مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تضامن المسلمين مفتاح نهوضهم

  1. #1
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    Thumbs Up تضامن المسلمين مفتاح نهوضهم

    لا يمكن للمجتمعات العربية والإسلامية أن تتقدم دون أن يكون هناك تضامن حقيقي بين دول العالم الإسلامي وشعوبه، فالمشكلة الحضارية مشكلة معقدة ولا تستطيع دولة واحدة أن تتكفل بحلها نيابة عن بقية دول العالم الإسلامي، وحل هذه المشكلة الحضارية في حاجة إلى وعي عام لدى المسلمين بالمشكلة وما لها من أبعاد مختلفة على المستويات المادية والروحية والعلمية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
    وهذا الوعي العام من شأنه أن يولد ثقافة جديدة لدى المسلمين هي ثقافة التغيير، تغيير الأفكار والأفهام والسلوك وإتاحة الفرصة أمام العقل الإنساني للقيام بدوره المنوط به في قيادة الأمة الإسلامية إلى بر الأمان، وهذا يعني البعد عن ثقافة الحفظ والتقليد السائدة التي تساعد على نشر الجهل والخرافات والشعوذات.
    وحيث إن يدا واحدة لا تستطيع أن تصفق وحدها فإن المسلمين في حاجة ماسة إلى التضامن والتعاون لإحداث هذا الوعي العام لدى جماهير الأمة لينطلق الجميع يدا واحدة للبناء في جميع المجالات.
    وهذا يتطلب من الأمة الإسلامية وقفة صادقة مع النفس ومواجهة جادة لعللها وأمراضها وإرادة صلبة للوقوف في وجه كل التحديات التي تعترض طريقها نحو قفزة حضارية مأمولة.
    لقد أكد ميثاق “منظمة المؤتمر الإسلامي” أهمية التضامن بين دول العالم الإسلامي، وجاء في مقدمة أهداف الميثاق الذي تمت الموافقة عليه في جدة في المحرم من عام 1392 ه الموافق مارس 1972م النص على تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء.
    وعلى الرغم من مرور خمسة وثلاثين عاما على ذلك فإن هذا التضامن المنشود لم يجد طريقه بعد بصورة ملموسة إلى الترجمة الحقيقية إلى أفعال على أرض الواقع.
    وإذا كان الكل يتفق على أن التضامن بصفة عامة أداة تقارب بين الشعوب والأديان فإن الأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة لنا نحن المسلمين هو تفعيل هذا التضامن ليكون بالفعل أداة تقارب بين الشعوب الإسلامية، حيث لا يزال على أحسن الفروض في مرتبة التعاطف النظري أو المشاركة الوجدانية الضعيفة التي لا ترقى إلى ما جاء في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، مثل قوله: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”، وقوله: “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”.
    ولاشك في أن غياب التضامن الحقيقي بين المسلمين يعد أحد أهم الأسباب الرئيسية لعدم استطاعتهم حتى الآن التكيف على نحو كافٍ مع العصر الحديث والدفاع عن مصالحهم بطريقة فعالة، وغني عن البيان أن نؤكد أن التضامن يعد بالنسبة للمسلمين شرطا لا غنى عنه للبقاء على قيد الحياة، ومن ناحية أخرى فإنهم إذا لم يستطيعوا أن يحققوا التضامن فيما بينهم فلن يكونوا قادرين على تحقيق التضامن مع الشعوب والأديان الأخرى، فمن المعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه.


    سفينة كونية

    لقد أصبح هذا العالم كما يقال باستمرار بمثابة قرية كونية، ومن هنا تواجهه مهمة صنع السلام عن طريق التضامن العالمي، وهذه الصورة عن القرية الكونية تصيب إلى حد كبير كبد الحقيقة.
    ولعل الوصف الأكثر ملاءمة للإنسانية اليوم هو أنها تمثل جماعة استقرت على ظهر سفينة كونية تبحر عبر الفضاء الكوني، ويتحتم عليها أن تتجنب حدوث أي خلل فيها بأي ثمن.
    وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث له هذا التصوير الرمزي الذي نستعيره هنا للموقف الراهن لعالم اليوم، لكي نؤكد من خلاله ضرورة التضامن العالمي بين الناس، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يرى أن القسم المتميز من مجتمع السفينة إذا لم يهتم بصورة كافية بالقسم الآخر المجرد من الامتيازات فإن هذا القسم الأخير سوف يتسبب إن عاجلاً أو آجلاً بقصد أو بغير قصد في إعطاب السفينة وبالتالي في هلاك الجميع.
    والواقع أن العالم اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مثل هذا التضامن الشامل لإقامة نظام راسخ لسلام عالمي.
    والعالم الإسلامي شأنه شأن بقية دول العالم شديد الاهتمام بطبيعة الحال بكل المحاولات الرامية لاستقرار سياسة العالم، وهذا الاستقرار لن يحدث في نهاية الأمر إلا من خلال جهود مشتركة لكل الشعوب عن طريق الحوار والتعاون فيما بينها وذلك لأن انفراد بعض الشعوب بالسيطرة والتحكم في مقدرات العالم يقود بالضرورة كما يعلم الجميع سواء أردنا أم لم نرد إلى الديكتاتورية، لأن القوة التي لا ضابط لها تقود في الغالب إلى إساءة استخدامها.

    الرؤية الإسلامية للتضامن

    يقوم التضامن في التصور الإسلامي على أساس متين يتمثل في وحدة الأصل الإنساني، فالبشر جميعا كما يقرر القرآن الكريم قد خلقوا من نفس واحدة كما جاء في الآية الأولى من سورة النساء: “يَا أَيهَا الناسُ اتقُواْ رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ”.
    فأصل البشر كافة واحد، كلهم من ذرية آدم وحواء، وليس في الدين الإسلامي طبقات أو فئات أو أجناس أو أمم لها امتيازات طبيعية تمتاز على الآخرين، فالبشر كلهم يحصلون منذ مولدهم على التكريم ذاته، فقد كرمهم الله جميعا بوصفهم بني آدم.
    ولاشك في أن الوعي الحقيقي بهذا البعد الإنساني عن طريق التربية والتثقيف من شأنه أن يحمل الإنسان على أن يتعامل مع إخوانه من البشر على أساس من التسامح الحقيقي واحترام حقوقهم الإنسانية، وهذا يعني التضامن معهم في سبيل احترام وتأكيد هذه الحقوق.
    ومن هذا المنطلق يطلب الإسلام من المسلمين بكل صراحة ووضوح الاعتراف بكل الأديان السماوية السابقة، ولا يجوز للمسلمين بناء على ذلك أن يفرقوا بين الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: “آمَنَ الرسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن ربهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُل آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرقُ بَيْنَ أَحَدٍ من رسُلِهِ”، (البقرة: 285).
    والقرآن يطلب من أتباع هذه الأديان المختلفة الابتعاد عن كل ما يجلب الشقاق والنزاع، وضرورة التركيز على التنافس المثمر في مجال الخيرات: “وَلِكُل وِجْهَةٌ هُوَ مُوَليهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ”، (البقرة: 148).
    وهذا الموقف الإسلامي من شأنه أن يوفر المناخ الملائم لتحقيق التضامن بين الإسلام والأديان السماوية جميعا من ناحية، وبين الأمة الإسلامية وشعوب العالم المختلفة من ناحية أخرى.
    وإذا كان الموقف الإسلامي بالنسبة لأتباع الديانات السماوية واضحا بما فيه الكفاية فإن الموقف الإسلامي بالنسبة لأتباع الديانات غير السماوية لا يقل وضوحا، فالقرآن الكريم يحض على التضامن مع أتباع كل الأديان مادام هؤلاء لا يعتدون على المسلمين، ولا يتآمرون ضدهم، والقاعدة القرآنية في ذلك قول الله تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم من دِيَارِكُمْ أَن تَبَروهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِن اللهَ يُحِب الْمُقْسِطِينَ”، (الممتحنة: 8).
    ويتضح من هذه القاعدة القرآنية أن أمر هذه العلاقة مع غير المسلمين بصفة عامة ماداموا لم يعتدوا على المسلمين ليست علاقة باردة أو علاقة حيادية على نحو سلبي، وإنما هي علاقة إيجابية تقوم على أصلين أساسيين هما البر والعدل.
    والبر مفهوم جامع لكل قيم الخير، والعدل يعد بالنسبة للبشر ضرورة حياتية لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة حقيقية دونه.
    وعندما يدعو الإسلام إلى العدل فإنه بذلك يدعو في الوقت نفسه إلى حرية الإنسان وكرامته وتأكيد حقوقه الإنسانية العامة
    .


    رسالة واحدة

    إن الإسلام في سعيه المتواصل من أجل خير الإنسان وسعادته يقف موقفا متسامحا إلى أبعد الحدود من الديانات السماوية السابقة، ويبدي استعداده للتعاون والتضامن معها من أجل سلام العالم، فالديانات رسالتها رسالة سلام فقد أرسل الله منذ بدء الخليقة رسله وأنبياءه بالوحي إلى الناس لهدايتهم إلى طريق الحق والرشاد وإبعادهم عن طريق الغواية والضلال.
    والإسلام يعترف بكل أنبياء الله ورسله الذين حملوا رسالته إلى الناس على مر العصور كما سبقت الإشارة إلى ذلك وهذا يعني أن الإسلام يؤمن بوحدة الدين، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: “شَرَعَ لَكُم منَ الدينِ مَا وَصى بِهِ نُوحاً وَالذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدينَ وَلا تَتَفَرقُوا فِيهِ”. (الشورى: 13).
    ووحدة الدين في أصوله وجوهره لا تمنع أن تكون هناك صور متعددة للدين كما هو حادث بالفعل: “لكل جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً”، (المائدة:48)، كما يقول القرآن الكريم، ولكن تعددية الأديان والحضارات التي انبثقت منها على مر التاريخ، ترجع في نظر القرآن إلى دين واحد جاءت به رسالات عديدة ترمي إلى هداية الإنسان ومساعدته على تطوير شخصيته والارتقاء بالحياة والأحياء، والتربية الدينية الصحيحة يمكن أن توقظ في الإنسان الكثير من الإمكانات والقدرات الإنسانية التي تجعل منه شخصية متماسكة لها أصل ثابت في الأرض، ولكنها متصلة في الوقت نفسه بالسماء.

  2. #2
    لِيـﮧ غآَيَب وَالمُشآعر لڪ وَطَن !
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    MaKkaH
    المشاركات
    7,029
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    يعطيك العآفيـــة إخووووي

    //

  3. #3
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    الــريــاض
    المشاركات
    6,381
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي

    الله يعطيك العافية يالغالي

    موضوعك في قمة الروعه

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    قلب طفله تحب الله ورسوله
    المشاركات
    4,487
    معدل تقييم المستوى
    5

    Rain

    بارك الله فيك وجزاك كل خير اخى موضوع قيم جعله الله بميزان حسناتك

    اختك المحبه لك فى الله ربى يسعدك اخى ويعطيك الصحه والعافيه

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    كاتم الأحزان

    القيصر

    بهيه

    اشكركم على مروركم العذب

    لكم مني كل الاحترام والتقدير

    لاهنتوا على التواجد الجميل .

    دمتم بأحلى ود

المواضيع المتشابهه

  1. تضامن مع قناة الاقصى هنا
    بواسطة غزه رمز العزه في المنتدى الأخبار
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-06-2010, 08:24 AM
  2. ابي مفتاح
    بواسطة حيران في عالم النسيان في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 02:54 AM
  3. مفتاح \ مكسور !!
    بواسطة Lajah..~ في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-05-2008, 01:49 AM
  4. كيف تملكين مفتاح قلب أمك ؟
    بواسطة حبيبتي حطمتني في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 12-04-2007, 08:31 AM
  5. مفتاح قلب المرأه ..
    بواسطة غدير في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-08-2005, 11:51 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •