مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: محـــــــــدي الهــبـــــــــداني

  1. #1
    ... عضو نشيط ...


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    88
    معدل تقييم المستوى
    1

    افتراضي محـــــــــدي الهــبـــــــــداني

    محدى الهبداني

    هو محدى بن فيصل الهبداني عاش الى تاريخ 1300 هجرية تقريبا ، وهو من قبيلة آل فضيل التي يرأسها الشيخ ابن رشدان ، وهي فخذ من أفخاذ قبيلة الجعافرة من ولد سليمان ، ( من ضنا عبيد ) من بشر ، وبشر هو ابن عناز بن وايل ، وهو شقيق مسلم بن عناز الذي تتفرغ منه قبيلة ( ضنا مسلم ).

    نشأ هذا الشاعر وترعرع بين قبيلة ولد سليمان المشهورين بالشجاعة ، وكثرة العدد ، شيخها العواجي وعائلته ، والعواجية لازالوا هم شيوخ هذه القبيلة ، ونشأ في وقت التطاحن بين قبيلته والقبائل المحيطة بها ، وأمه ( ذكر ) بنت مشل العواجي الفارس المشهور ، ووالده فيصل الهبداني ، و ( محدى ) نشأ ثائرا وذكيا وطموحا ، يطمع بالزعامة ، ولكنه لم يلق مجالا لزعامته ، مع وجود أخواله الأبطال العواجية وبعد أن لاحظ أخواله طموحه ، وتدخله بالقبيلة ، وتحريضه لهم وترفعه عن مسلك أبيه . . ضغطوا عليه ، لهذا لم يستطع أن يبرز بينهم ، وضاقت به الأرض بما رحبت ، وأخذ يتألم ، ويقول الشعر محرصا أقاربه من آل فضيل ، وهاجيا لهم أحيانا ، وقال قصائد كثيرة بهذا المعنى لم أعرف منها سوى القليل ومنها :




    هنيكم ياهـل القلـوب المريحـة يالدالهين اللـي علـى بركـة الله
    هنيكـم بقلوبـكـم مستريـحـه وياليت قلبي كل ما جـاه ينسـاه
    ينسى هواجيس الضمير المشيحه على غوال حلقـه الـى ارخـاه
    خطوه الولد يرضى العلوم القبيحه ويقفي ويقبل كالهنوف المرضـاه
    وانا دليلي مـا يطيـع النصيحـه يا ناس عياني دليلي وانـا انهـاه




    ثم قال هاجيا قومه :




    يا فضيل يا قلوب الغنم ما تحامون يـا ليتهـا والله تحسـن لحاكـم
    يا طولكم يا عرضكم يوم تاتـون يا قل حمراكم على مـن بغاكـم
    اليا اجتمعتوا للمراجـل تذيبـون والناس عرفوا طيبكم من رداكـم
    الكل منكـم دائمـا يتبـع الهـون يالعن أبوكم كيف توخـذ نساكـم
    ترضون بالذلـه عساكـم تهبـون واشوف بالرجلين كـل وطاكـم
    يا فضيل بالورور بغيتوا تباعـون ويلقى المذلة خائف وان نصاكـم
    من عقب فعل الطيب قمتوا تدانون وانتوا من أول ما يقرب حماكـم





    لقد قرر محدى أن يبتعد عن أخواله وعن قبيلة ولد سليمان الى قبيلة الفدعان من عنزة لأن الفدعان أقرب قبائل عنزة لولد سليمان ودخل الآراضي السورية وقد أنشأ هذه القصيدة :





    يا ركب سر بالـة تقطـع البيـد حمرا ولا فوقه رديـف محنهـا
    أول نهاره خـل مشيـه تفاديـد وافهق الى ديـن عقبيـك عنهـا
    مثل النعامه يوم تقفي مع الحيـد أو تقل شيهان دنـا الليـل منهـا
    تلفي لمن جيشه سـواة المعاويـد كم عزبـة ذوق ربوعـه لبنهـا
    يا خال ياللي مـا بفعـك مناقيـد رفعت ناس مـا عرفنـا لحنهـا
    لا كراد لا هم ترك لا سلم اجاويد يبون يقزون العرب عن وطنهـا
    يا خال لولا نصف ربعي لهاميـد ان كان جاكم صادق العلم منهـا
    اخترت عن دار المهونات بالبيـد وخليت دار الـذل للـي سكنهـا
    دار بـدار ولا علينـا تحـاديـد وارزاقنا رب الخلايـق ضمنهـا
    نروح عن دار العنـا للاجاويـد لاهل بيوت من تجلـوي زبنهـا
    عيال الغبين المنتخيـن المواريـد على ظهور الخيل يذكر طعنهـا
    ان جا نهار فيـه فهـق وتوريـد يسنى على كل المـوارد شطنهـا






    ولما دخل الأراضي السورية قاصدا آل غبين قال هذه القصيدة :




    الله من قلـب بـدا فيـه عمسـي يميع لو باسـه حجـز قرطيانـي
    يميع ميعه شمع من حـر شمسـي والا الشحم من فوق جمر اضهياني
    نصبـح مكاظيـم وبالهـم نمسـي وكـن الطعـام ملـوث ديدمانـي
    يا راكب من عندنا فـوق عنسـي سحوان قطـاع الفيافـي عمانـي
    عنس سبرس بالسواد الوغطسـي قطـاع دو هوذلـي سوسحـانـي
    هزته بعود اللوز من غير لمـس ِوياما قطع من نـازح السهمدانـي
    قطعي قطا ومذيرة حـس ونسـي من اللال ورد ديـرة الريهجانـي
    فوقه دلال نسج من كـل جنسـي القرمـزان مخالـط بازرقـانـي
    يمد من حفرة خنيصـر ويمسـي لاهـل بيـوت شيـدت بالبيانـي
    ياما عطوا من سابق قود خمسـي (غبينات ) يعطونه ولا به مثانـي
    وان صار بالفرسان طعن وغمسي ما مثلهم يركب بنـات الحصانـي




    وفي أثناء طريقه وهو ومن معه من قبيلة آل فضيل ، صادفوا قبائل من ( الشوايا ) الذين يربون الأغنام في حماية الشيخ ابن قعيشيش يأخذ على هذه القبائل الأتاوة ، ويتكفل بحمايتهم من نائبات الزمن وعندما رآهم محدى الهبداني وجماعته أرادوا نهب أموالهم لضعفهم فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم ومواشيهم وعندما علم الشيخ ابن قعيشيش شيخ الخرصة من الفدعان ثارت ثائرته وأغار على محدى الهبداني وجماعته بفرسانه ورجاله وقصدهم تخليص الغنائم التي أخذوها من الشويان ولكن محدى وجماعته أبوا أن يسلموا ما غنموا ثم انحرف محدى الهبداني وقبيلته عن قبيلة الغبين لأنه قبيلة الغبين أقارب قبيلة ابن قعيشيش والجميع من قبيلة الفدعان من بشر الكبيرة واتجه محدى وقومه الي الشيخ محمد بن سمير الذي هو من قبيلة ضنا مسلم بن عناز وقبل أن يصل الي الشيخ ابن سمير أرسل اليه هذه القصيدة موضحا فيها ما حصل :




    يـا راكبيـن مقولمـات الخفافـي ما دنقـوا عـن الحفـا يرقعونـه
    يلفن أخو خزنـة زبـون المقافـي اللي بوقت العسر تنـدى صحونـه
    الروم جتنـا جـردة يـا السنافـي يبـون ستـر يبوتـنـا ينهبـونـه
    صاح الصياح وقال : ما من عوافي وحتى جواب المنع مـا يذكرونـه
    صكوا علينـا ناهضيـن الشلافـي فزعـة وكـل مجـرب يزهمونـه
    وصحنا عليهم صيحة مع كشافـي ولعيون ( صيته ) جيشهم يسهجونه
    الشيخ ( ثامر ) مرتك تقل غافـي يا حيف سلبت جوخته مع زبونـه
    ( جعافرة ) ما يشتهـون العوافـي والشر لو هو غايـب يحضرونـه
    وردوا علينا مـار صرنـا عيافـي مانـا همـاج وربعنـا يملحـونـه
    لاعاد ما ناخذ مـن الحـق وافـي اللي تحلوى الناس مـا يرحمونـه






    وأتبع ذلك بقصيدة أخري طالبا فيها من محمد بن سمير لجوءه اليه وحمايته وهي كالآتي :




    دنوا بعيدات المماشـي ركابـي عرندسـات يقطعـن المحاويـل
    عروات لين اسهيل بين وغابـي حتى غدا فوق الاباهر زهاميـل
    يرعن من الربلة ورجل الغرابي باطرافهن تلقى الخزامى تقل نيل
    حشوا مناكب جيشكـم بالعقابـي قلايص مـا لاغمـن المخاليـل
    ان روحن مع سهلة له سرابـي عوص يشادن روس ربد الهراقيل
    لمحمد بن سمير ريـف التعابـي بدر الدجا نوار عشب الهماليـل
    لصديقه أحلى من هتوف السحابي ولعداه مفتول الحديـد الزناجيـل
    يا شيخ لو شال الجمل مثل مابي أزرا بليهي الرحايل عن الشيـل
    ويا شيخ من دبت عليه الدوابـي يعاف لـذات الونـس والتعاليـل
    ان حط بالغليون مثـل الجنابـي ان لافه الداكوك بالعدل والميـل
    ويا شيخ يا مدمي لروس الحرابي جينا لكـم يـا كاسبيـن التنافيـل
    نبي جنابك يـا نزبـه الجنابـي يوم الرفاقة صار منهم غرايبـل








    فأجاره محمد بن سمير هو وقبيلته آل فضيل ، ومكث فترة طويلة في جوار ابن سمير الي أن عفت عنه قبيلة الفدعان بما فيهم آل قعيشيش والغبين بعد أن أرسل هذه القصيدة لجدعان بن مهيد شيخ قبيلة ( الولد ) من الفدعان :




    يا راكـب حمـرا كتـوم رغاهـا ممشي ثمان ايام تطويـه مشـوار
    جدعيـة قطـع الفيافـي منـاهـا تشدي لشاحوف مع الشـط عبـار
    يا رسل ياللي لايـذ فـي قراهـا خلك مع أول فجة الصبـح نشـار
    والعصر أبو تركي محاري مساها لغضى البخيل لغالي الزاد دمـار
    عيني قزت من نومها وش بلاهـا كن النويفـج لايفـه عقـب ذرار
    قـزت وقزاهـا عظايـم بـلاهـا عوج نمضيهن وهن كارهن كـار
    وكبدي من الرهوند يخلط عشاهـا أو تقل يقرض من معاليقهـا فـار
    علـى نجـوع فـوق الله شظاهـا ناخذ بها حق ونـذري بهـا جـار
    يا مدبـر السلقـا عليـك التقاهـا تفرج لعبـد تايـه الفكـر محتـار
    يوم اخرجوه وقربتـه قـد ملاهـا عندك لها ياوالي العـرش تدبـار
    أطلبك نفسـي لا تخيـب رجاهـا يا عالـم باحوالهـا وانـت جبـار
    والروح منـي مسعـلات حذاهـا حذرة رجل ما قاضبه كود مسمار
    نجد يعـزي عـن غثاهـا عذاهـا لوهي مقر ابليس في ماض الاذكار
    نركض ومن صاد الجرادة شواهـا وللنار من عقب من المـال دينـار





    بعد ذلك دعاه شيوخ الفدعان آل مهيد وآل غبين فرحل من عند ابن سمير شاكرا له ما لاقاه من حماية واعزاز واكرام وتوجه لقبيلة الفدعان لأنها أقرب الناس اليه وبقي بين ابن غبين وابن مهيد معززا مكرما الي أن حصل بينه وبين ابن غبين بعض الخلاف ويعود ذلك الي نفسه الطموح التي لا تقف عند حد فقال القصيدة الآتيه في آل غبين هاجيا لهم :




    عساك يا دار بـك الحيـف تلويـن عسى الولي يسعى لساسك بالاخراب
    يسفـي جنابـك مثـل دار بداريـن سهساه رمل من سمهـلات وتـراب
    لاعاد ما تاخـذ وفـا حقنـا زيـن والا بسل مصقـل الهنـد وحـراب
    عسـاك يـا دار المذلـه تخيبـيـن وعسى الولي يسعى لنزلك بالاذهاب
    ناس تشيل البغـض ماهـم خفييـن القلب فيه الريب لو يضحك النـاب
    يا حليس وان ما شفت انا شايف شين أشوف ناس قوم بهدوم الاصحـاب
    يا حليس صاب القلب ما تنظر العين، شوف البغيض بنونها تقل مشهـاب
    ان كان ربعـك مـا لحقـك وفييـن مسمارهم يبخص بلا قـاز وكـلاب
    عنهم تنحـوا يـا قلـوب البعاريـن في دبرة الخـلاق فتـاح الابـواب
    عن المهونة نجعـل النـار ناريـن نبعد عن الاصحاب لديار الاجنـاب






    ثم انحاز عن ابن غبين كليا الي جدعان بن مهيد وبقي صديقا حميما لجدعان بن مهيد وكان هناك شخص من شيوخ الفلاحين يدعى السيد ( حجو ) بن غانم وله قرى كثيرة وقبيلة كبيرة ورغم ذلك فهو يدفع (( أتاوة )) لجدعان بن مهيد ، وكان السيد حجو على جانب من القوة بقبيلته كثيرة العدد ، وحصل بينه وبين الهبداني صداقة ، وبعد أن رآه محدى دفع الأتاوة لجدعان بن مهيد ، وهو على هذا الجانب من القوة أبت نفسه الثائرة أن يوغر صدر حجو على ابن مهيد وقال له : لماذا ترضى هذا الخنوع وهذه الذله ، وأنت رجل عربي ، وعندك من العدد والعدة ، ما يفوق ابن مهيد ، وعندك القصور الشامخة ، التي تستطيع فيها أن تحمي نفسك بالسلاح وتعز قومك من دفع الأتاوة وأتبع كلامه هذه القصيدة :




    قولوا ل( حجو ) ريف هزل الركايب عندي لهم عن لمسة الخشـم حيلـه
    قصـر يشـادي نايفـات الجذايـب ورصاص قبـس مولـع لـه فتيلـه
    والا اصبروا صبر على غير طايـب صبر الجمـال اللـي ثقلهـا تشيلـه
    والا ازبنوا للروم شقـر الشـوارب وفضوا عن الويلان طرقـا طويلـه
    ما يترك الهسـات لـو قـال تايـب ما طول مسحون الدوى ما عبي لـه
    انتم عرب من روس قـوم عرايـب وش لون ترضون الردى والفشيلـه
    من مالكم يوخـذ خـراف وحلايـب ياخونكـم يـا كاسبـيـن النفيـلـه




    بعد ذلك ثارت مشاكل بين الشيخ جدعان بن مهيد وبين السيد (حجو) وعندما شاهدت الدولة العثمانية ما يفعله محدى الهبداني من مشكال واثارات بين القبائل ، ألقت القبض عليه وأودعته في السجن وبعد أن مكث مدة طويلة قال هذه القصيدة :




    يا الله ياخـلاق يـا خيـر معبـود يا مظهر ذا النون من بطـن حوتـه
    ترحم غريب دونه البـاب مـردود توازنـت عنـده حياتـه ومـوتـه
    اطلبك ترزقنا بيسرك عـن الكـود هـذا زمـان شيبتـنـي وقـوتـه
    أشوف أنا بالناس حاسد ومحسـود ولقيت لي نـاسٍ تضيـع سموتـه
    العدل ضاع وزايد الحيف ماجـود ومن صاح يبي الحق ما سمع صوته




    وبعد أن خرج محدى الهبداني من السجن أرسل قصيدة الى الشيخ محمد بن سمير صديقه القديم :




    يا راكب سمح المذرع من القـود أشعل طويل المتن نبـه شناحـي
    يشدي لهيق جفله حـس بـارود عليه زعر منومل الملـح فاحـي
    وشديده من عاج والنطع ماهـود ومفصل باجواز ريش المداحـي
    تلفي أخو عذرا من الربع مقصود زبن الهليب اللي له المنع شاحي
    قله ترى دنياي ما تـازن العـود مر بيات ومـر كونـه صباحـي
    وافطن ترى دنياك خوانة عهـود صفاقـةٍ عرقوبهـا بارتمـاحـي
    وياشيخ مادامت لكسـرى وداود كم دور ربعٍ كيَّفوا بـه وراحـي
    ياما صبرنا ياخو عذرا على الكود نصبر ولا نطلب ايدين شحاحـي
    عزي لمن مثلي من الغبن ملهـود وعما تريد النفس يقصر جناحـي
    من يوم بانـن المغاتيـر بالسـود بطل جهلنا يوم بـان الوضاحـي
    ويا شيخ يا مبعد عنا كل مضهود يا مزبنه وان ضاق فيه البياحـي
    ياما لجينابك عن الحيف والـزود يوم انها قلـت علينـا المشاحـي
    ولله ما دامي على القاع ماجـود منساك يا طير السعد والفلاحـي




    ثم قال قصيدة أخرى بالشيخ عبدالكريم الجربا شيخ قبائل شمر بالعراق :




    يالله يا خـلاق صبـح بثـر ليـل باذنك عسى تسمع لعبدك سوالـه
    تفرع لمضهود وطا راسه الشيـل ما بين كاف ونون تنعـش حوالـه
    يا دارنا عفناك من زايـد الميـل عيفة عديم شاف نقـص الجلالـه
    يا دار يا دار الخطـا والتهاويـل حقـك لمقلـول الرفاقـة نوالـه
    يا دار ما يسكن بك الا قوي حيـل يقضي لحاجاتـه بسيفـه لحالـه
    يا ربعنـا هيـا نوينـا المحاويـل نروح عن دار العيـا والضلالـه
    سموا وطيعوني على الزمل ونشيل لعبدالكريـم اللـي تذكـر فعالـه
    للشيخ نطـاح الوجيـه المقابيـل ومن صكته غبر الليالـي عنابـه
    الدار دار وكـل دار بهـا كيـل والرزق عند اللي عظيـم جلابـه





    ثم رحل الشيخ الي عبدالكريم الجربا والتجأ اليه فأكرمه الشيخ عبدالكريم أكراما بالغا وذات يوم وهو جالس عند الشيخ عبدالكريم في مجلسه ، وأهدي الي الشيخ عبدالكريمم جواد من الخيل أصيل وقبلها ، وفي الحال قدمها الي محدى الهبداني وكانت جوادا من أحسن جياد العرب ، فقام واحد من الجالسين من شمر الى محدى الهبداني وقال له : أسالك بالله يا محدى الهبداني أن تخبرني أي من عبدالكريم الجربا وجدعان بن مهيد أحل الى نفسك ؟ فقال محدى الهبداني : ويحك لا تسألني بالله فكرر عليه الشمري ثلاث مرات ومحدى يتهرب منه وبعد أن أكمل السؤال الثالث قال محدى : أقسم لك بما سألتني به أن ( غليون ) جدعان بن مهيد عندما ينفث منه الدخان ، ويعطيني آخذه وأمزه يسوى عندي عبدالكريم الجربا وقبيلة شمر ، وعندما سمع الشيخ عبدالكريم الجربا ثارت ثارته وقال للشمري الذي سأل محدى : أنا أحرم عليك أن تسكن منازل شمر ، وان علمت أنك ساكن في منازل شمر سوف
    أقطع رأسك ، وطرده من مجلسه ، والتفت الى محدى الهبداني ، وقال له : أشكرك على ما قلت ولو قلت غير لاستهجنتك .

    فأمر رجاله أن يحصروا خمسة عشر ناقة من الابل الوضح ، أي البيض وقال هذه هدية مني لك ، مع الجواد الأبيض ، تقديرا لموقفك مع شيخك جدعان بن مهيد الذي هو شيخ الفدعان وبقي عند الشيخ عبدالكريم معززا مكرما . وذات يوم كان الشيخ عبدالكريم الجربا غازيا قبيلة عنزة التي هي قبيلة الهبداني وكان محدى برفقته وأثناء سيرهم لحق بهم شخص من شمر ، على قلوصه مبشرا عبدالكريم الجربا أنه رزق بمولود ، فقال له بعض أصحاب عبدالكريم أذهب وبشر محدى الهبداني صديق الشيخ عبدالكريم بشره بابنه ، وكان محدى الهبداني منتحيا من طرف القوم وعندما بشره الرسول أجابه قائلا لا بشرك الله بخير واسأل الله أن المولود الذي بشرتني به لا يبلغ سن الفطام فقال البشير ويحك يا محدى لماذا تقول هذا بابن الشيخ عبدالكريم فقال نعم أقول ذلك لأنني أخشى أن يترعرع وينمو وتكمل رجولته ثم يكون مثل ابيه فيقضي على البقية الباقية من قبيلة عنزة فضحك القوم من قول محدى الهبداني ففي الكلمة نكته واعجاب وعندما سمع الشيخ عبدالكريم كلام محدى مع الذي جاء يبشره بالمولود ضحك كثيرا وقال ما يقوله محدى الهبداني مقبول عندي وقد دار الحديث هذا وهم في مواطن عنزة وكانت قبائل عنزة قبل سنة تقطن هذه الأماكن وصدفة أمر عبدالكريم الجربا على القوم بأن يحطوا الرحال ويناموا ليلتهم لأنهم كانوا آخر النهار وعندما نزلوا لاحظ الشيخ عبدالكريم أن محدى لم يقر له قرار وكان يسير على قدميه من حول القوم وكأنه يبحث عن ضالة ، فدعاه الشيخ عبدالكريم قائلا له تفضل يا محدى لأن القهوة والشاي قد حضرا فأتى محدى عابس الوجه ، تبدو عليه علامات التفكير والذهول لاحظ منه ذلك الشيخ عبدالكريم الجربا ، فقال : ما بك يا محدى ؟ فقال لا شيء يا سكران المجانين ، وكان هذا الاسم يطلق على الشيخ عبدالكريم عند قبيلة شمر وقبيلة عنزة فكرر عليه الشيخ عبدالكريم السؤال فقال : يا سيدي هل تعرف هذه الأماكن التي نحن الآن بها ، فقال : نعم أعرفها قال انها منزل عنزة بالعام الماضي وهذه حدودهم وكنت بالعام الماضي أقطنها معهم وقد عرفت منزل كل شيخ منهم حولنا فقال الشيخ عبدالكريم : وهل قلت شيئا يا محدى بذلك : فقال نعم قلت فقال ما قلت فأنشد هذه الأبيات :




    يا دار وين اللي بك العـام كاليـوم ما تقل مرك عقب خبري نجوعـي
    خالي جنابك بس يلعي بـك البـوم ماكن وقف بك من النـاس دوعـي
    شفت الرسول وصار بالقلب مثلـوم وهلت من العبرة غرايب دموعـي
    وين الجهام اللي بك العـام مـردوم وظعون مع قدرة سلفهـا تزوعـي
    أهل الرباع مزبنـة كـل مضيـوم واهل الرماح مظافريـن الدروعـي
    راحوا لنا عدوان وحنا لهـم قـوم ولا ظنتي عقب التفـرق رجوعـي
    وان صاح صياحن من الضد مزحوم تجيـك دقـلات السبايـا فزوعـي
    صفرن يكاظمن الأعنـه بهـن زوم يخلـن سكـران المجانيـن يوعـي
    يركب عليهن باللقى كـل شغمـوم فريس والله مـا تهـاب الجموعـي
    خيالهم ينطح مـن الخيـل حثلـوم يوم الاسنـه بالنشامـى شروعـي
    ويا شيخ انا عندك معزز ومحشـوم ويمضي علي العام كنـه سبوعـي
    لا شك قلبي بالوفا صـار ماسـوم لربعي ونا يا شيخ منهـم جزوعـي
    وعيني لشوف الحيف ما تقبل النوم والقلب يجزع بين هدف الضلوعـي
    ويا شيخ ابا وصفك يا مفني الكـوم يالصاطي القطاع حسن الطبوعـي
    حلياك حر يفنـي الصيـد ملحـوم متفهـق الجنحـان حـر قطوعـي
    حر علم بالصيد مـن غيـر تعلـوم يودع بداد الريش شـت مزوعـي




    وعندما أكمل الهبداني قصيدته قال عبدالكريم اطمئن يا صديقي اننا في الصباح راجعون الي ديارنا لأنني لا أحب ان اجد قبيلة عنزة ويحصل بيني وبينهم اصطدام وأنت معي لأنك منهم ولأنك جار عزيز عندنا وانني أقدر هذه الحمية فيك ، ولا ألومك بما قلت بقومك وعندما بلغ الشيخ جدعان بن مهيد ما حصل من سؤال الشمري في مجلس الشيخ عبدالرالكريم الجربا ، وعن هذه القصيدة الأخيرة التي قالها عند عبدالكريم أرسل الى محدى وفدا يدعونه ليرجع اليهم وأن له كل ما يطلبه وأنه سيبقى عندهم معززا مكرما ولن يعصوا له أمرا ولا توجه اليه اهانة فأعتذر محدى من الشيخ عبدالكريم واستأذنه للرحيل فسمح له بعد أن أنعم عليه وأكرمه ورجع الى الشيخ جدعان بن مهيد شاكرا لعبدالكريم الجربا فضائله وكرمه وأخلاقه وبقى عند جدعان طويلا مكرما معززا الى أن تذكر بلاده نجد وحن اليها واشتاق أن يحج لبيت الله العتيق ويزور مسجد نبيه الكريم فاستأذن من الشيخ جدعان بن مهيد ورحل من بلادهم الى بلاد نجد مع قبيلته آل فضيل ورجع الى موطنه ومسقط رأسه نجد العزيزه وحج بيت الله وزار مسجد نبيه بعد أن قال هذه الأبيات :




    يالله يا اللـي مـا دخيلـك يضامـي ياللي عفيت وحل لطفك على أيـوب
    أطلبك يا محيـي هشيـم العظامـي والي ولا غيـرك ولـي ومطلـوب
    يالله تجـمـع شملـنـا بالتمـامـي يا عاقل يوسف على ابـوة يعقـوب
    بجاه ( من صلى ) لوجهك وصامـي تفتح لنا من باب لطفـك لنـا بـوب
    وبجاه مـن لبـى ولبـس الحرامـي ورقى على راس الجبل قاضي النوب
    يا عالم باللـي خفـى مـن كلامـي تبهج فواد اللي على البيـت منعـوب
    يالله يـا مسقـي كبـود ظـوامـي من مي ( زمزم ) نافل كل مشروب
    هيـا ودنـوا لـي ركـاب همامـي نبي نزور اللي على القلب محبـوب
    نبينـا نضفـي علـيـه السـلامـي وحنا علينا الحج فـرض ومكتـوب






    والعذر على الاطاله




    والسلام عليكم


    تحياااتي ..... كارولين

  2. #2
    ][..إيــداع الــزين.. ][


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    آقوٍلكٍ سـٌرٍ
    المشاركات
    7,880
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي


    وعليكم السلااام ورحمة الله وبركااته

    كاارولين

    يعطيك العاافيه يااااارب

  3. #3
    a5fe ghlaak

    افتراضي

    يا هلا ومرحبا بـ كاارولين

    هذا الموضوع يبي له جلسه وقهوه وتمر ..


    خلني بجلس عليه ..


    مشكور مقدماً يا العزوه ..

  4. #4
    إنسان عادي ..}


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    الساحل الشرقي .
    المشاركات
    4,001
    معدل تقييم المستوى
    5

    افتراضي

    كارولين اشكرك على موضوعك الطيب

    وسبق لي ان قريته بكتاب ابطال من الصحراء للكاتب محمد بن أحمد السديري

    عساك على القوة وننتظر منك المزيد


    لكِ أرق التحااياا

  5. #5
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    7,067
    معدل تقييم المستوى
    8

    افتراضي

    كــاروليــن..


    يعطيكـِ العـآفيــهـ..


    تحيــآتي..


    إحســـــــآس..خــآلـــــــد..

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •