وأنت تعيش في أمن وسلام وتمارس حياتك بالطول والعرض.. وربما لا يتجاوز تفكيرك فيها حدود يومك أو ما يزيد قليلا.. قد يجيئك فجأة من حيث لا تدري ومن دون مقدمات خبر مفجع يقع عليك كالصدمة ليهز وجدانك ويشل تفكيرك.. ويشعرك بأن حياتك أو حياة من تحب مهددة بالخطر.
ماذا مثلا لو كنت تعاني وعكة أنفلونزا وزرت الطبيب لهذا السبب، فيصدمك عندما يقول لك انك مصاب بمرض لم يكن يخطر لك على بال يهدد حياتك بالخطر؟
ترى بماذا ستفكر في هذه اللحظات؟ وكيف ستتعامل مع الصدمة؟ وما ردة فعلك تجاه هذا الموقف الذي لا تحسد عليه؟ وكيف سترى الأشياء من حولك؟ وما أول أمر سيخطر ببالك في تلك اللحظات؟ وما حساباتك الجديدة وخططك في الحياة.. هل ستخضعها للتغيير؟
الناس أجناس وأنواع وقوة احتمال الصدمات تختلف من شخص إلى آخر
البعض قد ينهار عندما يتعرض إلى صدمة قوية، وتخور قواه ويتحطم ولا يقوى على النهوض للوقوف على قدميه من جديد.. يرى الدنيا من حوله غائمة، وتصبح في عينيه 'كخرم الإبرة' صغيرة على رغم كبرها، قبيحة على رغم جمالها.
ناقل الصدمة
الكثيرون لا يعرفون حتى كيف ينقلون الخبر العادي البسيط إلى الآخرين من دون افزاعهم.. ويحولون خبر الحبة إلى قبة.. فما بالنا بخبر 'الصدمة' أو الدراما كما يطلق عليها علماء الاجتماع
متفائلون ومتشائمون
الناس متفائلون ومتشائمون، فهناك من يسمع انه سيغادر الدنيا ربما بعد عدة أسابيع أو أشهر، لكنه يستوعب الأمر ويتمالك أعصابه ويتعاطى مع الحياة بمنظار ايجابي
إن المؤمن بالله يعلم انه لم يخلق عبثا وان عليه أن يعمل حتى ان لم يتبق من عمره إلا لحظات.. وسرعان ما يتغلب على مرضه وحزنه ويشغل نفسه بالعمل، بل ربما يسعى لمحاسبة نفسه ويعرف أخطاءه ويصلح ذاته. وهؤلاء المتفائلون المؤمنون يرون من الكوب نصفه الممتلئ لا نصفه الفارغ.
وآخرون ينهارون عندما يخبرهم الطبيب بأنهم مصابون بمرض خطير، وتسود الدنيا في عيونهم بسبب تشاؤمهم.
يمر المرضى بشكل عام، نساء ورجالا، بعدة مراحل نتيجة الصدمة وهي :
المرحلة الأولى تتمثل في رفض وإنكار التشخيص الطبي كأنه يقول إن هناك خطأ في التشخيص أو إن الأجهزة غير دقيقة أو إن الطبيب غير جيد.
المرحلة الثانية: بعد أن يتأكد المريض من التشخيص تظهر عليه مشاعر الإحباط والألم، وتخرج على هيئة غضب أحيانا على الظروف التي أوصلته إلى تلك الحالة.
المرحلة الثالثة تتمثل في البكاء والألم والحسرة، وهذه يدخل فيها معظم المرضى بشعور عام عن الاكتئاب.
المرحلة الرابعة: تتمثل في الضيق والتوتر والحساسية الزائدة والانعزال عن المجتمعات ورفض الذهاب إلى العمل.
المرحلة الخامسة: وهي التكيف مع الوضع والحالة المرضية، ويتقبل المريض عندها أي علاجات متوافرة، حتى أن البعض يلجأ إلى المشعوذين وتجريب كل شيء.
المرحلة الأخيرة: وهي الخضوع للمرض والاستسلام، وهنا يعترف المريض بأنه مصاب بمرض خطير، وبالتالي يبدأ باللجوء إلى الله، ويؤدي واجباته الدينية، وقد يصل إلى مرحلة التدين الكامل
مواقع النشر (المفضلة)