ما حكم إهانة الخدم أو ضربهم ؟
بالنسبة للخدم، وخاصة النساء، فالواجب الشرعي تجاههن أهم وأخطر، لأنهن ضعيفات، وحملهن الفقر على الغربة، فلا يجمع رب المنزل، أو ربة المنزل، عليهن إلى جانب ذلك ظلمهن وإهانتهن.
وينبغي أن نتذكر أن هؤلاء الخدم، أحرار مثلنا، لهم شخصيتهم وكرامتهم، والنفقة عليهم واجبة إلى جانب أجرتهم، وقد نص الفقهاء على أن نفقة الخادم تجب على مخدومه من طعام وسكن وكسوة، وينبغي أن يكون جنس طعام الخادم هو جنس طعام المخدوم، وكذلك كسوته، أو كسوتها صيفاً وشتاءً، ويلبسهم بما يليق بهم أو بهن. ولينظر كل رجل أو امرأة عنده خادم أو خادمة: هل يقوم بواجبه تجاههم؟ فهم ممن تحمّل رعايتهم والقيام بالتزاماتهم مقابل ما يقدمون له من خدمة في شؤونه وشؤون بيته وأبنائه وأهله، ولا يجوز أن ينتقص من أجرتهم التي تم الاتفاق عليها وجرى بها العرف.
وأما ضرب الخادم أو الخادمة، فإنه من كبائر الأمور التي ينبغي التنبه إليها مما قد تفعله بعض الأسر من إهانة الخادم أو ضربه، وهذا أمر خطير حذر منه النبي { أشد التحذير، وقد روى أبو علي سويد بن مقرن } قال: "لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن، ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا، فأمرنا رسول الله { أن نعتقها". رواه مسلم.
وعن أبي مسعود البدري } قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت رسول الله { من خلفي يقول: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام". فقلت: يارسول الله، هو حر لوجه الله. فقال: "أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار" رواه مسلم.
مواقع النشر (المفضلة)