشتكي... لأنها أم ويجب أن تحافظ على كيان الأسرة ولو على حسابها
ولأنها الأم.... يجب أن تعطي الجميع من حبها وحنانها بدون أن تنتظر من أحد شيئا وأن تكون مثل الشجرة تعرض نفسها لأشعة الشمس الحارقة لتظلل من تحتها
ولأنها الأم... يجب أن تكون مثل الجبل يقف في وجه الريح ليحمي من خلفه وكالشمس يجب عليها أن تشرق كل يوم لتعطي الجميع من نورها ودفئها بدون كلل أو ملل....
ولأنها الأم... يجب عليها أن تكون شمعة تحترق لتضيء لغيرها
وأخيرا لأنها أم... يجب ألا تحزن من جحود أبنائها لها ونكرانهم لجميلها وتسامح... فهي أم!!!؟؟
أنا لا أنكر أن الله ورسوله قد أعطوا للأم من التكريم والأجر العظيم ما يهون عليها معاناتها....
ولولا أن الله قد جعل قوة المرأة تكمن في عاطفتها وجعل الحنان والرحمة والصبر والايثار في تكوين نفسية المرأة... لما استطاعت تحمل ما يواجهها من مصاعب وآلام في سبيل أداء دورها ورسالتها في بناء المجتمع.
ولكن أسأل..
هل أعطاها المجتمع ما تستحق من تكريم؟؟؟ وهل حفظ لها حقها المشروع في حياة كريمة تليق بمكانتها التي حباها بها الله ورسوله...؟؟؟
وأتساءل.. كيف كان رد الجميل لها من الأبناء؟؟؟
الجواب... هو ما نعيشه ونلمسه من واقع مر وما نشهد ونرى منه صورا اليمة ومحزنة في حياتنا لأنواع متعددة من عقوق وجحود من الأبناء واهمال وتجاهل من الأزواج.
ولاحول ولا قوة إلا بالله.
مواقع النشر (المفضلة)