[align=center]
قصص متميزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق خلقه أطواراً ..
وصرَّفهم في أطوار التخليق كيف شاء ؛ عزةً واقتداراً ..
أرسل الرسل إلى المُكلفين ؛ إعذاراً منه وإنذاراً ..
فأتمَّ بهم على من اتبع سبيلهم نعمته السابغة ، وقام بهم على من خالف مناهجهم حجته البالغة ..
وقال : { هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ} ..
فنصب الدليل ..
وأنار السبيل ..
وأزاح العلل ..
وقطع المعاذير ..
أقام الحجة ..
وأوضح المحجة ..
وقال هذه رسلي مبشرين منذرين ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
كلمةً قامت بها الأرض والسماوات ..
وفطر الله عليها جميع المخلوقات ..
عليها أُسست الملة ..
ونُصبت القبلة ..
ولأجلها جُلّدت سيوف الجهاد ..
وبها أمر الله سبحانه وتعالى جميع العباد ..
فهي { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } ..
هي كلمة الإسلام :
لا إله إلا الله ..
هي مفتاح دار السلام ..
هي أساس الفرض والسنة ..
( ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) ..
اللهم اجعلنا منها يا حيّ يا قيوم ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
وصفيه وخليله ..
وقدوتنا من خلقه ..
أقام الله به الحجة على عباده ..
إنه امينه على وحيه ..
أرسله رحمة للعالمين ..
وقدوة للعالمين ..
ومحجة للسالكين ..
وحجة على المعاندين ..
وحسرة على الكافرين ..
ترك أمته على المحجة البيضاء ، والطريق الواضحة الغرَّاء ..
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ؛ وملائكته وأنبيائه ورسله ..
اللهم صلي على محمد يا ربّ العالمين ..
واحشرنا في زمرته يا أكرم الأكرمين ..
واجعلنا من أتباع هديه يا أرحم الراحمين ..
إلهي ..
إلهي ؛ ويا مولاي أنت المنعم المتفضل ..
والمعطي الخيرات والمتكرم ..
لا إله إلا أنت سبحانك ..
لا أله إلا أنت سبحانك ..
من تلألأت بأجل المحامد أسماؤه ..
وتوالت بأسمى الهبات آلاؤه ..
توالت بركات خيراته ..
الحمد لله ما استهل وليّ ، وآب بعيد ..
اللهم أرجع لنا المجاهدين يا ربّ العالمين ..
اللهم أرجع يا ربّ العالمين الأسرى و أخرجهم سالمين ..
الحمد لله ما آب بعيد ، ورجع طريد ..
الحمد لله على نعمة الإسلام ..
الحمد لله على نعمة الإيمان ..
الحمد لله على نعمة الخير والأمان ..
اللهم اجعلنا لك شاكرين ، ولخيرك يا ربّ العالمين بادرين وفاعلين ..
واجعلنا للطاعات مسارعين ..
ثم أما بعد ..
أيها الأحبة الفضلاء والأخوة الكرماء ..
أحييكم بتحية ملؤها سلام ، وملؤها محبة ووئام ..
خرجت من القلب ..
نطق بها اللسان ..
فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً ..
واجعل تفرقنا يا ربنا من بعده تفرقاً معصوماً ..
اللهم لا تجعل معنا ولا حولنا شقياً ولا محروماً ..
اللهم لا تجعل معنا ولا حولنا شقياً ولا محروماً ..
اللهم ما قسمت به في هذه الساعة المباركة من خير وصحة وعافية وسلامة وهداية واستقامة وتميز ورفعة فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب ..
نعايش أحبتي معكم محاضرة بعنوان :
قَصص متميزة
إنَّ القصة ..
تنغرس في القلب انغراس العرق في القلب ..
وتثبت بإذن الله ثبات الجبال الراسيات فلا تميل كل الميل ..
القصة ..
تضيء للإنسان حياته ؛ كإضاءة القمر ليلة البدر ..
القصة ..
ربما تحرق المعاصي عند الإنسان إحراقاً ..
القصة ..
ربما تشعل الهمة إشعالاً ..
القصة ..
ربما تحرك الأفئدة والقلوب والأرواح إلى نصرة الدين بشيء غريب وعجيب ..
القصة ..
التي زهدها أقوام ، وتركها آخرون ..
القصة ..
أسلوب قرآني رائع جميل ..
إنَّ القصة ..
إذا طُرحت ، وذُكرت ؛ عاش معها القلب والجوارح ..
فكيف إذا كانت تلك القصة من سماع الواقع !..
إنني _ والله _ أيها الأحبة ..
لعلي لا أكون مبالغاً إن قلت لكم رجالاً ونساءاً ..
إنَّ هذه القَصص التي أذكرها ..
هي من سماء الواقع ..
من عين شاهدتها ..
وأذن سمعتها ..
وقلبٌ وعاها وحضرها ..
ليس من الخيال فيها نصيب ..
ولكن أسأل الله ..
أن يكون فيها للإخلاص أوفر حظ ونصيب ..
لعل البعض إذا قلنا لهم ..
كان أبو بكر ، وعمر ، وكان عثمان ، وعلي ؛ قال : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ..
ولكن أقول له :
مهلاً .. رويداً يا رجل ..
ومهلاً .. رويداً يا بنت الإسلام ..
فاسمعوا معي قَصص ..
لا تزهيداً في الماضي ..
ولكن _ والله _ ما عاش هؤلاء إلا على قَصص الماضي ..
وما تربى هؤلاء إلا كما تربى أهل الماضي ..
القصة ..
يقول الإمام المبجل المجدد ؛ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، وقدَّس سره في مستهل كتابه " مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ..
يقول : ومن أوضح ما يكون لذوي الفهم قَصص الأولين والأخرين ..
قَصص من أطاع الله وما فعل الله بهم ..
قَصص من عصاه وما فعل الله بهم ..
فمن لم يفهم ذلك ومن لم ينتفع به فلا حيلة فيه ؛ كما قال الله تعالى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ } ..
قال بعض السلف : " القَصص جنود الله تعالى " ..
يعني أنَّ المعاند أمام القصة يقف حيراناً لا يستطيع رداً ..
ثم قال رحمه الله : ولما ذكر الله القَصص في سورة الشعراء ختم كل قصة بقوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } ..
فلقد قصَّ الله تعالى ما قصَّ لأجلنا كما قال : { كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى } ..
ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في ختام مقدمة كتابه القيم " صفة الصفوة " قال: وعن ابن عيينة قال : عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ، قال محمد بن يونس : ما رأيت للقلب أنفع من ذكر الصالحين ..
وما أجمل ما قدَّم به صاحب كتاب : " صفحات من صبر العلماء عى شدائد العلم والتحصيل " حيث قال : وبعد فإنَّ أخبار العلماء العاملين والنبهاء الصالحين من خير الوسائل التي تغرس الفضائل في النفوس ، وتدفعها إلى تحمل الشدائد والمكاره في سبيل الغايات النبيلة والمقاصد الجليلة ، وتبعثها على التأسي بذوي التضحيات والعزمات لتسمو إلى أعلى الدرجات وأشرف المقامات ..
ومن هنا قال بعض العلماء من السلف : الحكايات جند من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه ..
ألم يقرع قلبك !..
ألم يقرع سمعك !..
ألم يحرك فؤادك قول الله وأنت تقرأ هذه الآية المباركة : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ } ..
لماذا ؟!..
ما هو هذا السرّ ؟! ..
ما هو هذا السرّ في قَصص الأولين ؟!..
تأمل رعاك الله ..
تأمل رعاك الله ..
{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } ..
قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى : الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليَّ كثير من الفقه لأنها هي آداب القوم وأخلاقهم ..
وشاهد هذا من كتاب الله تعالى :{ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }..
وقال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } ..
ولقد أشار ابن الجوزي رحمه الله تعالى بإشارة جميلة في كتابه " اللقط في حكايات الصالحين " _ وهو لا يزال مخطوطاً _ ..
وعن مالك بن دينار قال : الحكايات تحف الجنة ..
وقال الجُنيد :الحكايات جند من جنود الله عز وجل يقوي بها إيمان المرتدين ..
فقيل له : هل لذلك من شاهد من كتاب الله تعالى ؟!..
فقال : بلى ؛ إنه قول الله تعالى : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } ..
إذاً ..
هذه قصص ..
فتأملوها ..
وأرعوني سمعكم ..
لنعيش فيها وقائعاً ..
تزيد بإذن الله تعالى إيماننا ..
وتحرك همتنا ..
فأنطلق معكم انطلاقة سريعة إلى غرب المملكة العربية السعودية في منطقة وقرية بل وهجرة هي بجوار مدينة ينبع ..
تلك القرية أخبرنا الأحبة وطلاب العلم في المنطقة ؛ أن في تلك القرية هناك رجل صالح اسم على مسمى ..
يا ترى ما اسمه !..
إنه العم عابد ..
لقد عنونت لهذه القصة بعنوان :
ابن أم مكتوم زمانه
دخلنا تلك القرية..
إنه لا يوجد بها أي معلم من معالم الحضارة ..
قرية وهجرة بسيطة في بنائها وشكلها وهيئتها ..
بدأنا نرتفع مع الأرض حيث ارتفعت ..
قصدنا مسجد القرية ..
ذهبنا عنده ..
وصلنا إلى ذلكم المكان ، وإلى ذلكم المسجد ؛ وإذا بنا تبدأ معنا القصة ..
عندما وصلنا إلى المسجد وجدنا عند بابه حجراً كبيراً ومربوط به حبل ..
_ لا إله إلا الله _ ..
ما قصة هذا الحبل ؟!..
لقد وصلنا إلى الطرف الأول في هذه القصة ..
نعم ..
لقد وصلنا إلى الطرف الأول ..
بدأنا نسير مع هذا الحبل يرتفع بنا حيث ترتفع الأرض ، فإنها منطقة لم تأتيها حضارة مناطقنا ..
إنَّ هذا الحبل بدأ يأخذنا بين أشجار ..
سرنا بالسيارة تقريباً ما يزيد على نحو ست دقائق ..
_ سبحان الله _ ..
بدأنا نصل إلى نهاية الحبل ..
نعم .. لقد بدأنا نصل إلى الطرف الآخر ..
ما سرّ النهاية ! ..
يا ترى ما هي النهاية !..
إلى ماذا يحملنا هذا الحبل ، وإلى من سوف يوصلنا هذا الحبل ، وما هو الخبر وراء هذا الحبل !..
إنه حبل ممدود على الأرض ..
حبل ممدود على الأرض ..
عندما وصلنا إلى نهاية الحبل ، وجدنا بيتاً مكوناً من غرفة ودورة مياه ..
وإذا بالبيت نجد رجلاً كبيراً في السن ؛ كفيف البصر ؛ بلغ من العمر ما يزيد على 85 عاماً ..
إنه يا ترى من !..
إنه العم عابد ..
سألناه : قلت له : يا عم عابد ..يا عم عابد .. أخبرنا ما سر هذا الحبل ؟!.
ما سرّ هذا الحبل ؟!..
اسمعوا الجواب ..
اسمعوا الجواب ..
فإنه _ ولله _ ..
لنداء أخرجه ..
لأصحاب الأربعين ، والخمسين ، والستين ، والثمانين ..
نداء أخرجه ..
للأصحاء ؛ للمبصرين لمن أنعم الله عليهم بالخيرات ، والفضائل ، والكرامات ..
إنه نداء ..
لقد قال العم عابد كلمة تؤثر في كل قلبٍ مؤمن ..
قال : يا ولدي .. يا ولدي ..
هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
إنني أمسك به ، أخرج من بيتي قبل الأذان ، ثم أمسك بهذا الحبل حتى أصل إلى المسجد ، ثم بعد الصلاة وخروج الناس أخرج آخر رجل من المسجد ، ثم أمسك بالحبل مرة أخرى حتى أعود إلى بيتي ليس لي قائد يقودني ..
يده لقد أصبحت بجميع الصفات التي نحكم عليها من جراء أثر الحبل عليها ..
إنه رجل ..
نوَّر الله قلبه بالإيمان ..
قصد طاعة الله ..
أراد الصلاة ..
أراد الصلاة ..
قصدها ؛ فصدق الله فيه { نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ } ..
فأين ..الذين حرموا أنفسهم من المساجد !..
أين ..أولئك الكسالى !..
أين ..أصحاب السيارات والخيرات والكرامات الذين امتنعوا عن حضور الصلوات الخمس في المسجد !..
إنه رجل بلغ به هذا السن ..
إنه بلغ هذا السن ؛ كفيف البصر ؛ ضعيف البناء في حالة لو رأيتموها لتعجبتم والله ..
ولكن يقول : هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
وقرية قرب مدينة القنفذة ..
نعم رجلين كفيفي البصر أيضاً جيران ربطوا لهم حبل ؛ لماذا يا ترى هذا الحبل ؟! إنه من أجل حضور الصلوات الخمس في المسجد ..
مات الأول ..ولا يزال الحبل موجوداً ..
ومات الثاني .. ولا يزال الحبل شاهداً لهم ..
لا يزال الحبل شاهداً لهم على ورودهم للمساجد ..
فأين ..أولئك الرجال الذين تكاسلوا عن حضور الصلوات الخمس !..
أين ..الذين هجروا صلاة الفجر !..
لماذا لم يحرك قلوبنا قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم :
( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ) ..
بأمثال هؤلاء صدق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله ) ..
وذكر منهم ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) ..
لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة ..
قال كلمة رائعة :
إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصف الأول ؛ فإنما أنا في المقبرة ..
فإنما أنا في المقبرة ..
أين منا من حرص على براءة نفسه من النار !..
أين منا من حرص على براءة نفسه من النفاق !..
ألم نسمع حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ..
جاء عند الإمام الترمذي عن أنس وحسّنه الألباني قال:قال صلى الله عليه وسلم :
( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة ..) ..
اسمعوا يا من تصلون منفردين ، ويا من تفوتكم تكبيرة إحرام في كل يوم ..
( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) ..
من منا من سلم من النفاق ونحن نقرأ حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم :
( أربعٌ من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة واحدة كانت فيه خصلة من خصال النفاق : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وأذا أؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر ) ..
من منا لم يكذب ! ..
من منا من إذا اختلف مع أخيه لم يرتفع صوته ولم يعتلي شجاره !..
من إذا واعد لم يخلف ذلكم المواعيد !..
من منا أدّى الأمانة ولم يتعامل بالرشوة ولم يتعامل بغيرها !..
أين براءة أنفسنا من النفاق ؟!..
أين أنتم يا من قرع قلوبكم نور الوحي ..
كان السلف إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام عزوّا أنفسهم ثلاثة أيام ..
وإذا فاتتهم الجماعة عزوَّا أنفسهم سبعة أيام كما في " تحفة الأحوذي "..
يقول القاري معلقاً : وكأنهم ما فاتتهم الجمعة ولو فاتتهم صلاة الجمعة عزوَّا أنفسهم سبعيـن يوماً ..
سبعيـن يوماً ..
سبعين يوماً ..
يقول الإمام وكيع ابن الجرّاح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران الأعمش : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ..
لم تفته التكبيرة الأولى ..
وكان يحيى القطَّان يلتمس الجدار حتى يصل إلى المسجد وهو يقول :
الصف الأول ..الصف الأول ..الصف الأول ..
المساجد هي التي ربَّت الرجال ..
المساجد هي التي أخرجت الأبطال ..
المساجد هي التي علمتنا وثقفتنا ..
فأين البطَّالون ..
لا يُصنع الأبطال إلا***** في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن***** في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة ***** ورق يذريه الرياح
من خان حيَّ على الصلاة***** يخون حيَّ على الكفاح
روى الإمام مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :
( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ..
ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ..
ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) ..
إنَّ رجلاً عندنا بالمنطقة أتى بعامل ، لماذا أتى به ؟!..
إنه رجل مشلول وصل إلى أنصاف الثمانين ..
لماذا يا ترى ؟!..
لما سألوه قال : لكي لا تفوتني صلاة مع الجماعة ..
يقول الذي يصلي معه : لا يفوته ولا فرض في المسجد ..
ولا فرض في المسجد ..
ولا فرض في المسجد ..
أين الآمرون !!..كما كان علي رضي الله عنه وأرضاه يمر في الطريق ، فإذا مرَّ في الطريق نادى بأعلى صوته يقول : الصلاة ..الصلاة ..يوقظ الناس لصلاة الفجر وكان رضي الله عنه يفعل ذلك كل يوم ..
وأنتِ أمة الله ما حالك مع الصلاة ، وما حالك في تأخيرها ؟!..
لئن كنا قد ذكرنا ذلك فإننا والله لنعيش مع مآسٍ حزينة مع الذين يتخلفون عن المساجد ..
والله لن يبدأ لنا انطلاق ولا نصرة ولا تأييد ولا دفاع ولا قوة إلا إذا انطلقنا من المساجد ..
وإذا أردت أن تعرف قوة إيمانك ، وقوة عقيدتك ، وقوة صدقك ، وحلال عزيمتك الراسخة ؛ فانظر تبكيرك للمسجد ..
أعود للعم عابد : إنه رجل سمته وصلاحه ووقاره ..
يقول أهل المنطقة : لقد عُرف عن هذا الرجل كفيف البصر من زمن بعيد ..
من زمن بعيد ..
ولقد غُيَّر هذا الحبل أكثر من مرة ..
أكثر من مرة ..
أكثر من مرة ..
فأين ..جيران المساجد الذين لا يشهدون الصلوات الخمس في المسجد !..
فأين ..الذين حرصوا على الوظائف وغيرها !..
إنها قصة التميز الأولى فلا تنساها رعاك الله ..
فلا تنساها رعاك الله ..
وأنطلق معكم انطلاقة سريعة إلى تميز آخر ..[/align]
مواقع النشر (المفضلة)