قصيدة أراك عصي الدمع ( لابي فراس الحمداني )
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="groove,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أراك عصي الدمع شيمتك الصبـر=أما للهـوى نهـي عليك ولا أمـر
بلـى أنا مشتـاق وعندي لوعـة=ولكـن مثلـي لايـذاع له سـر
إذا الليل أضواني بسطت يد الـهوى=وأذللـت دمعا من خلائقـه الكبـر
تكاد تضـيء النـار بين جوانـحي=إذا هي أذكتهـا الصبـابة والفكـر
معللتـي بالوصل والـموت دونـه=إذا مـت ظمـآنا فلا نزل القطـر
حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا=وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر
ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحائـف=لأحرفهـا من كف كاتبهـا بشـر
بنفسـي من الغادين في الحي غـادة=هـواي لها ذنب وبـهجتها عـذر
تـروغ إلى الواشيـن في وإن لـي=لأذنا بـها عن كل واشيـة وقـر
بـدوت وأهلـي حاضرون لأننـي=أرى أن دارا لست من أهلها قفـر
وحاربت قومـي في هـواك وإنـهم=وإياي لولا حبك الـماء والـخمر
فان يك ماقال الوشـاة ولم يكـن=فقد يهدم الإيـمان ماشيد الكفـر
وفيـت وفي بعض الوفـاء مذلـة=لإنسـانة في الحي شيمتهـا الغـدر
وقـور وريعـان الصبا يستفـزها=فتـأرن أحيـانا كما أرن الـمهر
تسائلنـي من أنت وهـي عليمـة=وهل بفتـى مثلي على حاله نكـر
فقلت كما شاءت وشاء لها الـهوى=قتيـلك قالـت أيهـم فهم كثـر
فقلـت لهـا لو شئـت لم تتعنتـي=ولم تسألـي عني وعندك بي خبـر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنـا=فقلـت معاذ الله بل أنت لا الدهـر
وما كان للأحـزان لولاك مسـلك=إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر
وتـهلك بين الهزل والجد مهجـة=إذا ماعـداها البيـن عذبها الهجـر
فأيقنـت أن لاعز بعـدي لعاشـق=وأن يـدي مـما علقت به صفـر
وقلبـت أمري لا أرى لي راحـة=ذا البيـن أنسانـي ألح بي الهجـر
إفعدت إلى حكم الزمان وحكمهـا=لهـا الذنب لاتجزى به ولي العـذر
كأنـي أنادي دون ميثـاء ظبيـة=على شرف ظميـاء جللها الذعـر
تـجفل حينا ثـم ترنـو كأنـها=تنـادي طلا بالواد أعجزه الخضـر
فـلا تنكرينـي يا ابنة العـم إنـه=ليعـرف من أنكرته البدو والحضـر
ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر=إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر
وإنـي لـجـرار لكـل كتيبــة=معـودة أن لايـخل بـها النصـر
وإنـي لنـزال بكـل مـخوفـة=كثيـر إلى نزالهـا النظـر الشـزر
فأظمأ حتـى ترتوي البيض والقنـا=وأسغب حتـى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الـحي الخلوف بغـارة=ولا الجيش مالـم تأته قبلي النـذر
ويـارب دار لم تـخفنـي منيعـة=طلعـت عليها بالردى أنا والفجـر
وحـي رددت الخيل حتى ملكتـه=هزيـما وردتنـي البراقع والخمـر
وساحـبة الأذيـال نحوي لقيتهـا=فلم يلقها جافـي اللقاء ولا وعـر
وهبت لها ما حـازه الجيش كلـه=ورحت ولم يكشف لأبياتـها ستر
ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى=ولا بات يثنينـي عن الكرم الفقـر
وما حاجتي بالـمال أبغي وفـوره=إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى=ولا فرسـي مهـر ولا ربه غمـر
ولكن إذا حم القضاء على امـرئ=فليـس له بـر يقيـه ولا بـحر
وقال أصيحـابي الفرار أو الـردى=فقلت هـما أمران أحلاهـما مـر
ولكننـي أمضي لـما لايعيبنـي=وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر
يقولون لي بعت السـلامة بالردى=فقلـت أما والله مانالنـي خسـر
وهل يتجافى عني الـموت ساعـة=إذا ماتـجافى عني الأسر والضـر
هو الموت فاختر ماعلا لك ذكـره=فلم يمت الإنسان ماحيي الذكـر
ولا خيـر في دفع الردى بـمذلة=كما ردها يوما بسـوءته عمـرو
يـمنون أن خلـوا ثيابي وانـما=علي ثيـاب من دمائهـم حـمر
وقائم سيـف فيهم أندق نصلـه=وأعقاب رمح فيهم حطم الصـدر
سيذكـرني قومي إذا جد جدهـم=وفي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفـونه=وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مـت فالإنسان لابد ميـت=وإن طالت الأيام وانفسح العمـر
ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به=وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر
ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا=لنا الصدر دون العالـمين أو القبر
تـهون علينا في المعالي نفوسنـا=ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بنـي الدنيا وأعلى ذوي العلا=وأكرم من فوق التراب ولا فخـر[/poem]
تم النقل
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)