ساعاتنا ولحظاتنا،،
أيامنا وسنواتنا،،
هي الفصول الأربعة..
حتى وإن كانت أرضنا لا تلد كل عام،،
وسماءونا لا تبكي كل ليلة،،
تظل الفصول الأربعة تتناوب لـ حضور ليالينا..
في داخلنا الفصول الأربعة،،
ليس لها علاقة بفصول السنة ومواعيدها،،
هذه الفصول ترسم البسمه وتمسح الدمعه،،
تزرع الحب وتجني المحبه،،
في فصل الصيف،،
نبحث عن الحب لنرتوي من ظمأ الصيف،،
لليالي الصيف نسيمٌ عليل يداعبنا دون علمنا،،
فنتذكر أحبة ً لنا كان التجافي بيننا وبينهم هو الجدار،،
نتذكر الأيام والفصول الماضية،،
مع ماتحمله هذه الذكرى من جمال تلك الفصول إلا أن الذكرى عادةً ماتكون قاسية،،
في الصيف يستيقظ الضمير ليذكرنا برحمٍ قد قطعناه،،
أو أخٍ قد جرحناه،،
أو غريبٍ قد خذلناه،،
فنعود لنفكر بترميم تلك العلاقات الإنسانية قبل أن تفقد انسانيتها،،
في فصل الخريف،،
تتساقط أوراق الظلم والغرور في دواخلنا لتحتفظ فقط بأوراق الحب والإخاء،،
لم تعد أنفسنا قادرةً على تحمل هذه الأخطاء،،
أخطاؤنا التي قد تصدر منّا بقصدٍ أو بدون قصد،،
في الخريف ندرك بأن النفس لا تحتاج لجميع هذه الأوراق،،
في فصل الشتاء،،
يتسلل البرد إلى داخلنا،،
تبرد عواطفنا ومشاعرنا تجاه أنفسنا وتجاه أحبتنا،،
لم نعد نحكي الحكايات،،
ولم نعد نتبادل البسمات،،
برود قد خيّـم على المكان والزمان،،
نرتعش من قسوة البرد فنحس بالخطأ الذي ارتكبناه،،
فنلجأ الى تدفأة أنفسنا ليدفأ من هم حولنا،،
اذا كان اشعال النار قد يدفئ المكان،، فالكلمة الجميلة حتماً ستدفئ الذات،،
وستدفئ الآخر،،
ابتعادنا عنهم هو سبب البرد واقترابنا سيحسسهم بالدفء،،
في فصل الربيع،،
تتراقص فراشات الصداقة في داخلنا،،
وتثمر أشجار المحبة في قلوبنا،،
وتنساب جداول الوفاء في ضمائرنا،،
نبتسم ونفرح لأننا استطعنا أن نبتسم في وجه شمس الصيف،،
وأن نتخلص من أوراق الظلم في الخريف،،
وأن نشعر بالدفء في الشتاء،،
هذه الفصول الأربعة لم يكن لمحور الأرض أو الشمس أي سبب في حدوثها،،
هي فصولنا الشخصية قد تزورنا كل يوم أو كل شهر أو كل سنه،،
طالما في داخلنا ضمائر حيّـة ستزورنا هذه الفصول الأربعة،،
ومن لم يكن ضميره كذلك فسيعيش في فصلٍ واحد ولن يستمتع بتقلب الفصول،،
فلنفكر دائماً بخطئٍ قد ارتكبناه أو جرحِ قد أحدثناه،،
لننعم بتقلب فصول المشاعر والأحاسيس في داخلنا،،
فتظهر واضحةً جليّـة على ملامحنا...
(شيئاً من فلسفتي)
أزينكم
مواقع النشر (المفضلة)